آيات مشهورة من الكتاب المقدس منلوقا 8

شارك

وأمّا التُّربةُ الخَصبةُ فتُمَثِّلُ أصحابَ القُلوبِ الصّادقةِ الطّاهرةِ، هؤلاء يَسمَعونَ رِسالةَ اللهِ ويَحفَظونَها ويَتَمَسَّكونَ بِتَطبيقِها ويُثابرونَ، حتّى تُثمِرَ أعمالُهُم ثِمارَ الإيمانِ مِن أخلاقٍ صالِحةٍ وأعمالٍ مَرضيّةٍ".

وأمّا الأرضُ ذاتُ الأشواكِ فتُمَثِّلُ الّذينَ يَسمَعونَ رِسالةَ اللهِ ويَقبَلونَها، ولكنّ مَتاعَ الحياةِ الدُّنيا وهُمومَها وكُنوزَها تَخنُقُ شَيئًا فشيئًا إيمانَهُم، فلا تَجعَلُهُ يُثمِرُ.

وأمّا التُّربةُ الصَّخريّة، فتُمَثِّلُ الذّينَ يَقبَلونَ رسالتَهُ بفَرَحٍ ولكن لا جُذورَ للرِّسالةِ في قُلوبِهِم، فيَظَلّونَ على الإيمانِ إلى أن يَنقلِبوا على أعقابِهِم عِندَ أوّلِ مِحنةٍ.

ثُمّ التَفَتَ إليهِم قائلاً: "أينَ ذَهَبَ إيمانُكُم بي؟!" فأخَذوا يَتَساءَلونَ فيما بَينَهُم مُتَهيِّبينَ ذلِكَ المَوقِفَ، مُندَهِشينَ مِمّا حَدَثَ، قائلينَ: "أيُّ رَجُلٍ هذا، إنّهُ لَيأمُرُ الرِّيحَ العاصِفةَ فتَهدأَ، والأمواجَ الهائجةَ فتَسكُنَ وتَستقِرَّ خاضِعةً طائعةَ؟!"

والحَبُّ المُتَساقِطُ على جانِبِ الطَّريقِ إلى الّذينَ يَسمَعونَ رِسالتَهُ، ولكنّ الشَّيطانَ يُغوِيهِم فيَنزِعُ البَذَرةَ مِن قُلوبِهِم كَي لا يُؤمنوا فلا يَكونوا مِن النّاجينَ.

فما مِن شَيءٍ مَستورٍ إلاّ كَشَفَهُ اللهُ، حتّى يَجعَلَ كُلَّ خافٍ واضِحًا للعِيان.

فأدرَكَت المَرأةُ انكِشافَ أمرِها، واقتَرَبَت وهي تَرتَعِدُ، ورَمَت بنَفسِها أمامَهُ (سلامُهُ علينا) مُعتَرِفةً بأنّها لَمَسَتهُ لتُشفَى وبأنّها شُفِيَت في الحالِ. فأشارَ إليها عيسى (سلامُهُ علينا) قائلاً: "اعلَمي يا ابنَتي أنّ ثِقتَكِ بي كانَت السَّبَبَ في شِفائِكَ. فامضِي بأمانِ اللهِ".

فأسرَعَ أتباعُهُ إليهِ وأيقَظوهُ قائلينَ: "يا مَولانا، يا مَولانا، إنّنا مُوشِكونَ على الغَرَقِ والمَوتِ!" فنَهَضَ (سلامُهُ علينا) وأمَرَ الرِّياحَ والأمواجَ المُتَلاطِمةَ فسَكَنَت، وهَدأت العاصِفةُ وسادَت السَّكينةُ الجَوَّ.