هوشع ‮مقدمة‬

مقدمة
عمد النبي هوشع في القرن الثامن ق. م. إلى تدوين هذا الكتاب بإرشاد من الله. وهو يشتمل على جزأين غير متساويين. يعالج الجزء الأول حياة هوشع (الفصول 1‏–3)؛ ويدور الجزء الثاني حول رسالته التي حملها إلى سكان المملكة الشمالية (الفصول 4‏–14). كان هوشع نبي المملكة الشمالية لبني إسرائيل، وعاش قبل انهيارها في عام 722 ق. م. واستغرقت خدمته طوال 40 سنة، فكان بذلك معاصراً للأنبياء عاموس وإشعياء وميخا. لقد رمزت حياة هوشع العائلية التعيسة إلى وضع المملكة المزري، فكما هجرته زوجته لتمارس الدعارة هكذا نبذ بني إسرائيل الله وسعوا لعبادة أوثان الأمم. ولكن كما ظل هوشع على حبه لزوجته الخائنة ثم ردها أخيراً إلى منزله فإن الله ثابر أيضاً على حبه لبني إسرائيل ووعد أن يستردهم إلى عبادته وتقواه في يوم ما.
نقع في هذا الكتاب على أمرين متناقضين هما أمانة الله ومحبته، وضلال إسرائيل وخيانتها. إن الصورة التي يرسمها النبي لله هي صورة حية للأمانة والعناية والغفران والمحبة والرأفة. فمحبة الله المستمرة هي موضوع هذا الكتاب. أما صورة إسرائيل فهي صورة الزوجة الخائنة الخاطئة المتمردة الخليعة، التي تتسم بالجهل والحماقة لرفضها ما يطلبه الله منها وعدم رغبتها في مرضاته. ولكن كما انتصر حب هوشع في نهاية الأمر فإن محبة الله قادرة أن تجري تغييراً معجزياً في حياة كل من يقبل إليه تائباً.

المحددات الحالية:

هوشع ‮مقدمة‬: KEH

تمييز النص

شارك

نسخ

None

هل تريد حفظ أبرز أعمالك على جميع أجهزتك؟ قم بالتسجيل أو تسجيل الدخول