لوقا 1:11-26

لوقا 1:11-26 SAB

وَذَاتَ يَوْمٍ، كَانَ عِيسَى يُصَلِّي فِي مَكَانٍ مَا. فَلَمَّا انْتَهَى، قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ: ”يَا سَيِّدُ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ يَحْيَى تَلَامِيذَهُ.“ فَقَالَ لَهُمْ: ”مَتَى صَلَّيْتُمْ قُولُوا: أَيُّهَا الْأَبُ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِتَأْتِ مَمْلَكَتُكَ. اُرْزُقْنَا كُلَّ يَوْمٍ مَا يَكْفِينَا مِنْ خُبْزٍ. وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، كَمَا نُسَامِحُ نَحْنُ كُلَّ مَنْ يُخْطِئُ فِي حَقِّنَا. وَلَا تُدْخِلْنَا فِي مِحْنَةٍ، بَلْ أَنْقِذْنَا مِنَ الشِّرِّيرِ.“ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: ”لِنَفْرِضْ أَنَّ أَحَدَكُمْ لَهُ صَدِيقٌ، فَيَأْتِي إِلَيْكَ فِي نِصْفِ اللَّيْلِ وَيَقُولُ لَكَ: ’يَا صَدِيقِي، أَقْرِضْنِي 3 أَرْغِفَةٍ. لِأَنَّ صَدِيقًا فِي سَفَرٍ جَاءَنِي، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُقَدِّمُهُ لَهُ.‘ فَتَرُدَّ عَلَيْهِ مِنَ الدَّاخِلِ وَتَقُولَ: ’لَا تُزْعِجْنِي! قَفَلْنَا الْبَابَ، وَأَنَا وَأَوْلَادِي فِي الْفِرَاشِ، لَا أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ وَأُعْطِيَكَ.‘ أَقُولُ لَكُمْ، مَعَ أَنَّكَ لَا تَقُومُ وَتُعْطِيهِ عَلَى أَسَاسِ أَنَّهُ صَدِيقُكَ، لَكِنْ بِسَبَبِ إِلْحَاحِهِ تَقُومُ وَتُعْطِيهِ كُلَّ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ. ”فَأَقُولُ لَكُمْ: اِسْأَلُوا تُعْطَوْا، اُطْلُبُوا تَجِدُوا، اُطْرُقُوا عَلَى الْبَابِ يُفْتَحْ لَكُمْ. لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَنَالُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَطْرُقُ عَلَى الْبَابِ يُفْتَحُ لَهُ. مَنْ مِنْكُمْ أَيُّهَا الْآبَاءُ، إِذَا طَلَبَ ابْنُكَ مِنْكَ سَمَكَةً، تُعْطِيهِ حَيَّةً بَدَلَ السَّمَكَةِ؟ أَوْ إِذَا طَلَبَ بَيْضَةً، تُعْطِيهِ عَقْرَبًا؟ فَإِنْ كُنْتُمْ أَنْتُمُ الْأَشْرَارَ، تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا عَطَايَا صَالِحَةً لِأَوْلَادِكُمْ، فَكَمْ بِالْأَوْلَى الْأَبُ السَّمَائِيُّ يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُّوسَ لِلَّذِينَ يَطْلُبُونَ مِنْهُ!“ وَكَانَ عِيسَى يَطْرُدُ شَيْطَانًا أَخْرَسَ. فَلَمَّا خَرَجَ الشَّيْطَانُ، تَكَلَّمَ الرَّجُلُ الْأَخْرَسُ، فَتَعَجَّبَ النَّاسُ. لَكِنَّ بَعْضَهُمْ قَالَ: ”إِنَّهُ يَطْرُدُ الشَّيَاطِينَ بِوَاسِطَةِ بَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ.“ وَطَلَبَ آخَرُونَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِيَخْتَبِرُوهُ. فَعَرَفَ أَفْكَارَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: ”كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ عَلَى نَفْسِهَا تَخْرَبُ، وَكُلُّ عَائِلَةٍ تَنْقَسِمُ عَلَى نَفْسِهَا تَنْهَارُ. فَإِنِ انْقَسَمَ الشَّيْطَانُ عَلَى نَفْسِهِ، كَيْفَ تَصْمُدُ مَمْلَكَتُهُ؟ أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَطْرُدُ الشَّيَاطِينَ بِوَاسِطَةِ بَعْلَزَبُولَ، فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَطْرُدُ الشَّيَاطِينَ بِوَاسِطَةِ بَعْلَزَبُولَ، فَبِوَاسِطَةِ مَنْ يَطْرُدُهُمْ أَتْبَاعُكُمْ؟ لِذَلِكَ هُمْ يَحْكُمُونَ عَلَيْكُمْ. لَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبَعِ اللهِ أَطْرُدُ الشَّيَاطِينَ، فَمَعْنَى هَذَا أَنَّ مَمْلَكَةَ اللهِ جَاءَتْ إِلَيْكُمْ. ”عِنْدَمَا يَحْرُسُ الرَّجُلُ الْقَوِيُّ الْمُسَلَّحُ دَارَهُ، تَكُونُ أَمْلَاكُهُ فِي أَمَانٍ. لَكِنْ إِذَا هَجَمَ عَلَيْهِ وَاحِدٌ أَقْوَى مِنْهُ وَغَلَبَهُ، فَإِنَّهُ يَأْخُذُ مِنْهُ سِلَاحَهُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَيْهِ، وَيُوَزِّعُ الْغَنِيمَةَ. مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لَا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ. ”مَتَى خَرَجَ الرُّوحُ الشِّرِّيرُ مِنْ إِنْسَانٍ، يَذْهَبُ إِلَى أَمَاكِنَ مَهْجُورَةٍ بَحْثًا عَنِ الرَّاحَةِ، فَلَا يَجِدُهَا. فَيَقُولُ: ’أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِيَ الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ.‘ فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ نَظِيفًا وَمُرَتَّبًا، فَيَذْهَبُ وَيُحْضِرُ مَعَهُ 7 أَرْوَاحٍ أُخْرَى أَكْثَرَ مِنْهُ شَرًّا. فَتَدْخُلُ الْأَرْوَاحُ، وَتَسْكُنُ هُنَاكَ، فَتَكُونُ حَالَةُ ذَلِكَ الْإِنْسَانِ الْأَخِيرَةُ أَسْوَأَ مِنْ حَالَتِهِ الْأُولَى.“