المزامير 1:73-28
المزامير 1:73-28 المشتركة
مزمورٌ لآسافَ: اللهُ صالِحٌ لِلمُستَقيمينَ صالِحٌ لأنقياءِ القُلوبِ. كادَت قَدَمايَ تَزيغانِ، ولولا قليلٌ لَزَلَّت خُطُواتي، حِينَ غِرْتُ مِنَ المُتَباهينَ ورأيتُ الأشرارَ في سلامٍ. هُم لا يُقاسُونَ الشَّدائِدَ، وأجسامُهُم سليمةٌ سمينةٌ. لا يتعَبونَ كسائِرِ النَّاسِ ولا يُصابُونَ مِثلَ البشَرِ. لِذلِكَ تَقَلَّدُوا الكِبرِياءَ وارتَدَوا ثيابَ العُنْفِ. عيونُهُم جَحَظَت مِنَ الشَّحْمِ، وقلوبُهُم جاوَزَت كُلَّ شكوى. يستَهزِئُونَ ويَنطِقُونَ بالسُّوءِ، ويَظلِمونَ ويَتكَلَّمونَ باستعلاءٍ. يجعلونَ أفواهَهُم في السَّماءِ، وألسِنَتَهُم تسعى في الأرضِ. يشبَعونَ مِنَ الأكلِ حتّى التُّخْمةِ، وإلى الماءِ لا يعطَشونَ. يقولونَ: «كيفَ يعلَمُ اللهُ؟ وهل عِندَ العليِّ مَعرِفَةٌ؟» هؤلاءِ هُمُ الأشرارُ الهانِئونَ، تزدادُ ثَروَتُهُم على الدَّوامِ. أمَّا أنا فعَبَثا طهَّرْتُ قلبـي وغسَلْتُ بالنَقاوَةِ يَدَيَّ، لأنَّكَ تُعَذِّبُني نهارا وليلا وتُؤدِّبُني في كُلِّ صباحٍ. لو قُلتُ مِثلَ هذا الكَلامِ لَغَدَرْتُ بأجيالِ بَنِـيكَ. حَسِبتُ أنِّي أعرِفُ ذلِكَ فرأيتُهُ عَسيرا عليَّ، إلى أنْ دَخَلتُ هَيكلَ اللهِ وتَبَيَّنتُ آخِرةَ الأشرارِ. في المَزالقِ حقًّا جعَلْتَهُم، وفي المَهالِك يا ربُّ أوقَعتَهُم. يصيرونَ إلى الخَرابِ في لحظةٍ، ويضمَحِلُّونَ ويفنَونَ مِنَ الأهوالِ. كَحُلُمٍ عِندَ اليقظةِ يا ربُّ، عِندَ اليقظةِ تزولُ صُورتُهُم. عِندَما تَمَرمَرَ قلبـي، وفي كبِدي تَوَجَّعْتُ، كنتُ غبـيًّا لا أعرِفُ، كنتُ كالبهيمِ عِندَكَ، وأنا معَكَ في كُلِّ حينٍ، تُمسِكُني بِيَدي اليُمنى. بِمَشُورَتِكَ تَهديني، وإلى المَجدِ تأخُذُني مِنْ بَعدُ. مَنْ لي في السَّماءِ سِواكَ، وفي الأرضِ لا أُريدُ غيرَكَ، يفنَى لحمي وقلبـي، ويـبقى اللهُ صخرَتي ونَصيـبـي. البُعَداءُ عنكَ يَبـيدونَ، وتُسكِتُ كُلَّ مَنْ يَخونُكَ. القُربُ مِنَ اللهِ يَطيـبُ لي، وفي السَّيِّدِ الرّبِّ جعَلْتُ حِمايَ لأحدِّثَ بِـجميعِ أعمالِهِ.