الحكمة 6

6
٢. سليمان والتماس الحكمة
على المُلوكِ أن يطلبوا الحكمة
1فٱسمَعوا أَيُّها المُلوكُ وٱفهَموا!
وتَعَلَّموا يا قُضاةَ أَقاصي الأَرض!
2أَصْغوا أَيُّها المُتَسَلِّطونَ على الجَماهير،
والمُفتَخِرونَ بِجُموعِ أُمَمِكم!
3لأَنَّ سُلْطانَكم مِنَ الرَّبّ
وقُدرَتَكم مِنَ العَلِيّ،
وهو الَّذي سيَفحَصُ أَعْمالَكم
ويَسْتَقْصي نِيَّاتِكم.
4فإِنَّكم أَنتُمُ الخادِمينَ لِمُلكِه،
لم تَحكُموا بِالصَّوابِ ولم تَحفَظوا الشَّريعة،
ولم تَسيروا بِحَسَبِ مَشيئَةِ الله.
5فسَيَطلَعُ علَيكم مَطلَعًا مُخيفًا وسَريعًا،
لأَنَّ حُكْمًا لا يُشفِقُ يُجْرى على الوُجَهاء.
6فإِنَّ الصَّغيرَ أَهْلٌ لِلرَّحمَة،
أَمَّا أَرْبابُ القُوَّةِ فبِقُوَّةٍ يُفحَصون.
7وسَيِّدُ الجميعِ لا يَتَراجَعُ أَمامَ أَحَد،
ولا يَهابُ العَظَمَة،
لأَنَّ الصَّغيرَ والكَبيرَ هو صَنَعَهما،
وهو يَعتَني بِالجَميعِ على السَّواء،
8لٰكِنَّ المُقتَدِرينَ يَنتَظِرُهم تَحْقيقٌ شَديد.
9فإِلَيكم أَيُّها المُلوكُ أُوَجِّهُ كَلامي،
لِكَي تَتَعَلَّموا الحِكمَةَ ولا تَزِلُّوا،
10فإِنَّ الَّذينَ يَحفَظونَ بِقَداسةٍ ما هو مَقَدَّسٌ
يُشهَدُ لَهم بِالقَداسة،
والَّذينَ يَتَعَلَّمونَه يَجِدونَ فيه دِفاعًا،
11فٱرغَبوا في كلامي وٱصْبوا إِلَيه تَتَأَدَّبوا.
الحِكمة تأتي لِمُلاقاةِ الإنسان
12الحِكمةُ ساطِعةٌ لا تَذبُل،
تَسهُلُ مُشاهَدَتُها على الَّذينَ يُحِبُّونَها،
ويَهتَدي إِلَيها الَّذينَ يَلتَمِسونَها.
13تَسبِقُ فتُعَرِّفُ نَفْسَها إِلى الَّذينَ يَرغَبونَ فيها،
14ومَن بَكَّرَ في طَلَبِها لا يَتعَب،
لأَنَّه يَجِدُها جالِسةً عِندَ بابِه.
15فالتَّأَمُّلُ فيها كَمالُ الفِطنَة،
ومَن سَهِرَ لأَجلِها،
لا يَلبَثُ أَن يَخلُوَ مِنَ الهُموم.
16لأَنَّ الَّذينَ أَهلٌ لَها هي الَّتي تَجولُ في طَلَبِهم،
وفي سُبُلِهم تَظهَرُ لَهم بِعَطْف،
وفي كُلِّ خاطِرٍ يَخطُرُ لَهم تأتي لِمُلاقاتِهم.
17فأَوَّلُها الرَّغبَةُ الصَّادِقَةُ في التَّأديب،
والِٱهتِمامُ بِالتَّأديبِ هو المَحبَّة،
18والمَحَبَّةُ هي حِفظُ شَرائِعِها،
ومُراعاةُ الشَّرائِعِ هي ضَمانُ عَدَمِ الفَساد،
19وعَدَمُ الفَسَادِ هو التَّقَرُّبُ إِلى الله.
20فالرَّغبَةُ في الحِكمَةِ تَقودُ إِلى المَلَكوت،
21فإِن طابَت لَكُمُ العُروشُ والصَّوالِجَة،
يا مُلوكَ الشُّعوب،
فأَكرِموا الحِكمَةَ لِكَي تملِكوا لِلأَبَد.
سُلَيمانُ يَصِفُ الحكمة
22وأَنا أُخبِرُكم ما الحِكمَةُ وكَيفَ نَشَأَت،
ولا أَكتُمُ عَنكمُ الأَسْرار.
لٰكِنِّي أَتَقَصَّاها مِن أَوَّلِ نَشأَتِها،
وأَجعَلُ مَعرِفَتَها بَيِّنَة،
ولا أَحيدُ عن الحَقّ،
23ولا أَسيرُ مع الحَسَدِ المُذيب،
لأَنَّه لا حَظَّ لَه في الحِكمَة.
24إِنَّ كَثرَةَ الحُكَماءِ خَلاصُ العالَم،
والمَلِكَ الفَطِنَ ثَباتُ الشَّعْب.
25فتأَدَّبوا بِأَقْوالي تَستَفيدوا مِنْها.

المحددات الحالية:

الحكمة 6: ت.ك.ع

تمييز النص

شارك

نسخ

None

هل تريد حفظ أبرز أعمالك على جميع أجهزتك؟ قم بالتسجيل أو تسجيل الدخول