رسالة كورنثوس الأولى 13:1-31
رسالة كورنثوس الأولى 13:1-31 المشتركة
فهَلِ المَسيحُ اَنقَسَمَ؟ هَلْ بولُسُ هوَ الذي صُلِبَ مِنْ أجلِكُم؟ أو باَسمِ بولُسَ تَعَمّدتُم؟ أشكُرُ اللهَ على أنّي ما عَمّدتُ أحدًا مِنكُم غيرَ كِريسبُسَ وغايُسَ، فلا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يقولَ إنّكُم باَسمي تَعمّدتُم. نعم، عَمّدتُ أيضًا عائِلَةَ اَستفاناسَ. وما عَدا هَؤُلاءِ، فلا أذكُرُ أنّي عَمّدتُ أحدًا. فالمَسيحُ أرسَلَني لا لأُعَمّدَ، بَلْ لأُعلِنَ البِشارَةَ غَيرَ مُتّكِلْ على حكِمَةِ الكلامِ لِئَلاّ يَفقُدَ موتُ المَسيحِ على الصّليبِ قـوّتَهُ. فالبِشارةُ بالصّليبِ «حماقَةٌ» عِندَ الذينَ يَسلُكونَ طريقَ الهلاكِ. وأمّا عِندَنا نَحنُ الذينَ يَسلُكونَ طريقَ الخلاصِ، فهوَ قُدرَةُ اللهِ. فالكِتابُ يقولُ: «سأمحو حِكْمَةَ الحُكَماءِ، وأُزيلُ ذَكاءَ الأذكياءِ». فأينَ الحكيمُ؟ وأينَ العَلاّمةُ؟ وأينَ المُجادِلُ في هذا الزّمانِ؟ أما جعَلَ اللهُ حِكمَةَ العالَمِ حماقةً؟ فلَمّا كانَت حِكمَةُ اللهِ أنْ لا يَعرِفَهُ العالَمُ بالحِكمَةِ، شاءَ اللهُ أنْ يُخلّصَ المُؤمنينَ بِه «بِحماقَةِ» البِشارَة. وإذا كانَ اليَهودُ يَطلُبونَ المُعجزاتِ، واليونانِـيّونَ يَبحَثونَ عَنِ الحِكمَةِ، فنَحنُ نُنادي بِالمسيحِ مَصلُوبًا، وهذا عَقبَةٌ لليَهودِ وحماقَةٌ في نظَرِ الوثنيّـينَ. وأمّا لِلذينَ دَعاهُمُ اللهُ مِنَ اليَهودِ واليونانيّينَ، فالمَسيحُ هوَ قُدرَةُ اللهِ وحِكمَةُ اللهِ. فما يَبدو أنّهُ حماقَةٌ مِنَ اللهِ هوَ أحكمُ مِنْ حِكمَةِ النّاسِ، وما يَبدو أنّهُ ضُعفٌ مِنَ اللهِ هوَ أقوَى مِنْ قُـوّةِ النّاسِ. تذَكّروا أيّها الإخوةُ كيفَ كُنتُم حينَ دَعاكُمُ اللهُ، فما كانَ فيكُم كثيرٌ مِنَ الحُكماءِ بِحكمَةِ البشَرِ ولا مِنَ الأقوِياءِ أو الوُجَهاءِ. إلاّ أنّ اللهَ اَختارَ ما يَعتَبِرُهُ العالَمُ حماقَةً ليُخزِيَ الحكماءَ، وما يعتبرُهُ العالمُ ضُعفًا ليُخزِيَ الأقوِياءَ. واَختارَ اللهُ ما يَحتَقِرُهُ العالَمُ ويَزدَريهِ ويَظُنّهُ لا شيءَ، لِـيُـزيلَ ما يَظُنّهُ العالَمُ شيئًا، حتى لا يَفتَخِرَ بشَرٌ أمامَ اللهِ. وأمّا أنتُم، فَبِفَضلِه صِرتُم في المَسيحِ يَسوعَ الذي هوَ لَنا مِنَ اللهِ حِكمَةً وبِرّا وقَداسَةً وفِداءً، كما جاءَ في الكِتابِ: «مَنْ أرادَ أنْ يَفتَخِرَ، فلْيَفتَخِرْ بالرّبّ».