سفر صموئيل الأول 14:28-25

فقالَ لها: «ما هيئَتُهُ؟» قالَت: «رَجلٌ شيخٌ يرتدي جُبَّةً». فعرَفَ شاوُلُ أنَّهُ صَموئيلُ، فسجَدَ على وجهِهِ إلى الأرضِ. فقالَ صَموئيلُ لشاوُلَ: «لماذا أزْعجتَني وأطلَعتَني؟» فأجابَهُ شاوُلُ: «أنا في ضيقٍ شديدٍ، لأنَّ الفلِسطيِّينَ يُحاربونَني واللهُ أهمَلَني وما عادَ يُجيـبُني لا بالأنبـياءِ ولا بالأحلامِ، فدَعوتُكَ لتُخبِرَني بما أفعَلُ فقالَ صَموئيلُ: «لماذا تسألُني، والرّبُّ أهملَكَ وصارَ عدوَّكَ وهوَ فعَلَ بكَ كما قالَ على لساني، وا‏نتزعَ المَملكةَ مِنْ يَدِكَ وأعطاها لصاحبِكَ داوُدَ‌. فأنتَ ما أطَعتَ أمرَ الرّبِّ وما شَفيتَ غليلَ غضَبِهِ في عماليقَ، لذلِكَ فعَلَ بكَ اليومَ ما فعَلَ‌. كذلِكَ سيُسلِّمُ الرّبُّ بَني إِسرائيلَ معَكَ إلى أيدي الفلِسطيِّينَ، وغَدا تكونونَ معي أنتَ وبَنوكَ، وأيضا جيشُ إِسرائيلَ يُسلِّمُهُ الرّبُّ إلى أيدي الفلِسطيِّينَ. فسقطَ شاوُلُ في الحالِ بطولِهِ على الأرضِ وا‏رتعبَ مِنْ كلامِ صَموئيلَ، وما عادت بهِ قوَّةٌ لأنَّهُ لم يَذُقْ طَعاما كُلَّ يومِهِ وليلتِهِ. فتَقدَّمَت إليهِ العرَّافةُ ورأتْهُ في خوفٍ شديدٍ، فقالَت لَه: «أنا يا سيِّدي أطعْتُ أمرَكَ، وخاطرْتُ بنفْسي، وسَمعتُ لِكلامِكَ الّذي كلَّمْتني بهِ. فا‏سمعْ أنتَ الآنَ لكلامي، فأُقدِّمَ لكَ كِسرَةَ خُبزٍ وتأكلَ، فتَقوى على السَّيرِ في الطَّريقِ». فرفضَ وقالَ: «لا آكلُ». فألحَّ علَيهِ مُعاوِناهُ والعَرَّافةُ أيضا، فسمِـعَ لهُم وقامَ عنِ الأرضِ وجلسَ على السَّريرِ. وكانَ للعرَّافةِ في البـيتِ عِجْلٌ مُسمَّنٌ، فأسرَعَت وذبحَتهُ وأخَذَت دقيقا وعجَنتهُ وخَبزتهُ فطيرا وقدَّمت إلى شاوُلَ ومُعاونيهِ فأكلوا، ثُمَّ قاموا وا‏نصرَفوا في تلكَ اللَّيلةِ.