سفر حبقوق 5:2-19
سفر حبقوق 5:2-19 المشتركة
الثَّروةُ غادِرةٌ، والرَّجُلُ الجَشِعُ مُتَكبِّرٌ لا يَهدَأُ. يُوَسِّعُ حُلْقومَهُ كالهاويةِ ويكونُ كالموتِ لا يشبعُ. يجمعُ إليهِ كُلَّ الأُمَمِ ويَضُمُّ جميعَ الشُّعوبِ. ألا يتَّخِذُهُ هؤلاءِ كُلُّهُم مثَلا وهُزأَةً وأُحدوثةً ويقولونَ: «وَيلٌ لِمَنْ يُكثِرُ مِمَّا لا يَحِقُّ لَه، وإلى متى يُرهِقُ الشَّعبَ بِالضَّرائِبِ؟ ألا يقومونَ علَيهِ بَغتَةً ويَرفُضونَ دَفْعَ ضَرائِبِهِم ويُبْطِلونَها، فيكونُ مَوضِعَ شَماتةٍ لهُم؟ سَلَبْتَ أمَما كثيرينَ، والآنَ فجميعُ بَقيَّةِ الشُّعوبِ يَسلُبونَكَ. أمَا سَفكْتَ دِماءَ البشَرِ وأنزَلْتَ الجَورَ بِأهلِ الأرضِ ومُدُنِها جميعا؟ وَيلٌ لِمَنْ يكسِبُ مَكسَبا شرِّيرا لِبَيتِهِ ويَظُنُّ أنَّهُ بِذلِكَ يَجعَلُهُ كالعُشِّ في العَلاءِ، فيَسلَمُ مِنْ قبضَةِ الشَّرِّ. جلَبْتَ البُؤسَ على بَيتِكَ، وقضَيتَ على شُعوبٍ كثيرينَ، فتَسبَّبتَ في خسارَةِ نفْسِكَ. حتّى الحِجارةُ تَصرخُ علَيكَ مِنَ الحائِطِ فتُرَدِّدُ صَدى صَرْخَتِها رَوافِدُ الخشَبِ. وَيلٌ لِمَنْ يَبني مدينةً بِالدِّماءِ ويُؤسِّسُها بِالإِثْم. أمَا هيَ مشيئةُ الرّبِّ القديرِ أنْ يذهبَ تَعَبُ الشُّعوبِ إلى النَّارِ وجَهْدُ الأُمَمِ إلى الباطِلِ؟ لكنِ الأرضُ ستَمتَلِـئُ بِمعرِفةِ مَجدِ الرّبِّ كما تَغمُرُ المياهُ البحرَ. وَيلٌ لِمَنْ يسقي جيرانَهُ مِنْ كأسِ غضَبِهِ ويُسكِرُهُم ليَنظُرَ إلى عَوراتِهِم. شَبِــعْتَ هَوانا بدَلَ المَجدِ، فاشرَبْ أنتَ أيضا لِتَظهَرَ عَورتُكَ، فكأسُ يَمينِ الرّبِّ تَدورُ علَيكَ وقَيْءُ الهَوانِ يُغَطِّي مَجدَكَ. جَورُكَ على لبنانَ يَغمُرُكَ، بل حتّى هَلاكُ بَهائِمِه يُرعِبُكَ. أما سَفكْتَ دِماءَ البشَرِ وظَلَمْتَ أهلَ الأرضِ ومُدُنَها جميعا؟ ماذا يَنفَعُ صَنَمٌ مَنحوتٌ حتّى يَنحَتَهُ صانِعُهُ، أو تِمثالٌ مَسبوكٌ حتّى يصنَعَهُ؟ أيَتَّكِلُ علَيهِ وهوَ أبكَمُ ولا يُوحي إلاَّ بِالكذِبِ؟ وَيلٌ لِمَنْ يقولُ لِصَنَمٍ مِنَ الخشَبِ اسْتَيقِظْ، أو لِتِمثالٍ مِنَ الحجَرِ الصَّامِتِ: انتَبِه. أفي قُدْرَتِهِ أنْ يُريَكَ شيئا؟ رُبَّما كانَ مَطلِـيًّا بِالذَّهبِ والفِضَّةِ، ولكنْ لا روحَ فيهِ.