أعمال 1:24-27
أعمال 1:24-27 كتاب الحياة (KEH)
وَبَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّامٍ حَضَرَ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ وَفْدٌ يَضُمُّ حَنَانِيَّا، رَئِيسَ الْكَهَنَةِ، وَبَعْضَ الشُّيُوخِ، وَمُحَامِياً اسْمُهُ تَرْتُلُّسُ، لِيُقَدِّمُوا الدَّعْوَى لِلْحَاكِمِ ضِدَّ بُولُسَ. فَاسْتَدْعَى الْحَاكِمُ بُولُسَ، وَبَدَأَ تَرْتُلُّسُ يُوَجِّهُ إِلَيْهِ الاتِّهَامَ، فَقَالَ: «إِنَّ مَا تَمَّ لَنَا بِفَضْلِكَ مِنْ سَلامٍ وَافِرٍ وَإِصْلاحَاتٍ انْتَفَعَ بِها شَعْبُنَا بِعِنَايَتِكَ يَا سُمُوَّ الْحَاكِمِ فِيلِكْسَ نُرَحِّبُ بِهِ، بِجُمْلَتِهِ وَفِي كُلِّ مَكَانٍ، بِالشُّكْرِ الْجَزِيلِ. وَلأَنِّي لَا أُرِيدُ أَنْ أُطِيلَ الْكَلامَ عَلَيْكَ، أَرْجُو أَنْ تَتَلَطَّفَ فَتَسْمَعَ عَرْضاً مُوجَزاً لِدَعْوَانَا: وَجَدْنَا هَذَا الْمُتَّهَمَ مُخَرِّباً، يُثِيرُ الْفِتْنَةَ بَيْنَ جَمِيعِ الْيَهُودِ فِي الْبِلادِ كُلِّهَا، وَهُوَ يَتَزَعَّمُ مَذْهَبَ النَّصَارَى. فَلَمَّا حَاوَلَ تَدْنِيسَ هَيْكَلِنَا أَيْضاً، قَبَضْنَا عَلَيْهِ وَأَرَدْنَا أَنْ نُحَاكِمَهُ بِحَسَبِ شَرِيعَتِنَا. وَلَكِنَّ الْقَائِدَ لِيسِياسَ جَاءَ وَأَخَذَهُ بِالْقُوَّةِ مِنْ أَيْدِينَا، ثُمَّ أَمَرَ الْمُدَّعِينَ عَلَيْهِ بِالتَّرَافُعِ أَمَامَكَ. وَتَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ تَتَيَقَّنَ مِنْ صِحَّةِ دَعْوَانَا إِذَا قُمْتَ بِاسْتِجْوَابِهِ فِي هَذَا الأَمْرِ!» وَأَيَّدَ الْيَهُودُ أَعْضَاءُ الْوَفْدِ ادِّعَاءَ الْمُحَامِي زَاعِمِينَ أَنَّهُ صَحِيحٌ. وَأَشَارَ الْحَاكِمُ إِلَى بُولُسَ أَنْ يُقَدِّمَ دِفَاعَهُ، فَقَالَ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ تَحْكُمُ فِي قَضَايَا أُمَّتِنَا مُنْذُ سَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ، وَلِذَلِكَ يَسُرُّنِي تَقْدِيمُ دِفَاعِي عَنْ نَفْسِي بِكُلِّ ارْتِيَاحٍ. وَيُمْكِنُكَ أَنْ تَتَأَكَّدَ أَنَّهُ لَمْ يَمْضِ عَلَى وُصُولِي إِلَى أُورُشَلِيمَ، لِلْعِبَادَةِ، أَكْثَرُ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْماً. وَلَمْ يَرَنِي أَحَدٌ مِنَ الْيَهُودِ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْهَيْكَلِ أَوِ الْمَجَامِعِ أُجَادِلُ أَحَداً أَوْ أُحَرِّضُ الشَّعْبَ عَلَى الْفَوْضَى. وَهُمْ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يُثْبِتُوا اتِّهَامَهُمْ لِي أَمَامَكَ الآنَ. وَلَكِنِّي أَعْتَرِفُ أَمَامَكَ بِأَنِّي أَعْبُدُ إِلهَ آبَائِي بِحَسَبِ الْمَذْهَبِ الَّذِي يَصِفُونَهُ بِأَنَّهُ بِدْعَةٌ، وَأُومِنُ بِكُلِّ مَا كُتِبَ فِي الشَّرِيعَةِ وَكُتُبِ الأَنْبِيَاءِ، وَلِي بِاللهِ مَالَهُمْ مِنْ رَجَاءٍ يَنْتَظِرُونَ تَحْقِيقَهُ: وَهُوَ أَنَّ الْقِيَامَةَ سَتَحْدُثُ لِلأَمْوَاتِ، الأَبْرَارِ مِنْهُمْ وَالأَشْرَارِ. لِذَلِكَ أَنَا أَيْضاً أُدَرِّبُ نَفْسِي لِكَيْ أَحْيَا دَائِماً بِضَمِيرٍ نَقِيٍّ أَمَامَ اللهِ وَالنَّاسِ. وَبَعْدَ غِيَابِ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ، رَجَعْتُ إِلَيْهَا أَحْمِلُ بَعْضَ التَّبَرُّعَاتِ إِلَى شَعْبِي، وَأُقَرِّبُ تَقْدِمَاتٍ. وَبَيْنَمَا كُنْتُ أَقُومُ بِذَلِكَ، رَآنِي فِي الْهَيْكَلِ بَعْضُ يَهُودِ مُقَاطَعَةِ آسِيَّا، وَكُنْتُ قَدْ تَطَهَّرْتُ. لَمْ أَكُنْ وَقْتَئِذٍ وَسْطَ أَيِّ تَجَمُّعٍ، وَلا كُنْتُ أُثِيرُ الْفَوْضَى. وَلَوْ كَانَ عِنْدَهُمْ دَلِيلٌ ضِدِّي، لَكَانُوا حَضَرُوا أَمَامَكَ وَشَكَوْنِي حَسَبَ الأُصُولِ. وَالآنَ، لِيَذْكُرِ الْحَاضِرُونَ هُنَا الذَّنْبَ الَّذِي وَجَدُوهُ عَلَيَّ عِنْدَمَا حَاكَمُونِي أَمَامَ مَجْلِسِهِمْ، غَيْرَ مَا أَعْلَنْتُهُ أَمَامَهُمْ حِينَ قُلْتُ: أَنْتُمْ تُحَاكِمُونَنِي الْيَوْمَ بِسَبَبِ إِيمَانِي بِقِيَامَةِ الأَمْوَاتِ». وَكَانَ فِيلِكْسُ يَعْرِفُ عَنْ كَثَبٍ أُمُورَ الطَّرِيقِ، فَلَمَّا سَمِعَ دِفَاعَ بُولُسَ أَرْجَأَ إِصْدَارَ الْحُكْمِ، وَقَالَ لِلْوَفْدِ الْمُدَّعِي: «سَأَحْكُمُ فِي دَعْوَاكُمْ عِنْدَمَا يَحْضُرُ الْقَائِدُ لِيسِيَاسُ». ثُمَّ أَمَرَ قَائِدَ الْمِئَةِ بِوَضْعِ بُولُسَ تَحْتَ الْحِرَاسَةِ، عَلَى أَنْ تَكُونَ لَهُ بَعْضُ الْحُرِّيَّةِ، وَأَنْ يُسْمَحَ لأَصْدِقَائِهِ بِزِيَارَتِهِ وَالْقِيَامِ بِخِدْمَتِهِ. وَبَعْدَ بِضْعَةِ أَيَّامٍ جَاءَ فِيلِكْسُ وَمَعَهُ زَوْجَتُهُ دُرُوسِلا، وَكَانَتْ يَهُودِيَّةً، فَاسْتَدْعَى بُولُسَ وَاسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِهِ عَنِ الإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. وَلَمَّا تَحَدَّثَ بُولُسُ عَنِ الْبِرِّ وَضَبْطِ النَّفْسِ وَالدَّيْنُونَةِ الآتِيَةِ ارْتَعَبَ فِيلِكْسُ، وَقَالَ لِبُولُسَ: «اذْهَبِ الآنَ، وَمَتَى تَوَفَّرَ لِيَ الْوَقْتُ أَسْتَدْعِيكَ ثَانِيَةً». وَكَانَ فِيلِكْسُ يَأْمُلُ أَنْ يَدْفَعَ لَهُ بُولُسُ بَعْضَ الْمَالِ لِيُطْلِقَهُ، فَأَخَذَ يُكْثِرُ مِنِ اسْتِدْعَائِهِ وَالْحَدِيثِ مَعَهُ. وَمَرَّتْ سَنَتَانِ وَبُولُسُ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ. وَأَخِيراً تَعَيَّنَ بُورْكِيُوسُ فَسْتُوسُ حَاكِماً خَلَفاً لِفِيلِكْسَ. وَإِذْ أَرَادَ فِيلِكْسُ أَنْ يَكْسِبَ رِضَى الْيَهُودِ تَرَكَ بُولُسَ فِي السِّجْنِ.
أعمال 1:24-27 الترجمة العربية المشتركة مع الكتب اليونانية (المشتركة)
وبَعدَ خَمسةِ أيّامٍ، نزَلَ رَئيسُ الكَهنَةِ حنانيّا إلى قَيصرِيّةَ ومعَهُ بَعضُ الشّيوخِ ومُحامٍ اَسمُهُ تَرتُلّسُ، فشكَوا بولُسَ إلى الحاكِمِ. فلمّا دعاهُ الحاكِمُ، أخَذَ تَرتُلّسُ يَتّهِمُهُ، فيقولُ: «يا صاحِبَ العِزّةِ فيلِكْسُ: يَعودُ الفَضلُ في ما نَنعَمُ بِه مِنْ سَلامٍ عَميمٍ، وما تَمّ لِخيرِ بِلادِنا مِنْ إصلاحٍ، إلى حُسنِ تَدبـيرِكَ. ونَحنُ نَتقبّلُ هذا كُلّهُ بِفائِقِ الشّكرِ في كُلّ حينٍ وكُلّ مكانٍ. لا أُريدُ أنْ أُطيلَ علَيكَ الكلامَ، ولكِنّي أرجُو أنْ تأخُذَنا بحِلْمِكَ وتُصغيَ إلَينا قليلاً: وجَدنا هذا الرّجُلَ مُفسِدًا يُثيرُ الفِتنَ بَينَ اليَهودِ في العالَمِ كُلّهِ، وزَعيمًا على شيعةِ النّصارى. ثُمّ حاوَلَ أنْ يُدنّسَ الهَيكَلَ، فاَعتَقَلناهُ. [ولمّا أرَدْنا أنْ نُحاكِمَهُ بِمَوجبِ شَريعَتِنا، جاءَ القائِدُ ليسِياسُ واَنتَزَعَهُ قَسْرًا مِنْ أيدينا، وأمَرَ خُصومَهُ بِأنْ يَرفعوا شكواهُم إلَيكَ]، وأنتَ إذا سألتَهُ عَنْ جميعِ هذِهِ الأُمورِ، عَرَفتَ كُلّ المَعرِفَةِ ما نتّهِمُهُ بِه». فأيّدَ اليَهودُ دَعوى تَرتُلّسَ زاعمينَ أنّها صحيحةٌ. ثُمّ أشارَ الحاكِمُ إلى بولُسَ يَدعوهُ إلى الكلامِ، فقالَ: «أعرِفُ أنّكَ تَحكُمُ هذِهِ البِلادَ مِنْ عِدّةِ سنواتٍ، ولذلِكَ أُدافِـعُ عَنْ نَفسي مُطمئِنّا. أنتَ قادِرٌ أنْ تَعرِفَ كُلّ المَعرِفَةِ أنّي صَعِدْتُ إلى أُورُشليمَ لِلعِبادَةِ مِنْ مُدّةٍ لا تَزيدُ على اَثني عشَرَ يومًا. فما وَجَدَني اليَهودُ في الهَيكَلِ ولا في المجامِـعِ ولا في المدينةِ أُجادِلُ أحدًا، أو أهيّجُ جماعَةً، ولا يُمكنُهُم أنْ يُثبِتوا لكَ صِحّةَ ما يَتّهِموني بِه الآنَ. لكِنّي أُقِرّ بأنّي أعبُدُ إلهَ آبائِنا على المَذهَبِ الذي يَدّعونَ أنّهُ بِدعَةٌ، وبأنّي أُؤمِنُ بِكُلّ ما جاءَ في الشّريعَةِ وكُتُبِ الأنبـياءِ، راجِيًا مِنَ اللهِ ما يَرجُونَ هُم، أي قِـيامَةَ الأبرارِ والأشرارِ. فأنا مِثلُهُم أبذُلُ جَهْدي لأكونَ أبدًا سليمَ النّــيّةِ عِندَ اللهِ والنّاسِ. وجِئْتُ بَعدَ عِدّةِ سَنواتٍ، أحمِلُ بَعضَ التّبرّعاتِ إلى شَعبـي، وأُقَدّمُ القرابـينَ فوَجدَني في الهَيكَلِ جمـاعَةٌ مِنْ يَهودِ آسيةَ، وكُنتُ اَطّهَرتُ، وما كانَ مَعي جماعَةٌ ولا أثرْتُ فِتنةً. وكانَ علَيهِم أنْ يَحْضُروا لَديكَ ويَتّهِموني، إنْ كانَ لهُم ما يَشكُونَني بِه. أمّا الحاضِرونَ هُنا، فَلْيقولوا لكَ أيّ جُرمٍ وجَدوا لي، حينَ وقَفتُ في المجلِسِ، إلاّ هذِهِ الكَلِمَةَ التي ناديتُ بِها وأنا بَينَهُم: أنتُم تُحاكِمونَني اليومَ لأنّي أُؤمِنُ بِقيامَةِ الأمواتِ». وكانَ فيلِكْسُ واسِعَ الاطّلاعِ على مَذهَبِ الرّبّ، فرفَعَ الجلسَةَ وقالَ: «متى وصَلَ القائِدُ ليسياسُ إلى هُنا، أنظُرُ في دَعواكُم» وأمَرَ أحَدَ الضّباطِ بِأنْ يَحرُسَ بولُسَ، على أنْ يكونَ لَه بَعضُ الحُرّيةِ، ولا يَمنَعَ أحدًا مِنْ أصحابِهِ أنْ يَخدُمَهُ أو يَزورَهُ. وبَعدَ أيّامٍ قَليلةٍ جاءَ فيلِكْسُ ومعَهُ زَوجَتُهُ دُروسِلّةُ وكانَت يَهوديّةً، فاَستَدعى بولُسَ واَستمَعَ إلى كلامِهِ على الإيمانِ بالمَسيحِ يَسوعَ. ولمّا تَحدّثَ بولُسُ عَنِ الصّلاحِ والعِفّةِ ويومِ الدينونةِ، اَرتعَبَ فيلِكْسُ وقالَ لَه: «إذهَبِ الآنَ ومتى سنَحَتِ الفُرصةُ أستَدْعيكَ ثانِـيَةً». وكانَ فيلِكْسُ يَرجُو أنْ يُعطيَهُ بولُسُ شيئًا مِنَ المالِ، فكانَ يُكثِرُ مِنِ اَستِدعائِهِ ومُحادَثَتِهِ. وبَعدَ سَنتينِ خَلَفَهُ بُوركيُوسُ فَستوسُ في مَنصِبِهِ. وأرادَ فيلِكْسُ أنْ يُرضِيَ اليَهودَ، فتَرَكَ بولُسَ في السّجنِ.
أعمال 1:24-27 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)
وبَعدَ خَمسةِ أيّامٍ، نزَلَ رَئيسُ الكَهنَةِ حنانيّا إلى قَيصرِيّةَ ومعَهُ بَعضُ الشّيوخِ ومُحامٍ اَسمُهُ تَرتُلّسُ، فشكَوا بولُسَ إلى الحاكِمِ. فلمّا دعاهُ الحاكِمُ، أخَذَ تَرتُلّسُ يَتّهِمُهُ، فيقولُ: «يا صاحِبَ العِزّةِ فيلِكْسُ: يَعودُ الفَضلُ في ما نَنعَمُ بِه مِنْ سَلامٍ عَميمٍ، وما تَمّ لِخيرِ بِلادِنا مِنْ إصلاحٍ، إلى حُسنِ تَدبـيرِكَ. ونَحنُ نَتقبّلُ هذا كُلّهُ بِفائِقِ الشّكرِ في كُلّ حينٍ وكُلّ مكانٍ. لا أُريدُ أنْ أُطيلَ علَيكَ الكلامَ، ولكِنّي أرجُو أنْ تأخُذَنا بحِلْمِكَ وتُصغيَ إلَينا قليلاً: وجَدنا هذا الرّجُلَ مُفسِدًا يُثيرُ الفِتنَ بَينَ اليَهودِ في العالَمِ كُلّهِ، وزَعيمًا على شيعةِ النّصارى. ثُمّ حاوَلَ أنْ يُدنّسَ الهَيكَلَ، فاَعتَقَلناهُ. [ولمّا أرَدْنا أنْ نُحاكِمَهُ بِمَوجبِ شَريعَتِنا، جاءَ القائِدُ ليسِياسُ واَنتَزَعَهُ قَسْرًا مِنْ أيدينا، وأمَرَ خُصومَهُ بِأنْ يَرفعوا شكواهُم إلَيكَ]، وأنتَ إذا سألتَهُ عَنْ جميعِ هذِهِ الأُمورِ، عَرَفتَ كُلّ المَعرِفَةِ ما نتّهِمُهُ بِه». فأيّدَ اليَهودُ دَعوى تَرتُلّسَ زاعمينَ أنّها صحيحةٌ. ثُمّ أشارَ الحاكِمُ إلى بولُسَ يَدعوهُ إلى الكلامِ، فقالَ: «أعرِفُ أنّكَ تَحكُمُ هذِهِ البِلادَ مِنْ عِدّةِ سنواتٍ، ولذلِكَ أُدافِـعُ عَنْ نَفسي مُطمئِنّا. أنتَ قادِرٌ أنْ تَعرِفَ كُلّ المَعرِفَةِ أنّي صَعِدْتُ إلى أُورُشليمَ لِلعِبادَةِ مِنْ مُدّةٍ لا تَزيدُ على اَثني عشَرَ يومًا. فما وَجَدَني اليَهودُ في الهَيكَلِ ولا في المجامِـعِ ولا في المدينةِ أُجادِلُ أحدًا، أو أهيّجُ جماعَةً، ولا يُمكنُهُم أنْ يُثبِتوا لكَ صِحّةَ ما يَتّهِموني بِه الآنَ. لكِنّي أُقِرّ بأنّي أعبُدُ إلهَ آبائِنا على المَذهَبِ الذي يَدّعونَ أنّهُ بِدعَةٌ، وبأنّي أُؤمِنُ بِكُلّ ما جاءَ في الشّريعَةِ وكُتُبِ الأنبـياءِ، راجِيًا مِنَ اللهِ ما يَرجُونَ هُم، أي قِـيامَةَ الأبرارِ والأشرارِ. فأنا مِثلُهُم أبذُلُ جَهْدي لأكونَ أبدًا سليمَ النّــيّةِ عِندَ اللهِ والنّاسِ. وجِئْتُ بَعدَ عِدّةِ سَنواتٍ، أحمِلُ بَعضَ التّبرّعاتِ إلى شَعبـي، وأُقَدّمُ القرابـينَ فوَجدَني في الهَيكَلِ جمـاعَةٌ مِنْ يَهودِ آسيةَ، وكُنتُ اَطّهَرتُ، وما كانَ مَعي جماعَةٌ ولا أثرْتُ فِتنةً. وكانَ علَيهِم أنْ يَحْضُروا لَديكَ ويَتّهِموني، إنْ كانَ لهُم ما يَشكُونَني بِه. أمّا الحاضِرونَ هُنا، فَلْيقولوا لكَ أيّ جُرمٍ وجَدوا لي، حينَ وقَفتُ في المجلِسِ، إلاّ هذِهِ الكَلِمَةَ التي ناديتُ بِها وأنا بَينَهُم: أنتُم تُحاكِمونَني اليومَ لأنّي أُؤمِنُ بِقيامَةِ الأمواتِ». وكانَ فيلِكْسُ واسِعَ الاطّلاعِ على مَذهَبِ الرّبّ، فرفَعَ الجلسَةَ وقالَ: «متى وصَلَ القائِدُ ليسياسُ إلى هُنا، أنظُرُ في دَعواكُم» وأمَرَ أحَدَ الضّباطِ بِأنْ يَحرُسَ بولُسَ، على أنْ يكونَ لَه بَعضُ الحُرّيةِ، ولا يَمنَعَ أحدًا مِنْ أصحابِهِ أنْ يَخدُمَهُ أو يَزورَهُ. وبَعدَ أيّامٍ قَليلةٍ جاءَ فيلِكْسُ ومعَهُ زَوجَتُهُ دُروسِلّةُ وكانَت يَهوديّةً، فاَستَدعى بولُسَ واَستمَعَ إلى كلامِهِ على الإيمانِ بالمَسيحِ يَسوعَ. ولمّا تَحدّثَ بولُسُ عَنِ الصّلاحِ والعِفّةِ ويومِ الدينونةِ، اَرتعَبَ فيلِكْسُ وقالَ لَه: «إذهَبِ الآنَ ومتى سنَحَتِ الفُرصةُ أستَدْعيكَ ثانِـيَةً». وكانَ فيلِكْسُ يَرجُو أنْ يُعطيَهُ بولُسُ شيئًا مِنَ المالِ، فكانَ يُكثِرُ مِنِ اَستِدعائِهِ ومُحادَثَتِهِ. وبَعدَ سَنتينِ خَلَفَهُ بُوركيُوسُ فَستوسُ في مَنصِبِهِ. وأرادَ فيلِكْسُ أنْ يُرضِيَ اليَهودَ، فتَرَكَ بولُسَ في السّجنِ.
أعمال 1:24-27 الكِتاب المُقَدَّس: التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُبَسَّطَةُ (ت ع م)
وَبَعْدَ خَمْسَةِ أيَّامٍ نَزَلَ رَئِيسُ الكَهَنَةِ حَنَانِيَّا إلَى قَيصَرِيَّةَ مَعَ بَعْضِ الشُّيُوخِ وَمُحَامٍ اسْمُهُ تَرْتُلُّسَ. فَعَرَضُوا تُهَمَهُمْ ضِدَّ بُولُسَ أمَامَ الوَالِي. وَعِنْدَمَا استُدعِيَ بُولُسُ، بَدَأ تَرْتُلُّسُ يُقَدِّمُ التُّهَمَ أمَامَ فِيلِكْسَ فَقَالَ: «إنَّنَا نَتَمَتَّعُ بِقِسطٍ وَافِرٍ مِنَ السَّلَامِ بِسَبَبِكَ، وَالإصلَاحَاتُ الَّتِي أُدخِلَتْ مِنْ أجْلِ هَذَا الشَّعْبِ كَانَتْ بِفَضْلِ بُعدِ نَظَرِكَ. نَحْنُ نُرَحِّبُ بِهَذَا يَا صَاحِبَ السَّعَادَةِ فِيلِكسَ، بِكُلِّ طَرِيقَةٍ وَفِي كُلِّ مَكَانٍ، وَكُلِّ امتِنَانٍ. لَكِنْ لِئَلَّا أُثقِلَ عَلَيْكَ أكْثَرَ، فَإنِّي أرْجُو أنْ تَتَلَطَّفَ بِالاسْتِمَاعِ إلَى كَلِمَتِي المُوجَزَةَ. فَقَدْ وَجَدنَا هَذَا الرَّجُلَ مَصْدَرَ إزعَاجٍ. وَهُوَ يُثِيرُ الشَّغَبَ بَيْنَ اليَهُودِ فِي كُلِّ أنْحَاءِ العَالَمِ. وَهُوَ مِنْ قَادَةِ مَذهَبِ النَّاصِرِيِّينَ. كَمَا أنَّهُ حَاوَلَ أنْ يُنَجِّسَ الهَيْكَلَ، لَكِنَّنَا أمْسَكنَا بِهِ، وَأرَدْنَا أنْ نُحَاكِمَهُ بِحَسَبِ شَريعَتِنَا. لَكِنَّ الآمِرَ لِيسيَاسَ جَاءَ وَانْتَزَعَهُ مِنْ أيدِينَا بِقُوَّةٍ، وَأمَرَ المُشتَكِينَ عَليهِ بَأنْ يَأتُوا إليكَ. فَحِينَ تُحَقِّقُ مَعَهُ بِنَفْسِكَ، سَتَعْلَمُ مِنْهُ كُلَّ الأُمُورِ الَّتِي نَتَّهِمُهُ بِهَا.» وَانْضَمَّ إلَيْهِ اليَهُودُ فِي تَوْجِيهِ الاتِّهَامَاتِ، مُؤَكِّدِينَ أنَّ كُلَّ هَذِهِ الاتِّهَامَاتِ صَحِيحَةٌ. فَلَمَّا أشَارَ الوَالِي لِبُولُسَ أنْ يَتَكَلَّمَ قَالَ: «أنَا أعْرِفُ أنَّكَ قَاضٍ لِهَذِهِ الأُمَّةِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ، لِذَلِكَ يَسُرُّنِي أنْ أُدَافِعَ عَنْ نَفْسِي أمَامَكَ. وَيُمكِنُكَ أنْ تَتَحَقَّقَ مِنْ صِحَّةِ مَا أقُولُ. لَمْ يَمْضِ عَلَى ذَهَابِي إلَى القُدْسِ لِلعِبَادَةِ أكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ يَومًا. وَلَمْ يَجِدُونِي أُجَادِلُ أحَدًا فِي سَاحَةِ الهَيْكَلِ. وَلَا وَجَدُونِي أُهَيِّجُ النَّاسَ لَا فِي المَجَامِعِ وَلَا فِي أيِّ مَكَانٍ آخَرَ مِنَ المَدِينَةِ. وَهُمْ لَا يَقْدِرُونَ أنْ يُثبِتُوا لَكَ صِحَّةَ الاتِّهَامَاتِ الَّتِي يُوَجِّهُونَهَا ضِدِّي. «غَيْرَ أنِّي أعتَرِفُ لَكَ بِأنِّي أعبُدُ إلَهَ آبَائِنَا حَسَبَ ‹الطَّرِيقِ› الَّذِي يَعْتَبِرُونَهُ هَرطَقَةً. وَأنَا أُومِنُ بِكُلِّ مَا تَقُولُهُ الشَّرِيعَةُ وَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كُتُبِ الأنْبِيَاءِ. وَأنَا أشتَرِكُ مَعَ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ أنْفُسِهِمْ فِي الرَّجَاءِ بِاللهِ. وَهَذَا الرَّجَاءُ هُوَ أنَّهُ سَتَكُونُ هُنَاكَ قِيَامَةٌ لِلصَّالِحِينَ وَالأشرَارِ مَعًا. وَلِهَذَا فَإنِّي أُدَرِّبُ نَفْسِي دَائِمًا لِيَكُونَ ضَمِيرِي بِلَا لَومٍ أمَامَ اللهِ وَالنَّاسِ. «فَبَعْدَ غِيَابِ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ، رَجِعتُ إلَى القُدْسِ لِأُحضِرَ تَبَرُّعَاتٍ لِلفُقَرَاءَ مِنْ جَمَاعَتِي، وَلِأُقَدِّمَ تَقْدِمَاتٍ للهِ. وَبَيْنَمَا كُنْتُ أفْعَلُ هَذَا، وَجَدُونِي فِي سَاحَةِ الهَيْكَلِ أُكمِلُ طَقسَ التَّطهِيرِ. وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ جَمعٌ وَلَا حَدَثَ شَغَبٌ. بَلْ كَانَ بَعْضُ اليَهُودِ مِنْ أسِيَّا مَوجُودِينَ هُنَاكَ. أُولَئِكَ يَنْبَغِي أنْ يَأْتُوا إلَيْكَ، وَيُقَدِّمُوا اتِّهَامَهُمْ، إنْ كَانَ لَدَيهِمْ شَيءٌ ضِدِّي. أوْ لِيَتَحَدَّثْ هَؤُلَاءِ الحَاضِرُونَ هُنَا عَنْ أيَّةِ جَرِيمَةٍ أثبَتُوهَا عَلَيَّ عِنْدَمَا وَقَفتُ أمَامَ المَجلِسِ اليَهُودِيِّ. رُبَّمَا اعتَبَرُونِي مُذْنِبًا بِسَبَبِ الجُملَةِ الوَحِيدَةِ الَّتِي قُلْتُهَا هُنَاكَ عَلَى مَسمَعٍ مِنْهُمْ. فَقَدْ قُلْتُ: ‹أنْتُمْ تُحَاكِمُونَنِي اليَوْمَ عَلَى أسَاسِ إيمَانِي بِقِيَامَةِ الأمْوَاتِ.›» ثُمَّ قَرَّرَ فِيلِكسُ الَّذِي كَانَ مُطَّلِعًا اطِّلَاعًا جَيِّدًا عَلَى «الطَّرِيقِ،» أنْ يُؤَجِّلَ الجَلسَةَ، وَقَالَ: «حِينَ يَأتِي الآمِرُ لِيسْيَاسُ، سَأبِتُّ فِي قَضِيَّتِكَ.» وَأمَرَ الضَّابِطَ بِأنْ يُبقِيَهُ تَحْتَ الحِرَاسَةِ مَعَ مَنحِهِ بَعْضَ الحُرِّيَّةِ. كَمَا أمَرَهُ بِأنْ لَا يُمنَعَ أصدِقَاءُ بُولُسَ مِنَ الاهْتِمَامِ بِحَاجَاتِهِ. وَبَعْدَ عِدَّةِ أيَّامٍ جَاءَ فِيلِكسُ وَمَعَهُ زَوْجَتُهُ دُرُوسِّلَا. وَكَانَتْ زَوْجَتُهُ يَهُودِيَّةً. فَاسْتُدْعِيَ بُولُسُ، وَاستَمَعَ فِيلِكسُ إلَيْهِ وَهُوَ يَتَحَدَّثُ عَنْ إيمَانِهِ بِالمَسِيحِ يَسُوعَ. لَكِنْ بَيْنَمَا كَانَ بُولُسُ يَتَحَدَّثُ عَنِ البِرِّ وَضَبْطِ النَّفسِ وَالدَّينُونَةِ الآتِيَةِ، خَافَ فِيلِكسُ وَقَالَ لِبُولُسَ: «انصَرِفِ الآنَ، وَحِينَ تُتَاحُ لِي فُرصَةٌ سَأستَدْعِيكَ.» وَكَانَ فِي الوَقْتِ نَفْسِهِ يَأْمَلُ أنْ يُعطِيَهُ بُولُسُ رِشْوَةً مَالِيَّةً. فَكَانَ يَسْتَدْعِيهِ كَثِيرًا وَيَتَحَدَّثُ إلَيْهِ. وَبَعْدَ مُرُورِ عَامَينِ، خَلَفَهُ بُورْكيُوسَ فِسْتُوسَ وَالِيًا. وَتَرَكَ فِيلِكسُ بُولُسَ مَسجُونًا، لِأنَّهُ كَانَ يُرِيدُ أنْ يُرضِيَ اليَهُودَ.
أعمال 1:24-27 الكتاب المقدس (AVD)
وَبَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّامٍ ٱنْحَدَرَ حَنَانِيَّا رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ مَعَ ٱلشُّيُوخِ وَخَطِيبٍ ٱسْمُهُ تَرْتُلُّسُ. فَعَرَضُوا لِلْوَالِي ضِدَّ بُولُسَ. فَلَمَّا دُعِيَ، ٱبْتَدَأَ تَرْتُلُّسُ فِي ٱلشِّكَايَةِ قَائِلًا: «إِنَّنَا حَاصِلُونَ بِوَاسِطَتِكَ عَلَى سَلَامٍ جَزِيلٍ، وَقَدْ صَارَتْ لِهَذِهِ ٱلْأُمَّةِ مَصَالِحُ بِتَدْبِيرِكَ. فَنَقْبَلُ ذَلِكَ أَيُّهَا ٱلْعَزِيزُ فِيلِكْسُ بِكُلِّ شُكْرٍ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَكُلِّ مَكَانٍ. وَلَكِنْ لِئَلَّا أُعَوِّقَكَ أَكْثَرَ، أَلْتَمِسُ أَنْ تَسْمَعَنَا بِٱلِٱخْتِصَارِ بِحِلْمِكَ: فَإِنَّنَا إِذْ وَجَدْنَا هَذَا ٱلرَّجُلَ مُفْسِدًا وَمُهَيِّجَ فِتْنَةٍ بَيْنَ جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْمَسْكُونَةِ، وَمِقْدَامَ شِيعَةِ ٱلنَّاصِرِيِّينَ، وَقَدْ شَرَعَ أَنْ يُنَجِّسَ ٱلْهَيْكَلَ أَيْضًا، أَمْسَكْنَاهُ وَأَرَدْنَا أَنْ نَحْكُمَ عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِنَا. فَأَقْبَلَ لِيسِيَاسُ ٱلْأَمِيرُ بِعُنْفٍ شَدِيدٍ وَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِينَا، وَأَمَرَ ٱلْمُشْتَكِينَ عَلَيْهِ أَنْ يَأْتُوا إِلَيْكَ. وَمِنْهُ يُمْكِنُكَ إِذَا فَحَصْتَ أَنْ تَعْلَمَ جَمِيعَ هَذِهِ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي نَشْتَكِي بِهَا عَلَيْهِ». ثُمَّ وَافَقَهُ ٱلْيَهُودُ أَيْضًا قَائِلِينَ: «إِنَّ هَذِهِ ٱلْأُمُورَ هَكَذَا». فَأَجَابَ بُولُسُ، إِذْ أَوْمَأَ إِلَيْهِ ٱلْوَالِي أَنْ يَتَكَلَّمَ: «إِنِّي إِذْ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ مُنْذُ سِنِينَ كَثِيرَةٍ قَاضٍ لِهَذِهِ ٱلْأُمَّةِ، أَحْتَجُّ عَمَّا فِي أَمْرِي بِأَكْثَرِ سُرُورٍ. وَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تَعْرِفَ أَنَّهُ لَيْسَ لِي أَكْثَرُ مِنِ ٱثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا مُنْذُ صَعِدْتُ لِأَسْجُدَ فِي أُورُشَلِيمَ. وَلَمْ يَجِدُونِي فِي ٱلْهَيْكَلِ أُحَاجُّ أَحَدًا أَوْ أَصْنَعُ تَجَمُّعًا مِنَ ٱلشَّعْبِ، وَلَا فِي ٱلْمَجَامِعِ وَلَا فِي ٱلْمَدِينَةِ. وَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُثْبِتُوا مَا يَشْتَكُونَ بِهِ ٱلْآنَ عَلَيَّ. وَلَكِنَّنِي أُقِرُّ لَكَ بِهَذَا: أَنَّنِي حَسَبَ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يَقُولُونَ لَهُ «شِيعَةٌ»، هَكَذَا أَعْبُدُ إِلَهَ آبَائِي، مُؤْمِنًا بِكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي ٱلنَّامُوسِ وَٱلْأَنْبِيَاءِ. وَلِي رَجَاءٌ بِٱللهِ فِي مَا هُمْ أَيْضًا يَنْتَظِرُونَهُ: أَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ لِلْأَمْوَاتِ، ٱلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ. لِذَلِكَ أَنَا أَيْضًا أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِمًا ضَمِيرٌ بِلَا عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ ٱللهِ وَٱلنَّاسِ. وَبَعْدَ سِنِينَ كَثِيرَةٍ جِئْتُ أَصْنَعُ صَدَقَاتٍ لِأُمَّتِي وَقَرَابِينَ. وَفِي ذَلِكَ وَجَدَنِي مُتَطَهِّرًا فِي ٱلْهَيْكَلِ، لَيْسَ مَعَ جَمْعٍ وَلَا مَعَ شَغَبٍ، قَوْمٌ هُمْ يَهُودٌ مِنْ أَسِيَّا، كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَحْضُرُوا لَدَيْكَ وَيَشْتَكُوا، إِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيَّ شَيْءٌ. أَوْ لِيَقُلْ هَؤُلَاءِ أَنْفُسُهُمْ مَاذَا وَجَدُوا فِيَّ مِنَ ٱلذَّنْبِ وَأَنَا قَائِمٌ أَمَامَ ٱلْمَجْمَعِ، إِلَّا مِنْ جِهَةِ هَذَا ٱلْقَوْلِ ٱلْوَاحِدِ ٱلَّذِي صَرَخْتُ بِهِ وَاقِفًا بَيْنَهُمْ: أَنِّي مِنْ أَجْلِ قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ أُحَاكَمُ مِنْكُمُ ٱلْيَوْمَ». فَلَمَّا سَمِعَ هَذَا فِيلِكْسُ أَمْهَلَهُمْ، إِذْ كَانَ يَعْلَمُ بِأَكْثَرِ تَحْقِيقٍ أُمُورَ هَذَا ٱلطَّرِيقِ، قَائِلًا: «مَتَى ٱنْحَدَرَ لِيسِيَاسُ ٱلْأَمِيرُ أَفْحَصُ عَنْ أُمُورِكُمْ». وَأَمَرَ قَائِدَ ٱلْمِئَةِ أَنْ يُحْرَسَ بُولُسُ، وَتَكُونَ لَهُ رُخْصَةٌ، وَأَنْ لَا يَمْنَعَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ أَنْ يَخْدِمَهُ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ جَاءَ فِيلِكْسُ مَعَ دُرُوسِّلَا ٱمْرَأَتِهِ، وَهِيَ يَهُودِيَّةٌ. فَٱسْتَحْضَرَ بُولُسَ وَسَمِعَ مِنْهُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ بِٱلْمَسِيحِ. وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنِ ٱلْبِرِّ وَٱلتَّعَفُّفِ وَٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْعَتِيدَةِ أَنْ تَكُونَ، ٱرْتَعَبَ فِيلِكْسُ، وَأَجَابَ: «أَمَّا ٱلْآنَ فَٱذْهَبْ، وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ». وَكَانَ أَيْضًا يَرْجُو أَنْ يُعْطِيَهُ بُولُسُ دَرَاهِمَ لِيُطْلِقَهُ، وَلِذَلِكَ كَانَ يَسْتَحْضِرُهُ مِرَارًا أَكْثَرَ وَيَتَكَلَّمُ مَعَهُ. وَلَكِنْ لَمَّا كَمِلَتْ سَنَتَانِ، قَبِلَ فِيلِكْسُ بُورْكِيُوسَ فَسْتُوسَ خَلِيفَةً لَهُ. وَإِذْ كَانَ فِيلِكْسُ يُرِيدُ أَنْ يُودِعَ ٱلْيَهُودَ مِنَّةً، تَرَكَ بُولُسَ مُقَيَّدًا.
أعمال 1:24-27 الكتاب الشريف (SAB)
وَبَعْدَ 5 أَيَّامٍ نَزَلَ حَنَانْيَا رَئِيسُ الْأَحْبَارِ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ وَمَعَهُ بَعْضُ الشُّيُوخِ وَمُحَامٍ اسْمُهُ تَرْتُلُّسُ، وَشَكَوْا بُولُسَ إِلَى الْحَاكِمِ. فَلَمَّا دُعِيَ بُولُسُ، قَدَّمَ تَرْتُلُّسُ الشَّكْوَى أَمَامَ فِيلِكْسَ فَقَالَ: ”نَحْنُ بِفَضْلِكَ نَتَمَتَّعُ بِسَلَامٍ وَافِرٍ، وَإِنَّ الْإِصْلَاحَ الَّذِي تَمَّ لِخَيْرِ هَذِهِ الْبِلَادِ، يَعُودُ إِلَى حُسْنِ تَدْبِيرِكَ يَا صَاحِبَ الْفَخَامَةِ فِيلِكْسَ. فَنَحْنُ نَقْبَلُ هَذَا كُلَّهُ بِالشُّكْرِ الْجَزِيلِ دَائِمًا وَفِي كُلِّ مَكَانٍ. وَلِكَيْ لَا أُطِيلَ الْكَلَامَ عَلَيْكَ، أَرْجُو أَنْ تَسْمَعَنَا بِلُطْفِكَ بِاخْتِصَارٍ. نَحْنُ وَجَدْنَا هَذَا الرَّجُلَ يُسَبِّبُ الْمَشَاكِلَ وَيُثِيرُ الْاِضْطِرَابَ بَيْنَ الْيَهُودِ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ. وَهُوَ زَعِيمُ طَائِفَةِ النَّصَارَى، وَحَاوَلَ أَيْضًا أَنْ يُنَجِّسَ بَيْتَ اللهِ. فَقَبَضْنَا عَلَيْهِ وَأَرَدْنَا أَنْ نُحَاكِمَهُ حَسَبَ شَرِيعَتِنَا. فَجَاءَ الْقَائِدُ لِيسِيَاسُ، وَاسْتَخْدَمَ مَعَنَا الْعُنْفَ وَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِينَا، وَأَمَرَ خُصُومَهُ بِأَنْ يَرْفَعُوا شَكْوَاهُمْ إِلَيْكَ. فَعِنْدَمَا تَسْتَجْوِبُهُ أَنْتَ بِنَفْسِكَ، يُمْكِنُكَ أَنْ تَعْرِفَ أَنَّ شَكْوَانَا ضِدَّهُ صَحِيحَةٌ.“ وَوَافَقَ بَاقِي الْيَهُودِ عَلَى أَنَّ هَذَا الْكَلَامَ صَحِيحٌ. فَأَشَارَ الْحَاكِمُ إِلَى بُولُسَ لِيَتَكَلَّمَ، فَقَالَ: ”أَنَا عَارِفٌ أَنَّكَ مُنْذُ سِنِينَ عَدِيدَةٍ تَحْكُمُ بِالْعَدْلِ بَيْنَ النَّاسِ فِي أُمَّتِنَا، لِذَلِكَ أُدَافِعُ عَنْ نَفْسِي بِارْتِيَاحٍ. يُمْكِنُكَ بِسُهُولَةٍ أَنْ تَتَبَيَّنَ أَنِّي ذَهَبْتُ إِلَى الْقُدْسِ لِلْعِبَادَةِ مُنْذُ مَا لَا يَزِيدُ عَنِ 12 يَوْمًا. وَلَمْ يَجِدْنِي خُصُومِي أُجَادِلُ أَحَدًا فِي مُجَمَّعِ بَيْتِ اللهِ أَوْ أُثِيرُ الشَّعْبَ فِي بُيُوتِ الْعِبَادَةِ وَلَا فِي أَيِّ مَكَانٍ آخَرَ فِي الْمَدِينَةِ. وَلَا يُمْكِنُهُمْ أَنْ يُثْبِتُوا لَكَ الشَّكْوَى الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا ضِدِّيَ الْآنَ. إِنَّمَا أَشْهَدُ أَنِّي أَعْبُدُ إِلَهَ آبَائِنَا حَسَبَ الطَّرِيقِ الَّذِي يَصِفُونَهُ بِأَنَّهُ بِدْعَةٌ، وَأُؤْمِنُ بِكُلِّ مَا فِي التَّوْرَاةِ وَصُحُفِ الْأَنْبِيَاءِ. وَعِنْدِي نَفْسُ الرَّجَاءِ فِي اللهِ مِثْلُ هَؤُلَاءِ، وَهُوَ قِيَامَةُ الْمَوْتَى مِنْ صَالِحِينَ وَأَشْرَارٍ. لِهَذَا أَبْذِلُ جُهْدِي دَائِمًا لِيَكُونَ ضَمِيرِي نَقِيًّا أَمَامَ اللهِ وَالنَّاسِ. ”وَبَعْدَ غِيَابِ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ عَنِ الْقُدْسِ، رَجَعْتُ لِأُحْضِرَ لِشَعْبِي بَعْضَ الْهَدَايَا لِلْفُقَرَاءِ وَلِكَيْ أُقَدِّمَ بَعْضَ الْقَرَابِينِ. فَلَمَّا وَجَدُونِي أَعْمَلُ هَذَا فِي مُجَمَّعِ بَيْتِ اللهِ، كُنْتُ قَدْ تَطَهَّرْتُ. وَلَمْ يَكُنْ مَعِي جُمْهُورٌ، وَلَا سَبَّبْتُ أَيَّ فَوْضَى. لَكِنْ كَانَ هُنَاكَ بَعْضُ الْيَهُودِ مِنْ وِلَايَةِ آسْيَا، كَانَ يَجِبُ أَنْ يَأْتُوا هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ أَمَامَكَ وَيُقَدِّمُوا شَكْوَاهُمْ لَوْ كَانَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ ضِدِّي! أَوْ هَؤُلَاءِ الْمَوْجُودُونَ هُنَا، هَلْ فِي إِمْكَانِهِمْ أَنْ يَقُولُوا مَا هُوَ الذَّنْبُ الَّذِي وَجَدُوهُ فِيَّ لَمَّا حُوكِمْتُ أَمَامَ الْمَجْلِسِ الْأَعْلَى؟ إِلَّا طَبْعًا هَذَا الْأَمْرَ الَّذِي أَعْلَنْتُهُ وَأَنَا وَاقِفٌ بَيْنَهُمْ وَقُلْتُ، ’أَنْتُمْ تُحَاكِمُونِي الْيَوْمَ لِأَنَّ عِنْدِي رَجَاءً أَنَّ الْمَوْتَى سَيَقُومُونَ.‘ “ وَكَانَ فِيلِكْسُ عِنْدَهُ مَعْرِفَةٌ جَيِّدَةٌ عَنْ طَرِيقِ عِيسَى، فَأَنْهَى الْاِجْتِمَاعَ وَقَالَ: ”عِنْدَمَا يَحْضُرُ الْقَائِدُ لِيسِيَاسُ سَأَحْكُمُ فِي قَضِيَّتِكَ.“ وَأَمَرَ الضَّابِطَ أَنْ يَحْفَظَ بُولُسَ تَحْتَ الْحِرَاسَةِ، وَأَنْ يُعْطِيَهُ بَعْضَ الْحُرِّيَّةِ، وَأَنْ يَسْمَحَ لِأَصْدِقَائِهِ أَنْ يَزُورُوهُ وَيَخْدِمُوهُ. وَبَعْدَ عِدَّةِ أَيَّامٍ جَاءَ فِيلِكْسُ وَمَعَهُ دُرُوسِلَا زَوْجَتُهُ وَهِيَ يَهُودِيَّةٌ. فَاسْتَدْعَى بُولُسَ وَاسْتَمَعَ إِلَيْهِ. فَكَلَّمَهُ بُولُسُ عَنِ الْإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ عِيسَى. وَبَيْنَمَا بُولُسُ يَتَحَدَّثُ عَنِ الصَّلَاحِ وَضَبْطِ النَّفْسِ وَيَوْمِ الدِّينِ خَافَ فِيلِكْسُ وَقَالَ لَهُ: ”هَذَا يَكْفِي الْآنَ! اِذْهَبْ وَعِنْدَمَا أَجِدُ الْوَقْتَ الْمُنَاسِبَ أَسْتَدْعِيكَ.“ وَكَانَ يَرْجُو أَنْ يُعْطِيَهُ بُولُسُ رَشْوَةً، لِذَلِكَ كَانَ يُرْسِلُ وَيَسْتَدْعِيهِ كَثِيرًا وَيَتَحَدَّثُ مَعَهُ. وَمَرَّتْ سَنَتَانِ، ثُمَّ جَاءَ مَكَانَ فِيلِكْسَ حَاكِمٌ آخَرُ اسْمُهُ بَرْكِيُوسُ فُسْتُوسُ. وَأَرَادَ فِيلِكْسُ أَنْ يُرْضِيَ الْيَهُودَ، فَتَرَكَ بُولُسَ فِي السِّجْنِ.