إنجيل لوقا 13:24-53
إنجيل لوقا 13:24-53 الكتاب المقدس (AVD)
وَإِذَا ٱثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً، ٱسْمُهَا «عِمْوَاسُ». وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ ٱلْحَوَادِثِ. وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ، ٱقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا ٱلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟». فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا، ٱلَّذِي ٱسْمُهُ كِلْيُوبَاسُ وَقَالَ لَهُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ ٱلْأَيَّامِ؟». فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟». فَقَالَا: «ٱلْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ، ٱلَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي ٱلْفِعْلِ وَٱلْقَوْلِ أَمَامَ ٱللهِ وَجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ. كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ ٱلْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ ٱلْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ. وَلَكِنْ، مَعَ هَذَا كُلِّهِ، ٱلْيَوْمَ لَهُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذَلِكَ. بَلْ بَعْضُ ٱلنِّسَاءِ مِنَّا حَيَّرْنَنَا إِذْ كُنَّ بَاكِرًا عِنْدَ ٱلْقَبْرِ، وَلَمَّا لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ أَتَيْنَ قَائِلَاتٍ: إِنَّهُنَّ رَأَيْنَ مَنْظَرَ مَلَائِكَةٍ قَالُوا إِنَّهُ حَيٌّ. وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ ٱلَّذِينَ مَعَنَا إِلَى ٱلْقَبْرِ، فَوَجَدُوا هَكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضًا ٱلنِّسَاءُ، وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ». فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا ٱلْغَبِيَّانِ وَٱلْبَطِيئَا ٱلْقُلُوبِ فِي ٱلْإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ ٱلْأَنْبِيَاءُ! أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهَذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟». ثُمَّ ٱبْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ ٱلْأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا ٱلْأُمُورَ ٱلْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ ٱلْكُتُبِ. ثُمَّ ٱقْتَرَبُوا إِلَى ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ إِلَيْهَا، وَهُوَ تَظَاهَرَ كَأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ إِلَى مَكَانٍ أَبْعَدَ. فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ: «ٱمْكُثْ مَعَنَا، لِأَنَّهُ نَحْوُ ٱلْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ ٱلنَّهَارُ». فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا ٱتَّكَأَ مَعَهُمَا، أَخَذَ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا، فَٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ ٱخْتَفَى عَنْهُمَا، فَقَالَ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ: «أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي ٱلطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا ٱلْكُتُبَ؟». فَقَامَا فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَجَدَا ٱلْأَحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ، هُمْ وَٱلَّذِينَ مَعَهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ: «إِنَّ ٱلرَّبَّ قَامَ بِٱلْحَقِيقَةِ وَظَهَرَ لِسِمْعَانَ!». وَأَمَّا هُمَا فَكَانَا يُخْبِرَانِ بِمَا حَدَثَ فِي ٱلطَّرِيقِ، وَكَيْفَ عَرَفَاهُ عِنْدَ كَسْرِ ٱلْخُبْزِ. وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهَذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسْطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلَامٌ لَكُمْ!». فَجَزِعُوا وَخَافُوا، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحًا. فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ، وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَٱنْظُرُوا، فَإِنَّ ٱلرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِينَ مِنَ ٱلْفَرَحِ، وَمُتَعَجِّبُونَ، قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟». فَنَاوَلُوهُ جُزْءًا مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ، وَشَيْئًا مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ. وَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا هُوَ ٱلْكَلَامُ ٱلَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لَابُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَٱلْأَنْبِيَاءِ وَٱلْمَزَامِيرِ». حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا ٱلْكُتُبَ. وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ، وَأَنْ يُكْرَزَ بِٱسْمِهِ بِٱلتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ. وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ ٱلْأَعَالِي». وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، ٱنْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ، وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ ٱللهَ. آمِينَ.
إنجيل لوقا 13:24-53 الترجمة العربية المشتركة مع الكتب اليونانية (المشتركة)
وفي اليومِ نَفسِهِ، كانَ اَثنانِ مِنَ التلاميذِ في طَريقِهِما إلى قَريةٍ اَسمُها عِمواسُ، على مَسافَةِ سَبعةِ أميالٍ مِنْ أُورُشليمَ. وكانا يَتَحدّثانِ بِهذِهِ الأمورِ كُلّها. وبَينَما هُما يَتحَدّثانِ ويَتجادَلانِ، دَنا مِنهُما يَسوعُ نَفسُهُ ومَشى مَعَهُما، ولكنّ أعيُنَهُما عَمِيَت عَنْ مَعرِفَتِهِ. فقالَ لهُما: «بِماذا تَتحدّثانِ وأنتُما ماشيانِ؟» فوقفا حزينينِ. فأجابَهُ أحدُهُما، واَسمُهُ كَليوباسُ: «أنتَ وحدَكَ غَريبٌ في أُورُشليمَ فلا تَعرِفُ ما حدَثَ فيها هذِهِ الأيّامَ!» فقالَ يَسوعُ: «ماذا حدَثَ؟» قالا لَه: «ما حدَثَ ليَسوعَ النّاصريّ وكانَ نَبيّا قَديرًا في القولِ والعَمَلِ عِندَ اللهِ والشّعبِ كُلّهِ، كيفَ أسلَمَهُ رُؤساءُ كَهَنَتِنا وزُعماؤُنا لِلحُكمِ علَيهِ بالموتِ، وكيفَ صَلبُوهُ. وكُنّا نأملُ أنْ يكونَ هوَ الذي يُخَلّصُ إِسرائيلَ. ومعَ ذلِكَ، فهذا هوَ اليومُ الثّالِثُ لتِلكَ الأحداثِ التي وقَعَت. لكِنّ بَعضَ النّساءِ مِنْ جَماعَتِنا حَيّرنَنا، لأنّهُنّ زُرنَ القَبرَ عِندَ الفجرِ، فما وجَدْنَ جسَدَهُ، فرَجِعْنَ وقُلْنَ إنّهُنّ شاهَدْنَ ملائِكَةً ظهَروا لهُنّ وأخبَروهُنّ بأنّهُ حَيّ. فذهَبَ بَعضُ رِفاقِنا إلى القَبرِ، فوَجَدوا الحالَ على ما قالَتِ النّساءُ. وأمّا هوَ، فما رأَوهُ». فقالَ لهُما يَسوعُ: «ما أغباكُما وأبطأَكُما عَن الإيمانِ بكُلّ ما قالَهُ الأنبياءُ! أما كانَ يَجبُ على المَسيحِ أنْ يُعانيَ هذِهِ الآلامَ، فيَدخُلَ في مَجدِهِ؟» وشرَحَ لهُما ما جاءَ عَنهُ في جميعِ الكُتبِ المُقدّسةِ، مِنْ موسى إلى سائِرِ الأنبياءِ. ولمّا اَقتَرَبوا مِنَ القَريةِ التي يَقصِدانِ إليها، تظاهر لهُما يَسوعُ أنّهُ ذاهِبٌ إلى مكانٍ بَعيدٍ. فتَمَسّكا بِه وقالا: «أقِمْ مَعَنا، لأنّ المَساءَ اَقتَرَبَ ومالَ النّهارُ!» فدخَلَ ليُقيمَ مَعَهُما. ولمّا جَلَسوا لِلطَعامِ، أخَذَ يَسوعُ خُبزًا وبارَكَ وكسَرهُ وناولَهُما. فاَنفَتَحَت عُيونُهُما وعَرَفاهُ، ولكنّهُ تَوارى عن أنظارِهِما. فقالَ أحدُهُما للآخَرِ: «أما كانَ قَلبُنا يَحتَرِقُ في صَدْرِنا، حينَ حَدّثَنا في الطّريقِ وشرَحَ لنا الكُتُبَ المُقدّسَةَ؟» وقاما في الحالِ ورَجَعا إلى أُورُشليمَ، فوَجَدا الرّسُلَ الأحدَ عشَرَ ورِفاقَهُم مُجتَمِعينَ، وكانوا يَقولونَ: «قامَ الرّبّ حقّا وظهَرَ لِسِمعانَ!» فأخبَراهُم بِما حدَثَ في الطّريقِ، وكيفَ عَرَفا الرّبّ عِندَ كَسرِ الخُبزِ. وبَينَما التِلميذانِ يتكَلّمانِ، ظهَرَ هوَ نَفسُهُ بَينَهُم وقالَ لهُم: «سَلامٌ علَيكُم!» فخافوا واَرتَعَبوا، وظَنّوا أنّهُم يرَونَ شَبَحًا. فقالَ لهُم: «ما بالُكُم مُضطَربينَ، ولِماذا ثارَتِ الشّكوكُ في نُفوسِكُم؟ أُنظُروا إلى يَدَيّ ورِجلَيّ، أنا هوَ. إلمِسوني وتَحَقّقوا. الشّبَحُ لا يكونُ لَه لَحمٌ وعَظْمٌ كما تَرونَ لي». قالَ هذا وأراهُم يَدَيهِ ورِجلَيهِ. ولكنّهُم ظَلّوا غَيرَ مُصدّقِينَ مِنْ شِدّةِ الفرَحِ والدّهشَةِ. فقالَ لهُم: «أعِندَكم طَعامٌ هُنا؟» فناوَلوهُ قِطعَةَ سَمَكٍ مَشوِيّ، فأخَذَ وأكَلَ أمامَ أنظارِهِم. ثُمّ قالَ لَهُم: «عِندَما كُنتُ بَعدُ مَعَكُم قُلتُ لكُم: لا بُدّ أنْ يتِمّ لي كُلّ ما جاءَ عنّي في شريعةِ موسى وكُتُبِ الأنبياءِ والمزاميرِ». ثُمّ فتَحَ أذهانَهُم ليَفهَموا الكُتُبَ المُقَدّسَةَ، وقالَ لهُم: «هذا ما جاءَ فيها، وهوَ أنّ المَسيحَ يتألّمُ ويَقومُ مِنْ بَينِ الأمواتِ في اليومِ الثّالِثِ، وتُعلَنُ باَسمِهِ بِشارَةُ التّوبَةِ لغُفرانِ الخطايا إلى جميعِ الشّعوبِ، اَبتداءً مِنْ أُورُشليمَ. وأنتُم شُهودٌ على ذلِكَ. وسأُرسِلُ إليكُم ما وعَدَ بِه أبي. فأقيموا في مدينةِ أُورُشليمَ إلى أنْ تَحُلّ علَيكُمُ القُوّةُ مِنَ العُلى». ثُمّ خرَجَ بِهِم إلى بَيتِ عنيا، ورفَعَ يَديَهِ وبارَكَهُم. وبَينَما هوَ يُبارِكُهُم، اَنفَصَل عَنهُم ورُفِعَ إلى السّماءِ، فسَجَدوا لَه، ورَجَعوا إلى أُورُشليمَ وهُم في فرَحٍ عَظيمٍ. وكانوا كُلّ حينٍ في الهَيكلِ يُبارِكونَ اللهَ.
إنجيل لوقا 13:24-53 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)
وفي اليومِ نَفسِهِ، كانَ اَثنانِ مِنَ التلاميذِ في طَريقِهِما إلى قَريةٍ اَسمُها عِمواسُ، على مَسافَةِ سَبعةِ أميالٍ مِنْ أُورُشليمَ. وكانا يَتَحدّثانِ بِهذِهِ الأمورِ كُلّها. وبَينَما هُما يَتحَدّثانِ ويَتجادَلانِ، دَنا مِنهُما يَسوعُ نَفسُهُ ومَشى مَعَهُما، ولكنّ أعيُنَهُما عَمِيَت عَنْ مَعرِفَتِهِ. فقالَ لهُما: «بِماذا تَتحدّثانِ وأنتُما ماشيانِ؟» فوقفا حزينينِ. فأجابَهُ أحدُهُما، واَسمُهُ كَليوباسُ: «أنتَ وحدَكَ غَريبٌ في أُورُشليمَ فلا تَعرِفُ ما حدَثَ فيها هذِهِ الأيّامَ!» فقالَ يَسوعُ: «ماذا حدَثَ؟» قالا لَه: «ما حدَثَ ليَسوعَ النّاصريّ وكانَ نَبيّا قَديرًا في القولِ والعَمَلِ عِندَ اللهِ والشّعبِ كُلّهِ، كيفَ أسلَمَهُ رُؤساءُ كَهَنَتِنا وزُعماؤُنا لِلحُكمِ علَيهِ بالموتِ، وكيفَ صَلبُوهُ. وكُنّا نأملُ أنْ يكونَ هوَ الذي يُخَلّصُ إِسرائيلَ. ومعَ ذلِكَ، فهذا هوَ اليومُ الثّالِثُ لتِلكَ الأحداثِ التي وقَعَت. لكِنّ بَعضَ النّساءِ مِنْ جَماعَتِنا حَيّرنَنا، لأنّهُنّ زُرنَ القَبرَ عِندَ الفجرِ، فما وجَدْنَ جسَدَهُ، فرَجِعْنَ وقُلْنَ إنّهُنّ شاهَدْنَ ملائِكَةً ظهَروا لهُنّ وأخبَروهُنّ بأنّهُ حَيّ. فذهَبَ بَعضُ رِفاقِنا إلى القَبرِ، فوَجَدوا الحالَ على ما قالَتِ النّساءُ. وأمّا هوَ، فما رأَوهُ». فقالَ لهُما يَسوعُ: «ما أغباكُما وأبطأَكُما عَن الإيمانِ بكُلّ ما قالَهُ الأنبياءُ! أما كانَ يَجبُ على المَسيحِ أنْ يُعانيَ هذِهِ الآلامَ، فيَدخُلَ في مَجدِهِ؟» وشرَحَ لهُما ما جاءَ عَنهُ في جميعِ الكُتبِ المُقدّسةِ، مِنْ موسى إلى سائِرِ الأنبياءِ. ولمّا اَقتَرَبوا مِنَ القَريةِ التي يَقصِدانِ إليها، تظاهر لهُما يَسوعُ أنّهُ ذاهِبٌ إلى مكانٍ بَعيدٍ. فتَمَسّكا بِه وقالا: «أقِمْ مَعَنا، لأنّ المَساءَ اَقتَرَبَ ومالَ النّهارُ!» فدخَلَ ليُقيمَ مَعَهُما. ولمّا جَلَسوا لِلطَعامِ، أخَذَ يَسوعُ خُبزًا وبارَكَ وكسَرهُ وناولَهُما. فاَنفَتَحَت عُيونُهُما وعَرَفاهُ، ولكنّهُ تَوارى عن أنظارِهِما. فقالَ أحدُهُما للآخَرِ: «أما كانَ قَلبُنا يَحتَرِقُ في صَدْرِنا، حينَ حَدّثَنا في الطّريقِ وشرَحَ لنا الكُتُبَ المُقدّسَةَ؟» وقاما في الحالِ ورَجَعا إلى أُورُشليمَ، فوَجَدا الرّسُلَ الأحدَ عشَرَ ورِفاقَهُم مُجتَمِعينَ، وكانوا يَقولونَ: «قامَ الرّبّ حقّا وظهَرَ لِسِمعانَ!» فأخبَراهُم بِما حدَثَ في الطّريقِ، وكيفَ عَرَفا الرّبّ عِندَ كَسرِ الخُبزِ. وبَينَما التِلميذانِ يتكَلّمانِ، ظهَرَ هوَ نَفسُهُ بَينَهُم وقالَ لهُم: «سَلامٌ علَيكُم!» فخافوا واَرتَعَبوا، وظَنّوا أنّهُم يرَونَ شَبَحًا. فقالَ لهُم: «ما بالُكُم مُضطَربينَ، ولِماذا ثارَتِ الشّكوكُ في نُفوسِكُم؟ أُنظُروا إلى يَدَيّ ورِجلَيّ، أنا هوَ. إلمِسوني وتَحَقّقوا. الشّبَحُ لا يكونُ لَه لَحمٌ وعَظْمٌ كما تَرونَ لي». قالَ هذا وأراهُم يَدَيهِ ورِجلَيهِ. ولكنّهُم ظَلّوا غَيرَ مُصدّقِينَ مِنْ شِدّةِ الفرَحِ والدّهشَةِ. فقالَ لهُم: «أعِندَكم طَعامٌ هُنا؟» فناوَلوهُ قِطعَةَ سَمَكٍ مَشوِيّ، فأخَذَ وأكَلَ أمامَ أنظارِهِم. ثُمّ قالَ لَهُم: «عِندَما كُنتُ بَعدُ مَعَكُم قُلتُ لكُم: لا بُدّ أنْ يتِمّ لي كُلّ ما جاءَ عنّي في شريعةِ موسى وكُتُبِ الأنبياءِ والمزاميرِ». ثُمّ فتَحَ أذهانَهُم ليَفهَموا الكُتُبَ المُقَدّسَةَ، وقالَ لهُم: «هذا ما جاءَ فيها، وهوَ أنّ المَسيحَ يتألّمُ ويَقومُ مِنْ بَينِ الأمواتِ في اليومِ الثّالِثِ، وتُعلَنُ باَسمِهِ بِشارَةُ التّوبَةِ لغُفرانِ الخطايا إلى جميعِ الشّعوبِ، اَبتداءً مِنْ أُورُشليمَ. وأنتُم شُهودٌ على ذلِكَ. وسأُرسِلُ إليكُم ما وعَدَ بِه أبي. فأقيموا في مدينةِ أُورُشليمَ إلى أنْ تَحُلّ علَيكُمُ القُوّةُ مِنَ العُلى». ثُمّ خرَجَ بِهِم إلى بَيتِ عنيا، ورفَعَ يَديَهِ وبارَكَهُم. وبَينَما هوَ يُبارِكُهُم، اَنفَصَل عَنهُم ورُفِعَ إلى السّماءِ، فسَجَدوا لَه، ورَجَعوا إلى أُورُشليمَ وهُم في فرَحٍ عَظيمٍ. وكانوا كُلّ حينٍ في الهَيكلِ يُبارِكونَ اللهَ.
إنجيل لوقا 13:24-53 الكِتاب المُقَدَّس: التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُبَسَّطَةُ (ت ع م)
وَفِي ذَلِكَ اليَوْمِ نَفْسِهِ، كَانَ اثْنَانِ مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ ذَاهِبَينِ إلَى قَريَةٍ تَبْعُدُ نَحْوَ سَبْعَةِ أمْيَالٍ عَنْ مَدِينَةِ القُدْسِ، اسْمُهَا عِموَاسُ. وَكَانَا يَتَحَادَثَانِ عَنْ كُلِّ الأُمُورِ الَّتِي حَدَثَتْ. وَبَيْنَمَا كَانَا يَتَكَلَّمَانِ وَيُنَاقِشَانِ هَذِهِ الأُمُورَ، اقْتَرَبَ يَسُوعُ نَفْسُهُ مِنهُمَا وَسَارَ مَعَهُمَا، لَكِنَّ أعيُنَهُمَا مُنِعَتَا مِنَ التَّعَرُّفِ إلَيْهِ. فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هِيَ هَذِهِ الأُمُورُ الَّتِي تَتَنَاقَشَانِ فِيهَا وَأنْتُمَا سَائِرَانِ؟» فَتَوَقَّفَا، وَعَبَسَ وَجْهَاهُمَا. وَقَالَ لَهُ أحَدُهُمَا وَاسْمُهُ كِلْيُوبَاسُ: «لَا بُدَّ أنَّكَ الشَّخصُ الوَحِيدُ فِي مَدِينَةِ القُدْسِ الَّذِي لَا يَدْرِي بِالأُمُورِ الَّتِي حَدَثَتْ فِي الأيَّامِ القَلِيلَةِ المَاضِيَةِ!» فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «أيَّةُ أُمُورٍ؟» فَقَالَا لَهُ: «الأُمُورِ المُتَعَلِّقَةِ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيَّ. لَقَدْ كَانَ رَجُلًا بَيَّنَ أنَّهُ نَبِيٌّ عَظِيمٌ أمَامَ اللهِ وَالنَّاسِ فِي أعْمَالِهِ وَأقْوَالِهِ. وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ كَيْفَ أنَّ كِبَارَ كَهَنَتِنَا وَحُكَّامِنَا أسلَمُوهُ لِيُحكَمَ عَلَيْهِ بِالمَوْتِ، ثُمَّ صَلَبُوهُ. وَقَدْ كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَأمَلُ أنْ يَكُونَ هُوَ الَّذِي سَيُحَرِّرُ بَنِي إسْرَائِيلَ. «وَالْآنَ هَا قَدْ مَضَى عَلَى حُدُوثِ ذَلِكَ ثَلَاثَةُ أيَّامٍ. وَقَدْ أذهَلَتْنَا بَعْضُ النِّسَاءِ فِي جَمَاعَتِنَا بِمَا قُلْنَهُ. فَقَدْ ذَهَبنَ إلَى القَبْرِ فِي وَقْتٍ مُبَكِّرٍ مِنَ الصَّبَاحِ، لَكِنَّهُنَّ لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ، وَجِئْنَ وَأخبَرْنَنَا أنَّهُنَّ رَأينَ مَا يُشْبِهُ مَلَائِكَةً أخبَرُوهُنَّ بِأنَّهُ حَيٌّ. فَذَهَبَ بَعْضٌ مِنْ جَمَاعَتِنَا إلَى القَبْرِ، وَوَجَدُوهُ فَارِغًا كَمَا قَالَتِ النِّسَاءُ، لَكِنَّهُمْ لَمْ يَرَوْهُ هُوَ.» فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «أنْتُمَا غَبِيَّانِ وَبَطِيئَانِ فِي الإيمَانِ بِكُلِّ مَا قَالَهُ الأنْبِيَاءُ. ألَمْ يَكُنْ ضَرُورِيًّا أنْ يَحْتَمِلَ المَسِيحُ هَذِهِ الأشْيَاءَ فَيَدْخُلَ إلَى مَجْدِهِ؟» وَفَسَّرَ لَهُمَا مَا قِيلَ عَنْهُ فِي جَمِيعِ كُتُبِ مُوسَىْ وَالأنْبِيَاءِ. وَاقْتَرَبُوا مِنَ القَريَةِ الَّتِي كَانَا مُتَوَجِّهَينِ إلَيْهَا، فَتَظَاهَرَ يَسُوعُ بِأنَّهُ يُرِيدُ أنْ يُواصِلَ المَسِيرَ. لَكِنَّهُمَا ألَحَّا عَلَيْهِ بِشِدَّةٍ وَقَالُوا لَهُ: «ابقَ عِنْدَنَا، فَقَدِ اقْتَرَبَ المَسَاءُ، وَأوشَكَتِ الشَّمْسُ عَلى المَغِيبِ،» فَدَخَلَ. وَعِنْدَمَا جَلَسَ إلَى المَائِدَةِ مَعَهُمَا، أخَذَ الخُبْزَ وَشَكَرَ اللهَ، ثُمَّ قَسَّمَهُ وَنَاوَلَهُمَا. فَفُتِحَتْ أعيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ، لَكِنَّهُ اختَفَى عَنهُمَا. فَقَالَ أحَدُهُمَا لِلآخَرِ: «ألَمْ يَكُنْ قَلْبَانَا يَتَّقِدَانِ فِينَا وَهُوَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ، وَيَشْرَحُ لَنَا الكُتُبَ؟» وَقَامَا فَوْرًا وَرَجِعَا إلَى مَدِينَةِ القُدْسِ، وَوَجَدَا الأحَدَ عَشَرَ رَسُولًا وَالآخَرِينَ مُجتَمِعِينَ مَعًا. وَكَانُوا يَقُولُونَ: «لَقَدْ قَامَ الرَّبُّ حَقًّا! وَقَدْ ظَهَرَ لِسِمعَانَ.» ثُمَّ شَرَحَ التِّلمِيذَانِ مَا حَدَثَ عَلَى الطَّرِيقِ، وَكَيْفَ تَعَرَّفَا إلَيْهِ عِنْدَمَا قَسَمَ الخُبْزَ. وَيَبْنَمَا كَانَا مَا زَالَا يُحَدِّثَانِهِمْ بِهَذِهِ الأُمُورِ، وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ بَيْنَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «لِيَكُنِ السَّلَامُ مَعَكُمْ.» فَاندَهَشُوا وَتَمَلَّكَهُمُ الخَوفُ، وَظَنُّوا أنَّهُمْ يَرَوْنَ شَبَحًا. لَكِنَّهُ قَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا أنْتُمْ مُنزَعِجُونَ هَكَذَا؟ وَلِمَاذَا تَدُورُ الشُّكُوكُ فِي عُقُولِكُمْ؟ انْظُرُوا إلَى يَدَيَّ وَقَدَمَيَّ. أنْتُمْ تَقْدِرُونَ أنْ تُميِّزُوا أنَّهُ أنَا نَفْسِي. المَسُونِي وَتَأكَّدُوا، فَلَيْسَ لِلشَّبَحِ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي.» وَبَعْدَ أنْ قَالَ هَذَا، أرَاهُمْ يَدَيهِ وَقَدَمَيهِ. وَمِنْ فَرحَتِهِمْ، كَانُوا مَا يَزَالُونَ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ وَمَذهُولِينَ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ لَدَيْكُمْ مَا يُؤكَلُ هُنَا؟» فَقَدَّمُوا لَهُ قِطعَةً مِنْ سَمَكٍ مَطبُوخٍ، فَأخَذَهَا وَأكَلَهَا أمَامَهُمْ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «هَذِهِ هِيَ الأُمُورُ الَّتِي حَدَّثتُكُمْ بِهَا عِنْدَمَا كُنْتُ بَعْدُ مَعَكُمْ. فَقَدْ قُلْتُ لَكُمْ إنَّهُ لَا بُدَّ أنْ يَتَحَقَّقَ كُلُّ مَا كُتِبَ عَنِّي فِي شَرِيعَةِ مُوسَى وَفِي كُتُبِ الأنْبِيَاءِ وَفِي المَزَامِيرِ.» ثُمَّ فَتَحَ أذهَانَهُمْ لِيَفْهَمُوا الكُتُبَ. وَقَالَ لَهُمْ: «نَعَمْ، مَكْتُوبٌ أنَّ المَسِيحَ لَا بُدَّ أنْ يَتَألَّمَ وَيَقُومَ مِنَ المَوْتِ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ. وَلَا بُدَّ أنْ يُبَشَّرَ بِالتَّوبَةِ وَمَغفِرَةِ الخَطَايَا بِاسْمِهِ لِجَمِيعِ الأُمَمِ ابتِدَاءً مِنَ مَدِينَةِ القُدْسِ. وَأنْتُمْ شُهُودٌ عَلَى تِلْكَ الأُمُورِ. وَالْآنَ سَأُرْسِلُ لَكُمْ مَا وَعَدَ بِهِ أبِي، لَكِنِ امكُثُوا فِي مَدِينَةِ القُدْسِ إلَى أنْ يُلبِسَكُمُ اللهُ قُوَّةً مِنَ الأعَالِي.» ثُمَّ خَرَجَ بِهِمْ إلَى بَيْتِ عَنيَا، وَرَفَعَ يَدَيهِ وَبَارَكَهُمْ. وَبَيْنَمَا كَانَ يُبَارِكُهُمْ، ابتَعَدَ عَنْهُمْ وَرُفِعَ إلَى السَّمَاءِ. فَسَجَدُوا لَهُ، وَعَادُوا إلَى مَدِينَةِ القُدْسِ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ. وَكَانُوا يَقْضُونَ وَقْتَهُمْ كُلَّهُ فِي سَاحَةِ الهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ اللهَ.
إنجيل لوقا 13:24-53 كتاب الحياة (KEH)
وَكَانَ اثْنَانِ مِنْهُمْ مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ تَبْعُدُ سِتِّينَ غَلْوَةً (نَحْوَ سَبْعَةِ أَمْيَالٍ) عَنْ أُورُشَلِيمَ، اسْمُهَا عِمْوَاسُ. وَكَانَا يَتَحَدَّثَانِ عَنْ جَمِيعِ مَا حَدَثَ وَبَيْنَمَا هُمَا يَتَحَدَّثَانِ وَيَتَبَاحَثَانِ، إِذَا يَسُوعُ نَفْسُهُ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا وَسَارَ مَعَهُمَا. وَلكِنَّ أَعْيُنَهُمَا حُجِبَتْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ. وَسَأَلَهُمَا: «أَيُّ حَدِيثٍ يَجْرِي بَيْنَكُمَا وَأَنْتُمَا سَائِرَانِ؟» فَتَوَقَّفَا عَابِسَيْنِ. وَأَجَابَ أَحَدُهُمَا، وَاسْمُهُ كَلْيُوبَاسُ، فَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ وَحْدَكَ الْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي أُورُشَلِيمَ، وَلا تَعْلَمُ بِمَا حَدَثَ فِيهَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ؟» فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا حَدَثَ؟» فَقَالا: «مَا حَدَثَ لِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ نَبِيًّا مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَالشَّعْبِ كُلِّهِ، وَكَيْفَ سَلَّمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا إِلَى عُقُوبَةِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. وَلَكِنَّنَا كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ الْمُوشِكُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ. وَمَعَ هَذَا كُلِّهِ، فَالْيَوْمَ هُوَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ مُنْذُ حُدُوثِ ذلِكَ. عَلَى أَنَّ بَعْضَ النِّسَاءِ مِنَّا أَذْهَلْنَنَا، إِذْ قَصَدْنَ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِراً وَلَمْ يَجِدْنَ جُثْمَانَهُ، فَرَجَعْنَ وَقُلْنَ لَنَا إِنَّهُنَّ شَاهَدْنَ رُؤْيَا: مَلاكَيْنِ يَقُولانِ إِنَّهُ حَيٌّ. فَذَهَبَ بَعْضُ الَّذِينَ مَعَنَا إِلَى الْقَبْرِ فَوَجَدُوا الأَمْرَ صَحِيحاً عَلَى حَدِّ مَا قَالَتِ النِّسَاءُ أَيْضاً، وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ!» فَقَالَ لَهُمَا: «يَا قَلِيلَيِ الْفَهْمِ وَبَطِيئَيِ الْقَلْبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ! أَمَا كَانَ لابُدَّ أَنْ يُعَانِيَ الْمَسِيحُ هذِهِ الآلامَ ثُمَّ يَدْخُلَ إِلَى مَجْدِهِ؟» ثُمَّ أَخَذَ يُفَسِّرُ لَهُمَا، مُنْطَلِقاً مِنْ مُوسَى وَمِنَ الأَنْبِيَاءِ جَمِيعاً، مَا وَرَدَ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ. ثُمَّ اقْتَرَبُوا مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ التِّلْمِيذَانِ يَقْصِدَانِهَا، وَتَظَاهَرَ هُوَ بِأَنَّهُ ذَاهِبٌ إِلَى مَكَانٍ أَبْعَدَ. فَأَلَحَّا عَلَيْهِ قَائِلَيْنِ: «انْزِلْ عِنْدَنَا، فَقَدْ مَالَ النَّهَارُ وَاقْتَرَبَ الْمَسَاءُ». فَدَخَلَ لِيَنْزِلَ عِنْدَهُمَا. وَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا، أَخَذَ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ، وَكَسَّرَ، وَأَعْطَاهُمَا. فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ. ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ: «أَمَا كَانَ قَلْبُنَا يَلْتَهِبُ فِي صُدُورِنَا فِيمَا كَانَ يُحَدِّثُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيَشْرَحُ لَنَا الْكُتُبَ؟» ثُمَّ قَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ عَيْنِهَا، وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَوَجَدَا الأَحَدَ عَشَرَ وَالَّذِينَ مَعَهُمْ مُجْتَمِعِينَ، وَكَانُوا يَقُولُونُ: «حَقّاً إِنَّ الرَّبَّ قَامَ، وَقَدْ ظَهَرَ لِسِمْعَانَ». فَأَخْبَرَاهُمْ بِمَا حَدَثَ فِي الطَّرِيقِ، وَكَيْفَ عَرَفَا الرَّبَّ عِنْدَ كَسْرِ الْخُبْزِ. وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ بِذَلِكَ، وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسَطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلامٌ لَكُمْ!» وَلكِنَّهُمْ، لِذُعْرِهِمْ وَخَوْفِهِمْ، تَوَهَّمُوا أَنَّهُمْ يَرَوْنَ شَبَحاً. فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ؟ وَلِمَاذَا تَنْبَعِثُ الشُّكُوكُ فِي قُلُوبِكُمْ؟ انْظُرُوا يَدَيَّ وَقَدَمَيَّ، فَأَنَا هُوَ بِنَفْسِي. الْمِسُونِي وَتَحَقَّقُوا، فَإِنَّ الشَّبَحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». وَإِذْ قَالَ ذَلِكَ، أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَقَدَمَيْهِ. وَإِذْ مَازَالُوا غَيْرَ مُصَدِّقِينَ مِنَ الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبِينَ، قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هُنَا مَا يُؤْكَلُ؟» فَنَاوَلُوهُ قِطْعَةَ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ. فَأَخَذَهَا أَمَامَهُمْ وَأَكَلَ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «هَذَا هُوَ الكَلامُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا مَازِلْتُ بَيْنَكُمْ: أَنَّهُ لابُدَّ أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا كُتِبَ عَنِّي فِي شَرِيعَةِ مُوسَى وَكُتُبِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ». ثُمَّ فَتَحَ أَذْهَانَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ، وَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا قَدْ كُتِبَ، وَهكَذَا كَانَ لابُدَّ أَنْ يَتَأَلَّمَ الْمَسِيحُ وَيَقُومَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَنْ يُبَشَّرَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَغُفْرَانِ الْخَطَايَا فِي جَمِيعِ الأُمَمِ انْطِلاقاً مِنْ أُورُشَلِيمَ. وَأَنْتُمْ شُهُودٌ عَلَى هذِهِ الأُمُورِ. وَهَا أَنَا سَأُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَا وَعَدَ بِهِ أَبِي. وَلَكِنْ أَقِيمُوا فِي الْمَدِينَةِ حَتَّى تُلْبَسُوا الْقُوَّةَ مِنَ الأَعَالِي!» ثُمَّ اقْتَادَهُمْ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا. وَبَارَكَهُمْ رَافِعاً يَدَيْهِ. وَبَيْنَمَا كَانَ يُبَارِكُهُمْ، انْفَصَلَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ فَسَجَدُوا لَهُ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ، وَكَانُوا يَذْهَبُونَ دَائِماً إِلَى الْهَيْكَلِ، حَيْثُ يُسَبِّحُونَ اللهَ وَيُبَارِكُونَهُ.
إنجيل لوقا 13:24-53 الكتاب الشريف (SAB)
وَفِي نَفْسِ الْيَوْمِ، كَانَ اثْنَانِ مِنَ التَّلَامِيذِ فِي طَرِيقِهِمَا إِلَى قَرْيَةٍ اسْمُهَا عِمْوَاسُ، عَلَى بُعْدِ حَوَالَيْ 11 كِيلُومِتْرًا مِنَ الْقُدْسِ. وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ مَعًا عَنِ الْأُمُورِ الَّتِي حَدَثَتْ. وَبَيْنَمَا هُمَا فِي الْحَدِيثِ وَالْمُنَاقَشَةِ، جَاءَ عِيسَى بِنَفْسِهِ وَأَخَذَ يَمْشِي مَعَهُمَا. لَكِنْ لَمْ يُمْكِنْ لِعُيُونِهِمَا أَنْ تُمَيِّزَهُ. فَقَالَ لَهُمَا: ”عَنْ مَاذَا تَتَحَدَّثَانِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ مَعًا؟“ فَتَوَقَّفَا وَكَانَ الْحُزْنُ ظَاهِرًا عَلَى وَجْهَيْهِمَا. وَأَجَابَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا وَاسْمُهُ كَلُوبَاسُ: ”لَا بُدَّ أَنَّكَ الشَّخْصُ الْوَحِيدُ فِي سُكَّانِ الْقُدْسِ الَّذِي لَا يَعْرِفُ مَا حَدَثَ فِيهَا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ!“ فَقَالَ لَهُمَا: ”مَاذَا حَدَثَ؟“ قَالَا لَهُ: ”عِيسَى النَّاصِرِيُّ كَانَ نَبِيًّا قَدِيرًا فِي الْكَلَامِ وَالْأَعْمَالِ فِي نَظَرِ اللهِ وَكُلِّ النَّاسِ، لَكِنَّ رُؤَسَاءَ أَحْبَارِنَا وَقَادَتَنَا أَسْلَمُوهُ لِحُكْمِ الْإِعْدَامِ وَصَلَبُوهُ. وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُنْقِذُ بَنِي إِسْرَائِيلَ! زِدْ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ لِتِلْكَ الْأَحْدَاثِ. ثُمَّ إِنَّ بَعْضَ النِّسَاءِ مِنْ جَمَاعَتِنَا حَيَّرْنَنَا، فَقَدْ ذَهَبْنَ إِلَى الْقَبْرِ فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ، وَلَمْ يَجِدْنَ جُثْمَانَهُ، فَرَجَعْنَ وَقُلْنَ إِنَّهُنَّ شَاهَدْنَ مَلَائِكَةً فِي رُؤْيَا قَالُوا إِنَّهُ حَيٌّ. ثُمَّ ذَهَبَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا إِلَى الْقَبْرِ، فَوَجَدُوا الْحَالَ كَمَا قَالَتِ النِّسَاءُ، أَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ.“ فَقَالَ لَهُمَا: ”يَا لِلْغَبَاءِ! لِمَاذَا صَعْبٌ عَلَيْكُمَا الْإِيمَانُ بِكُلِّ مَا قَالَهُ الْأَنْبِيَاءُ؟ كَانَ يَجِبُ أَنْ يُعَانِيَ الْمَسِيحُ هَذِهِ الْآلَامَ ثُمَّ يَدْخُلَ إِلَى جَلَالِهِ!“ وَابْتَدَأَ مِنْ تَوْرَاةِ مُوسَى وَصُحُفِ كُلِّ الْأَنْبِيَاءِ، فَشَرَحَ لَهُمَا مَا وَرَدَ بِشَأْنِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ. وَاقْتَرَبُوا مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَا يَقْصِدَانِهَا، فَتَظَاهَرَ عِيسَى بِأَنَّهُ ذَاهِبٌ إِلَى مَكَانٍ أَبْعَدَ. لَكِنَّهُمَا قَالَا: ”مِنْ فَضْلِكَ تَعَالَ عِنْدَنَا، فَالْوَقْتُ تَأَخَّرَ وَاقْتَرَبَ الْمَسَاءُ.“ فَدَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَهُمَا. وَلَمَّا جَلَسَ مَعَهُمَا إِلَى الْمَائِدَةِ، أَخَذَ الْخُبْزَ وَشَكَرَ اللهَ وَكَسَرَ وَأَعْطَاهُمَا. فَانْفَتَحَتْ عُيُونُهُمَا وَعَرَفَاهُ. لَكِنَّهُ اخْتَفَى عَنْهُمَا. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: ”لِهَذَا كَانَ فِي قَلْبِنَا شَوْقٌ وَحَرَارَةٌ لَمَّا كَانَ يُحَدِّثُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيَشْرَحُ لَنَا الْكُتُبَ!“ وَقَامَا فِي الْحَالِ وَرَجَعَا إِلَى الْقُدْسِ. فَوَجَدَا الْـ11 وَبَاقِيَ أَصْحَابِهِمْ مُجْتَمِعِينَ مَعًا هُنَاكَ، وَيَقُولُونَ: ”بِالْحَقِيقَةِ قَامَ السَّيِّدُ مِنَ الْمَوْتِ وَظَهَرَ لِسَمْعَانَ.“ فَأَخْبَرَا بِمَا حَدَثَ فِي الطَّرِيقِ، وَكَيْفَ أَنَّهُمَا عَرَفَا السَّيِّدَ لَمَّا كَسَرَ الْخُبْزَ. وَبَيْنَمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ بِهَذَا، وَقَفَ عِيسَى بِنَفْسِهِ فِي وَسَطِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: ”السَّلَامُ عَلَيْكُمْ.“ فَذُهِلُوا وَارْتَعَبُوا، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ يُشَاهِدُونَ شَبَحًا. فَقَالَ لَهُمْ: ”لِمَاذَا هَذَا الْاِضْطِرَابُ؟ وَلِمَاذَا هَذَا الشَّكُّ فِي قُلُوبِكُمْ؟ اُنْظُرُوا إِلَى يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. أَنَا هُوَ بِنَفْسِي. اِلْمِسُونِي وَانْظُرُوا. الشَّبَحُ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعَظْمٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي.“ وَلَمَّا قَالَ هَذَا، أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. وَبَيْنَمَا كَانُوا غَيْرَ مُصَدِّقِينَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرحِ وَالدَّهْشَةِ، قَالَ لَهُمْ: ”هَلْ عِنْدَكُمْ هُنَا شَيْءٌ آكُلُهُ؟“ فَأَعْطَوْهُ قِطْعَةً مِنَ السَّمَكِ الْمَشْوِيِّ، فَأَخَذَهَا وَأَكَلَهَا قُدَّامَهُمْ. وَقَالَ لَهُمْ: ”هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ لَمَّا كُنْتُ مَعَكُمْ، وَهُوَ أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا وَرَدَ عَنِّي فِي تَوْرَاةِ مُوسَى وَصُحُفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ.“ ثُمَّ فَتَحَ عُقُولَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكِتَابَ. وَقَالَ لَهُمْ: ”يَقُولُ الْكِتَابُ إِنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ ثُمَّ يَقُومُ مِنَ الْمَوْتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، فَيَجِبُ دَعْوَةُ النَّاسِ مِنْ كُلِّ الشُّعُوبِ أَنْ يَتُوبُوا لِتُغْفَرَ ذُنُوبُهُمْ بِوَاسِطَةِ اسْمِهِ. اِبْدَأُوا مِنَ الْقُدْسِ، وَاشْهَدُوا بِهَذَا. وَسَأُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَا وَعَدَ بِهِ أَبِي، فَأَقِيمُوا فِي الْمَدِينَةِ إِلَى أَنْ تَمْتَلِئُوا بِالْقُوَّةِ مِنَ السَّمَاءِ.“ وَخَرَجَ بِهِمْ بِالْقُرْبِ مِنْ بَيْتَ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. وَبَيْنَمَا هُوَ يُبَارِكُهُمْ، تَرَكَهُمْ وَرُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ. فَسَجَدُوا لَهُ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْقُدْسِ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ. وَكَانُوا دَائِمًا فِي سَاحَةِ بَيْتِ اللهِ يُسَبِّحُونَ اللهَ.
إنجيل لوقا 13:24-53 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)
وإِذا بِٱثنَينِ مِنهُم كانا ذَاهِبَينِ، في ذٰلكَ اليَومِ نفسِه، إِلى قَريَةٍ اِسمُها عِمَّاوُس، تَبعُدُ نَحوَ سِتِّينَ غَلوَةً مِن أُورَشَليم. وكانا يَتَحدَّثانِ بِجَميعِ هٰذِه الأُمورِ الَّتي جَرَت. وبَينَما هُما يَتَحَدَّثانِ ويَتَجادَلان، إِذا يسوعُ نَفْسُه قد دَنا مِنهُما وأَخَذَ يَسيرُ معَهما، على أَنَّ أَعيُنَهُما حُجِبَت عن مَعرِفَتِه. فقالَ لَهما: «ما هٰذا الكَلامُ الَّذي يَدورُ بَينَكُما وأَنتُما سائِران؟» فوَقفا مُكتَئِبَين. وأَجابَه أَحَدُهما وٱسمُه قَلاوبا: «أَأَنتَ وَحدَكَ نازِلٌ في أُورَشَليم ولا تَعلَمُ الأُمورَ الَّتي جَرَت فيها هٰذِه الأَيَّام؟» فقالَ لَهما: «ما هي؟» قالا له: «ما يَختَصُّ بِيَسوعَ النَّاصِريّ، وكانَ نَبِيًّا مُقتَدِرًا على العَمَلِ والقَولِ عِندَ اللهِ والشَّعبِ كُلِّه، كَيفَ أَسلَمَه عُظَماءُ كَهَنَتِنا ورُؤَساؤُنا لِيُحكَمَ علَيهِ بِالمَوت، وكَيفَ صَلَبوه. وكُنَّا نَحنُ نَرجو أَنَّه هو الَّذي سيَفتَدي إِسرائيل. ومعَ ذٰلكَ كُلِّه فهٰذا هوَ اليَومُ الثَّالِثُ مُذ جَرَت تِلكَ الأُمور. غيرَ أَنَّ نِسوَةً مِنَّا قد حَيَّرنَنا، فإِنَّهُنَّ بَكَرنَ إِلى القَبْرِ فلَم يَجِدنَ جُثمانَه فرَجَعنَ وقُلنَ إِنَّهُنَّ أَبْصَرْنَ في رُؤيةٍ مَلائكةً قالوا إِنَّه حَيّ. فذهَبَ بَعضُ أَصْحابِنا إِلى القَبْر، فوَجَدوا الحالَ على ما قالَتِ النِّسوَة. أَمَّا هو فلَم يَرَوه». فقالَ لَهما: «يا قَليلَيِ الفَهم وبطيئَيِ القَلْبِ عنِ الإِيمانِ بِكُلِّ ما تَكَلَّمَ بِه الأَنبِياء. أَما كانَ يَجِبُ على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه؟» فبَدأَ مِن مُوسى وجَميعِ الأَنبِياء يُفَسِّرُ لَهما في جَميعِ الكُتُبِ ما يَختَصُّ بِه. ولمَّا قَرُبوا مِنَ القَريَةِ الَّتي يَقصِدانِها، تَظاهَرَ أَنَّه ماضٍ إِلى مَكانٍ أَبعَد. فأَلَحَّا علَيه قالا: «أُمكُثْ مَعَنا، فقد حانَ المَساءُ ومالَ النَّهار». فدَخَلَ لِيَمكُثَ معَهما. ولمَّا جَلَسَ معَهُما لِلطَّعام، أَخذَ الخُبْزَ وبارَكَ ثُمَّ كَسَرَه وناوَلَهما. فٱنفَتَحَت أَعيُنُهما وعَرفاه فغابَ عنهُما. فقالَ أَحَدُهما لِلآخَر: «أَما كانَ قَلبُنا مُتَّقِدًا في صَدرِنا، حينَ كانَ يُحَدِّثُنا في الطَّريق ويَشرَحُ لَنا الكُتُب؟» وقاما في تِلكَ السَّاعَةِ نَفْسِها ورَجَعا إِلى أُورَشَليم، فوَجَدا الأَحَدَ عشَرَ والَّذينَ مَعَهم مُجتَمِعين، وكانوا يَقولون إِنَّ الرَّبَّ قامَ حَقًّا وتَراءَى لِسِمْعان. فرَوَيا ما حَدَثَ في الطَّريق، وكَيفَ عَرَفاه عِندَ كَسْرِ الخُبْز. وبَينَما هُما يَتَكَلَّمان إِذا بِه يقومُ بَينَهم ويَقولُ لَهم: «السَّلامُ علَيكُم!» فأَخَذَهُمُ الفَزَعُ والخَوفُ وظَنُّوا أَنَّهم يَرَونَ رُوحًا. فقالَ لَهم: «ما بالُكم مُضطَرِبين، ولِمَ ثارَتِ الشُّكوكُ في قُلوبِكم؟ أُنظُروا إِلى يَدَيَّ وقَدَمَيَّ. أَنا هو بِنَفْسي. إِلمِسوني وٱنظُروا، فإِنَّ الرُّوحَ لَيسَ لَه لَحمٌ ولا عَظْمٌ كما تَرَونَ لي». قالَ هٰذا وأَراهُم يَدَيهِ وقَدَمَيه. غَيرَ أَنَّهم لم يُصَدِّقوا مِنَ الفَرَحِ وظَلُّوا يَتَعَجَّبون، فقالَ لَهم: «أَعِندَكُم ههُنا ما يُؤكَل؟» فناوَلوهُ قِطعَةَ سَمَكٍ مَشوِيّ. فأَخَذَها وأَكَلَها بِمَرأًى مِنهُم. ثُمَّ قالَ لَهم: «ذٰلك كلامي الَّذي قُلتُه لكم إِذ كُنتُ مَعَكم وهو أَنَّه يَجِبُ أَن يَتِمَّ كُلُّ ما كُتِبَ في شأني، في شَريعَةِ موسى وكُتُبِ الأَنبِياءِ والمَزامير». وحينَئِذٍ فَتَحَ أَذْهانَهم لِيَفهَموا الكُتُب، وقالَ لَهم: «كُتِبَ أَنَّ المَسيحَ يَتأَلَّمُ ويَقومُ مِن بَينِ الأَمواتِ في اليَومِ الثَّالِث، وتُعلَنُ بِٱسمِه التَّوبَةُ وغُفرانُ الخَطايا لِجَميعِ الأُمَم، اِبتداءً مِن أُورَشَليم. وأَنتُم شُهودٌ على هٰذه الأُمور. وإِنِّي أُرسِلُ إِلَيكم ما وَعَدَ بهِ أَبي. فَٱمكُثوا أَنتُم في المَدينَة إِلى أَن تُلبَسوا قُوَّةً مِنَ العُلى». ثُمَّ خَرَجَ بِهم إِلى القُرْبِ مِن بَيتَ عَنْيا، ورَفَعَ يَدَيهِ فبارَكَهم. وبَينَما هو يُبارِكُهم، اِنفَصَلَ عَنهم ورُفِعَ إِلى السَّماءِ. فسَجَدوا له، ثُمَّ رَجَعوا إِلى أُورَشَليم وهُم في فَرَحٍ عَظيم. وكانوا يُلازِمونَ الهَيكَلَ وهُم يُبارِكونَ الله.