روما 1:1-32

روما 1:1-32 الترجمة العربية المشتركة مع الكتب اليونانية (المشتركة)

مِنْ بولُسَ عَبدِ المَسيحِ يَسوعَ، دَعاهُ اللهُ ليكونَ رَسولاً، واَختارَهُ ليُعلِنَ بِشارَتَهُ التي سبَقَ أنْ وعَدَ بِها على ألسِنَةِ أنبـيائِهِ في الكُتُبِ المُقَدّسَةِ، في شأْنِ اَبنِهِ الذي في الجسَدِ جاءَ مِنْ نَسلِ داودَ، وفي الرّوحِ القُدُسِ ثبَتَ أنّهُ اَبنُ اللهِ في القُدرَةِ بِقيامَتِهِ مِنْ بَينِ الأمواتِ، رَبّنا يَسوعُ المَسيحُ، الذي بِه نِلتُ النّعمةَ لأكونَ رَسولاً مِنْ أجلِ اَسمِهِ، فأدعو جميعَ الأُمَمِ إلى الإيمانِ والطّاعَةِ، وأنتُم أيضًا مِنهُم، دَعاكُمُ اللهُ لِتَكونوا ليَسوعَ المَسيحِ، إلى جميعِ أحبّاءِ اللهِ في رومَةَ، المَدعُوّينَ ليكونوا قِدّيسينَ: علَيكُم النّعمةُ والسّلامُ مِنَ اللهِ أبـينا ومِنْ رَبّنا يَسوعَ المَسيحِ. قَبلَ كُلّ شيءٍ أشكُرُ إلهي بـيَسوعَ المَسيحِ لأجلِكُم جميعًا، لأنّ إيمانَكُم ذاعَ خبَرُهُ في العالَمِ كُلّهِ. واللهُ الذي أخدُمُهُ بِرُوحي فأُبلّغُ البِشارَةَ باَبنِهِ يَشهَدُ لي أنّي أذكُرُكُم كُلّ حينٍ. وأسألُ اللهَ في صَلواتي أنْ يتَيسّرَ لي، بِمشيئتِهِ، أنْ أجيءَ إلَيكم. فأنا مُشتاقٌ أنْ أراكُم لأُشارِكَكُم في هِبَةٍ روحِيّةٍ تُقوّيكُم، بَلْ ليُشجّعَ بَعضُنا بَعضًا، وأنا عِندَكُم، بالإيمانِ المُشتَرَكِ بَيني وبَينَكُم. ولا أُخفي علَيكُم، أيّها الإخوةُ، أنّي عَزمْتُ مرّاتٍ عَديدَةً أنْ أجيءَ إلَيكُم ليُثمِرَ عَمَلي عِندَكُم كما أثمَرَ عِندَ سائِرِ الأُممِ، فكانَ ما يَمنعُني حتى الآنَ. فعَليّ دَينٌ لِجميعِ النّاسِ، مِنْ يونانيّينَ وغَيرِ يونانيّينَ، ومِنْ حُكماءَ وجُهّالٍ. ولِهذا أرغَبُ أنْ أُبشّرَكُم أيضًا، أنتُمُ الذينَ في رومَةَ. وأنا لا أستَحي بِإنجيلِ المَسيحِ، فهو قُدرَةُ اللهِ لِخلاصِ كُلّ مَنْ آمَنَ، لِليَهوديّ أوّلاً ثُمّ لِليونانيّ، لأنّ فيه أعلَنَ اللهُ كيفَ يُبرّرُ الإنسانُ: من إيمان إلى إيمان، كما جاءَ في الآيةِ: «البارّ بِالإيمانِ يَحيا». فغَضَبُ اللهِ مُعلَنٌ مِنَ السّماءِ على كُفرِ البَشَرِ وشَرّهِم، يَحجُبونَ الحقّ بِمَفاسِدِهِم، لأنّ ما يَقدِرُ البَشَرُ أنْ يَعرِفوهُ عَنِ اللهِ جَعلَهُ اللهُ واضِحًا جَلِـيّا لهُم. فمُنذُ خلَقَ اللهُ العالَمَ، وصِفاتُ اللهِ الخَفِـيّةُ، أي قُدرَتُهُ الأزلِـيّةُ وأُلوهِيّتُهُ، واضِحَةٌ جَلِـيّةٌ تُدرِكُها العُقولُ في مَخلوقاتِهِ. فلا عُذرَ لهُم، إذًا. عَرَفوا اللهَ، فما مَجّدوهُ ولا شكَروهُ كإِلهٍ، بَلْ زاغَت عُقولُهُم ومَلأ الظّلامُ قُلوبَهُم الغَبـيّةَ. زَعَموا أنّهُم حُكماءُ، فصاروا حَمقى واَستَبْدَلوا بِمَجدِ اللهِ الخالِدِ صُوَرًا على شاكِلَةِ الإنسانِ الفاني والطّيورِ والدّوابِ والزّحّافاتِ. لذلِكَ أسلَمَهُمُ اللهُ بِشَهَواتِ قُلوبِهِم إلى الفُجورِ يُهينونَ بِه أجسادَهُم. اَتّخَذوا الباطِلَ بَدَلاً مِنَ الحقّ الإلَهيّ وعَبَدوا المَخلوقَ وخَدَموهُ مِنْ دُونِ الخالِقِ، تَبارَكَ إلى الأبدِ آمين. ولِهذا أسلَمَهُمُ اللهُ إلى الشّهَواتِ الدّنيئَةِ، فاَستَبْدَلَتْ نِساؤُهُم بالوِصالِ الطَبـيعيّ الوِصالَ غَيرَ الطّبـيعيّ، وكذلِكَ ترَكَ الرّجالُ الوِصالَ الطّبـيعيّ لِلنساءِ والتَهَبَ بَعضُهُم شَهوَةً لِبَعضٍ. وفعَلَ الرّجالُ الفَحْشاءَ بِالرّجالِ ونالوا في أنفُسِهِمِ الجَزاءَ العادِلَ لِضَلالِهِم. ولأنّهُم رَفَضوا أنْ يَحتَفِظوا بِمَعرِفَةِ اللهِ، أسلَمَهُمُ اللهُ إلى فسادِ عُقولِهِم يَقودُهُم إلى كُلّ عَمَلٍ شائِنٍ. واَمتَلأوا بأنواعِ الإثمِ والشّرّ والطَمَعِ والفَسادِ، فَفاضَت نُفوسُهُم حَسَدًا وقَتْلاً وخِصامًا ومَكْرًا وفَسادًا. هُمْ ثَرثارونَ نَمّامونَ، أعداءُ اللهِ، شَتّامونَ مُتَكبّرونَ مُتَعَجْرِفونَ، يَخلُقونَ الشّرّ ويتَنكّرونَ لِوالِديهِم. هُم بِلا فَهمٍ ولا وَفاءٍ ولا حَنانٍ ولا رَحمَةٍ، ومعَ أنّهُم يَعرِفونَ أنّ اللهَ حكَمَ بالموتِ على مَنْ يَعمَلُ مِثلَ هذِهِ الأعمالِ، فَهُم لا يَمتَنِعونَ عَنْ عَمَلِها، بَلْ يَرضَونَ عَنِ الذينَ يَعمَلونَها.

روما 1:1-32 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)

مِنْ بولُسَ عَبدِ المَسيحِ يَسوعَ، دَعاهُ اللهُ ليكونَ رَسولاً، واَختارَهُ ليُعلِنَ بِشارَتَهُ التي سبَقَ أنْ وعَدَ بِها على ألسِنَةِ أنبـيائِهِ في الكُتُبِ المُقَدّسَةِ، في شأْنِ اَبنِهِ الذي في الجسَدِ جاءَ مِنْ نَسلِ داودَ، وفي الرّوحِ القُدُسِ ثبَتَ أنّهُ اَبنُ اللهِ في القُدرَةِ بِقيامَتِهِ مِنْ بَينِ الأمواتِ، رَبّنا يَسوعُ المَسيحُ، الذي بِه نِلتُ النّعمةَ لأكونَ رَسولاً مِنْ أجلِ اَسمِهِ، فأدعو جميعَ الأُمَمِ إلى الإيمانِ والطّاعَةِ، وأنتُم أيضًا مِنهُم، دَعاكُمُ اللهُ لِتَكونوا ليَسوعَ المَسيحِ، إلى جميعِ أحبّاءِ اللهِ في رومَةَ، المَدعُوّينَ ليكونوا قِدّيسينَ: علَيكُم النّعمةُ والسّلامُ مِنَ اللهِ أبـينا ومِنْ رَبّنا يَسوعَ المَسيحِ. قَبلَ كُلّ شيءٍ أشكُرُ إلهي بـيَسوعَ المَسيحِ لأجلِكُم جميعًا، لأنّ إيمانَكُم ذاعَ خبَرُهُ في العالَمِ كُلّهِ. واللهُ الذي أخدُمُهُ بِرُوحي فأُبلّغُ البِشارَةَ باَبنِهِ يَشهَدُ لي أنّي أذكُرُكُم كُلّ حينٍ. وأسألُ اللهَ في صَلواتي أنْ يتَيسّرَ لي، بِمشيئتِهِ، أنْ أجيءَ إلَيكم. فأنا مُشتاقٌ أنْ أراكُم لأُشارِكَكُم في هِبَةٍ روحِيّةٍ تُقوّيكُم، بَلْ ليُشجّعَ بَعضُنا بَعضًا، وأنا عِندَكُم، بالإيمانِ المُشتَرَكِ بَيني وبَينَكُم. ولا أُخفي علَيكُم، أيّها الإخوةُ، أنّي عَزمْتُ مرّاتٍ عَديدَةً أنْ أجيءَ إلَيكُم ليُثمِرَ عَمَلي عِندَكُم كما أثمَرَ عِندَ سائِرِ الأُممِ، فكانَ ما يَمنعُني حتى الآنَ. فعَليّ دَينٌ لِجميعِ النّاسِ، مِنْ يونانيّينَ وغَيرِ يونانيّينَ، ومِنْ حُكماءَ وجُهّالٍ. ولِهذا أرغَبُ أنْ أُبشّرَكُم أيضًا، أنتُمُ الذينَ في رومَةَ. وأنا لا أستَحي بِإنجيلِ المَسيحِ، فهو قُدرَةُ اللهِ لِخلاصِ كُلّ مَنْ آمَنَ، لِليَهوديّ أوّلاً ثُمّ لِليونانيّ، لأنّ فيه أعلَنَ اللهُ كيفَ يُبرّرُ الإنسانُ: من إيمان إلى إيمان، كما جاءَ في الآيةِ: «البارّ بِالإيمانِ يَحيا». فغَضَبُ اللهِ مُعلَنٌ مِنَ السّماءِ على كُفرِ البَشَرِ وشَرّهِم، يَحجُبونَ الحقّ بِمَفاسِدِهِم، لأنّ ما يَقدِرُ البَشَرُ أنْ يَعرِفوهُ عَنِ اللهِ جَعلَهُ اللهُ واضِحًا جَلِـيّا لهُم. فمُنذُ خلَقَ اللهُ العالَمَ، وصِفاتُ اللهِ الخَفِـيّةُ، أي قُدرَتُهُ الأزلِـيّةُ وأُلوهِيّتُهُ، واضِحَةٌ جَلِـيّةٌ تُدرِكُها العُقولُ في مَخلوقاتِهِ. فلا عُذرَ لهُم، إذًا. عَرَفوا اللهَ، فما مَجّدوهُ ولا شكَروهُ كإِلهٍ، بَلْ زاغَت عُقولُهُم ومَلأ الظّلامُ قُلوبَهُم الغَبـيّةَ. زَعَموا أنّهُم حُكماءُ، فصاروا حَمقى واَستَبْدَلوا بِمَجدِ اللهِ الخالِدِ صُوَرًا على شاكِلَةِ الإنسانِ الفاني والطّيورِ والدّوابِ والزّحّافاتِ. لذلِكَ أسلَمَهُمُ اللهُ بِشَهَواتِ قُلوبِهِم إلى الفُجورِ يُهينونَ بِه أجسادَهُم. اَتّخَذوا الباطِلَ بَدَلاً مِنَ الحقّ الإلَهيّ وعَبَدوا المَخلوقَ وخَدَموهُ مِنْ دُونِ الخالِقِ، تَبارَكَ إلى الأبدِ آمين. ولِهذا أسلَمَهُمُ اللهُ إلى الشّهَواتِ الدّنيئَةِ، فاَستَبْدَلَتْ نِساؤُهُم بالوِصالِ الطَبـيعيّ الوِصالَ غَيرَ الطّبـيعيّ، وكذلِكَ ترَكَ الرّجالُ الوِصالَ الطّبـيعيّ لِلنساءِ والتَهَبَ بَعضُهُم شَهوَةً لِبَعضٍ. وفعَلَ الرّجالُ الفَحْشاءَ بِالرّجالِ ونالوا في أنفُسِهِمِ الجَزاءَ العادِلَ لِضَلالِهِم. ولأنّهُم رَفَضوا أنْ يَحتَفِظوا بِمَعرِفَةِ اللهِ، أسلَمَهُمُ اللهُ إلى فسادِ عُقولِهِم يَقودُهُم إلى كُلّ عَمَلٍ شائِنٍ. واَمتَلأوا بأنواعِ الإثمِ والشّرّ والطَمَعِ والفَسادِ، فَفاضَت نُفوسُهُم حَسَدًا وقَتْلاً وخِصامًا ومَكْرًا وفَسادًا. هُمْ ثَرثارونَ نَمّامونَ، أعداءُ اللهِ، شَتّامونَ مُتَكبّرونَ مُتَعَجْرِفونَ، يَخلُقونَ الشّرّ ويتَنكّرونَ لِوالِديهِم. هُم بِلا فَهمٍ ولا وَفاءٍ ولا حَنانٍ ولا رَحمَةٍ، ومعَ أنّهُم يَعرِفونَ أنّ اللهَ حكَمَ بالموتِ على مَنْ يَعمَلُ مِثلَ هذِهِ الأعمالِ، فَهُم لا يَمتَنِعونَ عَنْ عَمَلِها، بَلْ يَرضَونَ عَنِ الذينَ يَعمَلونَها.

روما 1:1-32 الكِتاب المُقَدَّس: التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُبَسَّطَةُ (ت ع م)

مِنْ بُولُسَ عَبْدِ المَسِيحِ يَسُوعَ، المَدْعُوِّ لأكُونَ رَسُولًا، وَلأُنَادِيَ بِبِشَارَةِ اللهِ الَّتِي سَبَقَ أنْ وَعَدَنَا اللهُ بِهَا مِنْ خِلَالِ الأنْبِيَاءِ فِي الكُتُبِ المُقَدَّسَةِ. وَهِيَ البِشَارَةُ المُختَصَّةُ بِابنِهِ الَّذِي يَعُودُ نَسَبُهُ مِنْ حَيْثُ بَشَرِيَّتِهِ إلَى دَاوُدَ. وَبِالرُّوحِ القُدُسِ، أُقِيمَ مِنَ المَوْتِ، فَتَبَرهَنَ بِقُوَّةٍ أنَّهُ هُوَ ابْنُ اللهِ، الَّذِي فِيهِ نِلتُ أنَا نِعْمَةَ أنْ أكُونَ رَسولًا لِغَيرِ اليَهُودِ، لِكَي يَأتُوا إلَى طَاعَةِ اللهِ بِالإيمَانِ، مِنْ أجْلِ اسْمِهِ. وَأنْتُمْ أيْضًا مَدعُوُّونَ مِنَ اللهِ لِلَانتِمَاءِ إلَى يَسُوعَ المَسِيحِ. إلَيكُمْ جَمِيعًا، أنْتُمِ المَوجُودِينَ فِي رُومَا. أنْتُمْ مَحبُوبُونَ مِنَ اللهِ الَّذِي دَعَاكُمْ لِتَكُونُوا مُقَدَّسِينَ لَهُ. لِتَكُنْ لَكُمْ نِعْمَةٌ وَسَلَامٌ مِنَ اللهِ أبِينَا، وَمِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ. أوَّلًا أنَا أشكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ المَسِيحِ مِنْ أجْلِكُمْ جَمِيعًا، لِأنَّ إيمَانَكُمْ هُوَ حَدِيثُ العَالَمِ كُلِّهِ. وَيَشْهَدُ اللهُ الَّذِي أخدِمُهُ بِكُلِّ قَلْبِي وَأُنَادِي بِبِشَارَةِ ابنِهِ، أنِّي أذكُرُكُمْ فِي صَلَوَاتِي دَائِمًا. وَأنَا أُصَلِّي إلَى اللهِ دَائِمًا أنْ يُتِيحَ لِي فُرصَةَ زِيَارَتِكُمْ، إنْ كَانَتْ تِلْكَ مَشِيئَتُهُ. فَأنَا فِي أشَدِّ الشَّوقِ إلَى رُؤيَتِكُمْ، لِكَي أُشَارِكَكُمْ فِي عَطِيَّةٍ رُوحِيَّةٍ، فَتَتَقَوَّوْا، وَنَتَشَجَّعَ مَعًا، حِينَ أكُونُ بَيْنَكُمْ، بِالإيمَانِ الَّذِي فِينَا. فَأتَشَجَّعَ بِإيمَانِكُمْ وَتَتَشَجَّعُوا بِإيمَانِي. أيُّهَا الإخْوَةُ، أُرِيدُكُمْ أنْ تَعْرِفُوا أنَّنِي كَثِيرًا مَا نَوَيتُ أنْ أزُورَكُمْ، كَمَا فِي بَقِيَّةِ الأُمَمِ غَيْرِ اليَهُودِيةِ، لَكِنِّي أُعِقْتُ حَتَّى الآنَ. أنَا مَدِينٌ لِليُونَانِيِّينَ وَغَيرِ اليُونَانِيِّينَ، لَلمُتَعَلِّمِينَ وَلِغَيرِ المُتَعَلِّمِينَ. لِهَذَا أنَا مُسْتَعِدٌّ أنْ أُعْلِنَ لَكُمْ أنْتُمِ المَوجُودِينَ فِي رُومَا هَذِهِ البِشَارَةَ. فَأنَا لَا أخجَلُ مِنَ البِشَارَةِ بِالمَسِيحِ، فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ لِخَلَاصِ كُلِّ مَنْ يُؤمِنُ. أوَّلًا لِليَهُودِ، وَالْآنَ لِغَيرِ اليَهُودِ أيْضًا. فَفِي البِشَارَةِ، يُعلَنُ أنَّ اللهَ يُبَرِّرُ بِالإيمَانِ مِنَ البِدَايَةِ إلَى النِّهَايَةِ. فَكَمَا يَقُولُ الكِتَابُ: «البَارُّ بِالإيمَانِ يَحيَا.» إنَّ غَضَبَ اللهِ مُعلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى كُلِّ شَرِّ وَإثْمِ النَّاسِ الَّذِينَ يُخْفُونَ الحَقَّ بِإثمِهِمْ. هَذَا لِأنَّ المَعْرِفَةَ عَنِ اللهِ وَاضِحَةٌ لَهُمْ، لِأنَّ اللهَ جَعَلَهَا وَاضِحَةً لَهُمْ. فَمُنذُ أنْ خُلِقَ العَالَمُ، يَسْتَطِيعُ الإنْسَانُ أنْ يَفْهَمَ وَأنْ يُدرِكَ صِفَاتِ اللهِ غَيْرَ المَرئِيَّةِ، كَقُوَّتِهِ السَّرمَدِيَّةِ وَأُلُوهِيَّتِهِ، لِأنَّ إدرَاكَهَا مُمْكِنٌ مِنْ خِلَالِ الأشْيَاءِ الَّتِي خَلَقَهَا. وَلِهَذَا فَإنَّ النَّاسَ بِلَا عُذرٍ. فَقَدْ عَرَفُوا اللهُ، لَكِنَّهُمْ لَمْ يُعطُوهُ مَا يَلِيقُ بِهِ مِنْ إكرَامٍ أوْ يَشْكُرُوهُ، بَلْ أظلَمَتْ أفكَارُهُمُ الغَبِيَّةُ. ادَّعَوْا الحِكْمَةَ، إلَّا أنَّهُمْ صَارُوا أغبِيَاءَ. وَاستَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لَا يَفْنَى، بِصُوَرٍ تُشبِهُ الإنْسَانَ وَالطُّيُورَ وَالدَّوَابَ وَالزَّوَاحِفَ الفَانِيةَ. كَانَتْ شَهَوَاتُ قُلُوبِهِمْ شِرِّيرَةً، فَتَرَكَهُمُ اللهُ يُمَارِسُونَ النَّجَاسَةَ الجِنسِيَّةَ، وَسَمَحَ لَهُمْ بِأنْ يُدَنِّسُوا أجسَادَهُمْ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ. استَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالكَذِبِ، وَأكرَمُوا المَخْلُوقَ وَعَبَدُوه دُونَ الخَالِقِ الَّذِي يَسْتَحِقُّ التَّسبِيحَ وَالكَرَامَةَ إلَى الأبَدِ. لِهَذَا تَرَكَهُمُ اللهُ لِرَغَبَاتِهِمُ المُخزِيَةَ. فَاسْتَبْدَلَتْ نِسَاؤهُمُ العَلَاقَاتِ الطَّبِيعِيَّةَ بِعَلَاقَاتٍ مُخَالِفَةٍ للطَّبِيعَةِ. وَكَذَلِكَ تَرَكَ الرِّجَالُ العَلَاقَاتِ الطَّبِيعِيَّةَ مَعَ النِّسَاءِ، وَالتَهَبُوا شَهوَةً بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ. فَصَارَ الذُّكُورُ يُمَارِسُونَ أُمُورًا فَاحِشَةً مَعَ الذُّكُورِ، وَحَمَلُوا فِي أنْفُسِهِمُ العِقَابَ الَّذِي استَحَقُّوهُ عَلَى انحِرَافِهِمْ. وَبِمَا أنَّهُمْ رَفَضُوا الاعْتِرَافَ بِاللهِ، فَقَدْ تَرَكَهُمُ اللهُ لِعُقُولِهِمُ الفَاسِدَةِ. وَسَمَحَ لَهُمْ بِأنْ يَفْعَلُوا مَا لَا يَلِيقُ. إنَّهُمْ مُمتَلِئُونَ مِنْ كُلِّ إثمٍ وَشَرٍّ وَأنَانِيَّةٍ وَخُبْثٍ. وَهُمْ مُمتَلِئُونَ حَسَدًا وَقَتلًا وَخِصَامًا وَخِدَاعًا وَحِقدًا. مُحِبُّونَ لِلنَّمِيمَةِ، مُفتَرُونَ عَلَى الآخَرِينَ، كَارِهُونَ للهِ، وَقِحُونَ، مَغرُورُونَ، مُتَبَاهُونَ، مُختَرِعُونَ شُرُورًا، لَا يُطِيعُونَ وَالِدِيهِمْ، حَمقَى، لَا يَحْفَظُونَ وُعُودَهُمْ، خَالُونَ مِنَ الحَنَانِ وَالرَّحمَةِ، يَعْرِفُونَ حُكمَ اللهِ العَادِلِ عَلَى الَّذِينَ يُمَارِسُونَ مِثْلَ هَذِهِ الأُمُورِ، وَهُوَ أنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ لِلمَوْتِ! وَمَعَ ذَلِكَ فَهُمْ لَا يَكْتَفُونَ بِمُمَارَسَتِهَا، بَلْ يُعلِنُونَ أيْضًا استِحسَانَهُمْ لِلَّذِينَ يُمَارِسُونَهَا!

روما 1:1-32 كتاب الحياة (KEH)

مِنْ بُولُسَ عَبْدِ يَسُوعَ المَسِيحِ، الرَّسُولِ الْمَدْعُوِّ وَالْمُفْرَزِ لإِنْجِيلِ اللهِ، هَذَا الإِنْجِيلِ الَّذِي وَعَدَ اللهُ بِهِ مِنْ قَبْلُ عَلَى أَلْسِنَةِ أَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ، وَهُوَ يَخْتَصُّ بِابْنِهِ الَّذِي جَاءَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنَ النَّاحِيَةِ الْبَشَرِيَّةِ؛ وَمِنْ نَاحِيَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، تَبَيَّنَ بِقُوَّةٍ أَنَّهُ ابْنُ اللهِ بِالْقِيَامَةِ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ. إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ رَبُّنَا الَّذِي بِهِ وَلأَجْلِ اسْمِهِ نِلْنَا نِعْمَةً وَرِسَالَةً لإِطَاعَةِ الإِيمَانِ بَيْنَ جَمِيعِ الأُمَمِ، وَمِنْ بَيْنِهِمْ أَنْتُمْ أَيْضاً مَدْعُوُّو يَسُوعَ الْمَسِيحِ. إِلَى جَمِيعِ مَنْ هُمْ فِي رُومَا مِنْ أَحِبَّاءِ اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَدْعُوِّينَ. لِتَكُنْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلامُ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ! أَوَّلاً، أَشْكُرُ إِلهِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنْ أَجْلِكُمْ جَمِيعاً، لأَنَّ إِيمَانَكُمْ يُذَاعُ خَبَرُهُ فِي الْعَالَمِ كُلِّهِ. فَإِنَّ اللهَ الَّذِي أَخْدِمُهُ بِرُوحِي فِي التَّبْشِيرِ بِإِنْجِيلِ ابْنِهِ، هُوَ شَاهِدٌ لِي كَيْفَ لَا أَتَوَقَّفُ عَنْ ذِكْرِكُمْ فِي صَلَوَاتِي، مُتَوَسِّلاً دَائِماً عَسَى الآنَ أَنْ يَتَيَسَّرَ لِي مَرَّةً بِمَشِيئَةِ اللهِ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ. فَإِنِّي أَشْتَاقُ أَنْ أَرَاكُمْ لأَحْمِلَ إِلَيْكُمْ بَرَكَةً رُوحِيَّةً لِتَثْبِيتِكُمْ، لِيُشَجِّعَ بَعْضُنَا بَعْضَاً بِالإِيمَانِ الْمُشْتَرَكِ، إِيمَانِكُمْ وَإِيمَانِي. ثُمَّ لَا أُرِيدُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَّنِي كَثِيراً مَا قَصَدْتُ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ، لِيَكُونَ لِي ثَمَرٌ مِنْ بَيْنِكُمْ أَيْضاً كَمَا لِي مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ الأُخْرَى، إِلّا أَنَّنِي كُنْتُ أُعَاقُ حَتَّى الآنَ فَإِنَّ عَلَيَّ دَيْناً لِلْيُونَانِيِّينَ وَالْبَرَابِرَةِ، لِلمُتَعَلِّمِينَ وَالْجُهَّالِ. وَلِذلِكَ، فَبِكُلِّ مَا لَدَيَّ، أَنَا فِي غَايَةِ الشَّوْقِ أَنْ أُبَشِّرَ بِالإِنْجِيلِ أَيْضاً بَيْنَكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ فِي رُومَا. فَأَنَا لَا أَسْتَحِي بِالإِنْجِيلِ، لأَنَّهُ قُدْرَةُ اللهِ لِلْخَلاصِ، لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ، لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ. فَفِيهِ قَدْ أُعْلِنَ الْبِرُّ الَّذِي يَمْنَحُهُ اللهُ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ وَالَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الإِيمَانِ، عَلَى حَدِّ مَا قَدْ كُتِبَ: «أَمَّا مَنْ تَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ، فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا». فَإِنَّهُ قَدْ أُعْلِنَ غَضَبُ اللهِ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ مَا يَفْعَلُهُ النَّاسُ مِنْ عِصْيَانٍ وَإِثْمٍ الَّذِينَ يَحْجُبُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ. ذَلِكَ لأَنَّ مَا يُعْرَفُ عَنِ اللهِ وَاضِحٌ بَيْنَهُمْ، إِذْ بَيَّنَهُ اللهُ لَهُمْ. فَإِنَّ مَا لَا يُرَى مِنْ أُمُورِ اللهِ، أَيْ قُدْرَتَهُ الأَزَلِيَّةَ وَأُلُوهَتَهُ، ظَاهِرٌ لِلْعِيَانِ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ، إِذْ تُدْرِكُهُ الْعُقُولُ مِنْ خِلالِ الْمَخْلُوقَاتِ. حَتَّى إِنَّ النَّاسَ بَاتُوا بِلا عُذْرٍ. فَمَعَ أَنَّهُمْ عَرَفُوا اللهَ، لَمْ يُمَجِّدُوهُ بِاعْتِبَارِهِ اللهَ، وَلا شَكَرُوهُ، بَلِ انْصَرَفُوا بِتَفْكِيرِهِمْ إِلَى الْحَمَاقَةِ وَصَارَ قَلْبُهُمْ لِغَبَاوَتِهِ مُظْلِماً. وَفِيمَا يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ، صَارُوا جُهَّالاً، وَاسْتَبْدَلُوا بِمَجْدِ اللهِ الْخَالِدِ تَمَاثِيلَ لِصُوَرِ الإِنْسَانِ الْفَانِي وَالطُّيُورِ وَذَوَاتِ الأَرْبَعِ وَالزَّوَاحِفِ. لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ، فِي شَهْوَاتِ قُلُوبِهِمْ، إِلَى النَّجَاسَةِ، لِيُهِينُوا أَجْسَادَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ. إِذْ قَدِ اسْتَبْدَلُوا بِحَقِّ اللهِ مَا هُوَ بَاطِلٌ، فَاتَّقَوْا الْمَخْلُوقَ وَعَبَدُوهُ بَدَلَ الْخَالِقِ، الْمُبَارَكِ إِلَى الأَبَدِ. آمِين! لِهَذَا السَّبَبِ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى الشَّهَوَاتِ الْمُخْزِيَةِ. فَإِنَّ إِنَاثَهُمْ تَحَوَّلْنَ عَنِ اسْتِعْمَالِ أَجْسَادِهِنَّ بِالطَّرِيقَةِ الطَّبِيعِيَّةِ إِلَى اسْتِعْمَالِهَا بِطَرِيقَةٍ مُخَالِفَةٍ لِلطَّبِيعَةِ. وَكَذلِكَ تَحَوَّلَ الذُّكُورُ أَيْضاً عَنِ اسْتِعْمَالِ الأُنْثَى بِالطَّرِيقَةِ الطَّبِيعِيَّةِ، وَالْتَهَبُوا شَهْوَةً بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، مُرْتَكِبِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُوراً بِذُكُورٍ، فَاسْتَحَقُّوا أَنْ يَنَالُوا فِي أَنْفُسِهِمِ الْجَزَاءَ الْعَادِلَ عَلَى ضَلالِهِمْ. وَبِمَا أَنَّهُمْ لَمْ يَتَخَيَّرُوا إِبْقَاءَ اللهِ ضِمْنَ مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ عَاطِلٍ عَنِ التَّمْيِيزِ دَفَعَهُمْ إِلَى مُمَارَسَةِ الأُمُورِ غَيْرِ اللّائِقَةِ. إِذْ قَدِ امْتَلأُوا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَشَرٍّ وَجَشَعٍ وَخُبْثٍ، وَشُحِنُوا حَسَداً وَقَتْلاً وَخِصَاماً وَمَكْراً وَسُوءاً. وَهُمْ ثَرْثَارُونَ، مُغْتَابُونَ، كَارِهُونَ لِلهِ، شَتَّامُونَ، مُتَكَبِّرُونَ، مُتَفَاخِرُونَ، مُخْتَرِعُونَ لِلشُّرُورِ، غَيْرُ طَائِعِينَ لِلْوَالِدَيْنِ. لَا فَهْمَ عِنْدَهُمْ، وَلا أَمَانَةَ، وَلا حَنَانَ، وَلا رَحْمَةَ. إِنَّهُمْ يَعْلَمُونَ حُكْمَ اللهِ الْعَادِلِ: أَنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ هَذِهِ الأُمُورَ يَسْتَوْجِبُونَ الْمَوْتَ؛ وَمَعَ ذَلِكَ، لَا يُمَارِسُونَهَا وَحَسْبُ، بَلْ يُسَرُّونَ بِفَاعِلِيهَا.

روما 1:1-32 الكتاب المقدس (AVD)

بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلْمَدْعُوُّ رَسُولًا، ٱلْمُفْرَزُ لِإِنْجِيلِ ٱللهِ، ٱلَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي ٱلْكُتُبِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، عَنِ ٱبْنِهِ. ٱلَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ ٱلْجَسَدِ، وَتَعَيَّنَ ٱبْنَ ٱللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ ٱلْقَدَاسَةِ، بِٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ: يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَبِّنَا. ٱلَّذِي بِهِ، لِأَجْلِ ٱسْمِهِ، قَبِلْنَا نِعْمَةً وَرِسَالَةً، لِإِطَاعَةِ ٱلْإِيمَانِ فِي جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ، ٱلَّذِينَ بَيْنَهُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا مَدْعُوُّو يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. إِلَى جَمِيعِ ٱلْمَوْجُودِينَ فِي رُومِيَةَ، أَحِبَّاءَ ٱللهِ، مَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلَامٌ مِنَ ٱللهِ أَبِينَا وَٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. أَوَّلًا، أَشْكُرُ إِلَهِي بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، أَنَّ إِيمَانَكُمْ يُنَادَى بِهِ فِي كُلِّ ٱلْعَالَمِ. فَإِنَّ ٱللهَ ٱلَّذِي أَعْبُدُهُ بِرُوحِي، فِي إِنْجِيلِ ٱبْنِهِ، شَاهِدٌ لِي كَيْفَ بِلَا ٱنْقِطَاعٍ أَذْكُرُكُمْ، مُتَضَرِّعًا دَائِمًا فِي صَلَوَاتِي عَسَى ٱلْآنَ أَنْ يَتَيَسَّرَ لِي مَرَّةً بِمَشِيئَةِ ٱللهِ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ. لِأَنِّي مُشْتَاقٌ أَنْ أَرَاكُمْ، لِكَيْ أَمْنَحَكُمْ هِبَةً رُوحِيَّةً لِثَبَاتِكُمْ، أَيْ لِنَتَعَزَّى بَيْنَكُمْ بِٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي فِينَا جَمِيعًا، إِيمَانِكُمْ وَإِيمَانِي. ثُمَّ لَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ أَنَّنِي مِرَارًا كَثِيرَةً قَصَدْتُ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ، وَمُنِعْتُ حَتَّى ٱلْآنَ، لِيَكُونَ لِي ثَمَرٌ فِيكُمْ أَيْضًا كَمَا فِي سَائِرِ ٱلْأُمَمِ. إِنِّي مَدْيُونٌ لِلْيُونَانِيِّينَ وَٱلْبَرَابِرَةِ، لِلْحُكَمَاءِ وَٱلْجُهَلَاءِ. فَهَكَذَا مَا هُوَ لِي مُسْتَعَدٌّ لِتَبْشِيرِكُمْ أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ فِي رُومِيَةَ أَيْضًا، لِأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ ٱلْمَسِيحِ، لِأَنَّهُ قُوَّةُ ٱللهِ لِلْخَلَاصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلًا ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ. لِأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ ٱللهِ بِإِيمَانٍ، لِإِيمَانٍ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَمَّا ٱلْبَارُّ فَبِٱلْإِيمَانِ يَحْيَا». لِأَنَّ غَضَبَ ٱللهِ مُعْلَنٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ ٱلنَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، ٱلَّذِينَ يَحْجِزُونَ ٱلْحَقَّ بِٱلْإِثْمِ. إِذْ مَعْرِفَةُ ٱللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ، لِأَنَّ ٱللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ، لِأَنَّ أُمُورَهُ غَيْرَ ٱلْمَنْظُورَةِ تُرىَ مُنْذُ خَلْقِ ٱلْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِٱلْمَصْنُوعَاتِ، قُدْرَتَهُ ٱلسَّرْمَدِيَّةَ وَلَاهُوتَهُ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِلَا عُذْرٍ. لِأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا ٱللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ، بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ ٱلْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلَاءَ، وَأَبْدَلُوا مَجْدَ ٱللهِ ٱلَّذِي لَا يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي يَفْنَى، وَٱلطُّيُورِ، وَٱلدَّوَابِّ، وَٱلزَّحَّافَاتِ. لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ ٱللهُ أَيْضًا فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى ٱلنَّجَاسَةِ، لِإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ. ٱلَّذِينَ ٱسْتَبْدَلُوا حَقَّ ٱللهِ بِٱلْكَذِبِ، وَٱتَّقَوْا وَعَبَدُوا ٱلْمَخْلُوقَ دُونَ ٱلْخَالِقِ، ٱلَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ. آمِينَ. لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ ٱللهُ إِلَى أَهْوَاءِ ٱلْهَوَانِ، لِأَنَّ إِنَاثَهُمُ ٱسْتَبْدَلْنَ ٱلٱسْتِعْمَالَ ٱلطَّبِيعِيَّ بِٱلَّذِي عَلَى خِلَافِ ٱلطَّبِيعَةِ، وَكَذَلِكَ ٱلذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ ٱسْتِعْمَالَ ٱلْأُنْثَى ٱلطَّبِيعِيَّ، ٱشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ ٱلْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلَالِهِمِ ٱلْمُحِقَّ. وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا ٱللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ ٱللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لَا يَلِيقُ. مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِنًا وَشَرٍّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ، مَشْحُونِينَ حَسَدًا وَقَتْلًا وَخِصَامًا وَمَكْرًا وَسُوءًا، نَمَّامِينَ مُفْتَرِينَ، مُبْغِضِينَ لِلهِ، ثَالِبِينَ مُتَعَظِّمِينَ مُدَّعِينَ، مُبْتَدِعِينَ شُرُورًا، غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْوَالِدَيْنِ، بِلَا فَهْمٍ وَلَا عَهْدٍ وَلَا حُنُوٍّ وَلَا رِضًى وَلَا رَحْمَةٍ. ٱلَّذِينَ إِذْ عَرَفُوا حُكْمَ ٱللهِ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ يَسْتَوْجِبُونَ ٱلْمَوْتَ، لَا يَفْعَلُونَهَا فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا يُسَرُّونَ بِٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ.

روما 1:1-32 الكتاب الشريف (SAB)

مِنْ: بُولُسَ عَبْدِ الْمَسِيحِ عِيسَى. إِنَّ اللهَ دَعَانِي لِأَكُونَ رَسُولًا، وَاخْتَارَنِي لِأُنَادِيَ بِالْبُشْرَى. هَذِهِ هِيَ الْبُشْرَى الَّتِي وَعَدَ بِهَا مِنْ قَبْلُ بِوَاسِطَةِ أَنْبِيَائِهِ، كَمَا وَرَدَ فِي الْكُتُبِ المُقَدَّسَةِ. وَهِيَ عَنِ ابْنِهِ عِيسَى الْمَسِيحِ مَوْلَانَا. فَهُوَ كَإِنْسَانٍ، وُلِدَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ، وَبِالرُّوحِ الْقُدُّوسِ، تَبَيَّنَ بِقِيَامَتِهِ مِنَ الْمَوْتِ أَنَّهُ ابْنُ اللهِ فِي قُوَّتِهِ. إِنَّهُ بِوَاسِطَةِ عِيسَى الْمَسِيحِ، وَمِنْ أَجْلِ اسْمِهِ، نِلْتُ نِعْمَةً لِأَكُونَ رَسُولًا لِأَدْعُوَ النَّاسَ مِنْ كُلِّ الشُّعُوبِ، إِلَى الطَّاعَةِ وَالْإِيمَانِ. وَأَنْتُمْ أَيْضًا مِنْ ضِمْنِهِمْ، لِأَنَّ اللهَ دَعَاكُمْ لِتَكُونُوا لِعِيسَى الْمَسِيحِ. إِلَى: كُلِّ الَّذِينَ فِي رُومَا، الَّذِينَ يُحِبُّكُمُ اللهُ وَدَعَاكُمْ لِتَكُونُوا شَعْبَهُ الْخَاصَّ. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَالنِّعْمَةُ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَعِيسَى الْمَسِيحِ مَوْلَانَا. أَوَّلُ كُلِّ شَيْءٍ، أَشْكُرُ إِلَهِي بِوَاسِطَةِ عِيسَى الْمَسِيحِ مِنْ أَجْلِكُمْ جَمِيعًا، لِأَنَّ الْعَالَمَ كُلَّهُ يَتَحَدَّثُ عَنْ إِيمَانِكُمْ. وَإِنَّ اللهَ الَّذِي أَعْبُدُهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِي، وَأُبَشِّرُ بِإِنْجِيلِ ابْنِهِ، يَشْهَدُ لِي أَنِّي أَذْكُرُكُمْ دَائِمًا فِي دُعَائِي، وَأَسْأَلُهُ أَنْ أَتَمَكَّنَ بِمَشِيئَةِ اللهِ مِنْ أَنْ أَحْضُرَ لِزِيَارَتِكُمْ فِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ. لِأَنِّي مُشْتَاقٌ جِدًّا أَنْ أَرَاكُمْ لِكَيْ أُعْطِيَكُمْ بَرَكَةً رُوحِيَّةً لِتَقْوِيَتِكُمْ. أَيْ أَنَّنَا نُشَجِّعُ بَعْضُنَا بَعْضًا وَأَنَا عِنْدَكُمْ، فَأَنَا أَتَشَجَّعُ بِإِيمَانِكُمْ، وَأَنْتُمْ بِإِيمَانِي. وَأُرِيدُكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا يَا إِخْوَتِي، أَنِّي قَصَدْتُ عِدَّةَ مَرَّاتٍ أَنْ أَزُورَكُمْ، وَلَكِنِّي مُنِعْتُ حَتَّى الْآنَ. إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تُثْمِرَ خِدْمَتِي عِنْدَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا، كَمَا أَثْمَرَتْ بَيْنَ الشُّعُوبِ الْأُخْرَى. لِأَنَّ عَلَيَّ وَاجِبًا نَحْوَ كُلِّ الشُّعُوبِ: الْمُتَحَضِّرَةِ وَغَيْرِ الْمُتَحَضِّرَةِ، الْمُثَقَّفَةِ وَغَيْرِ الْمُثَقَّفَةِ. هَذَا هُوَ السَّبَبُ أَنِّي أَرْغَبُ جِدًّا فِي أَنْ أُبَشِّرَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا الَّذِينَ فِي رُومَا. أَنَا أَفْتَخِرُ بِرِسَالَةِ الْإِنْجِيلِ، لِأَنَّهَا قُوَّةُ اللهِ لِإِنْقَاذِ كُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ، الْيَهُودِ أَوَّلًا، وَأَيْضًا غَيْرِ الْيَهُودِ. فَقَدْ أَعْلَنَ اللهُ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ كَيْفَ يَعْتَبِرُنَا صَالِحِينَ، وَذَلِكَ بِالْإِيمَانِ أَوَّلًا وَأَخِيرًا. كَمَا يَقُولُ الْكِتَابُ: ”الصَّالِحُ بِوَاسِطَةِ الْإِيمَانِ يَحْيَا.“ إِنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ مَا يَفْعَلُهُ النَّاسُ مِنْ شَرٍّ وَفَسَادٍ، الَّذِينَ بِفَسَادِهِمْ يَحْجُبُونَ الْحَقَّ. لِأَنَّ مَا يُمْكِنُ لِلْبَشَرِ أَنْ يَعْرِفُوهُ عَنِ اللهِ، هُوَ وَاضِحٌ لَهُمْ لِأَنَّ اللهَ أَوْضَحَهُ لَهُمْ. وَمُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِينَ، صِفَاتُهُ الَّتِي لَا تَرَاهَا الْعَيْنُ، مِثْلُ قُوَّتِهِ الْأَبَدِيَّةِ وَطَبِيعَتِهِ الْإِلَهِيَّةِ، وَاضِحَةٌ وَتُدْرِكُهَا الْعُقُولُ عَنْ طَرِيقِ مَخْلُوقَاتِهِ. إِذَنْ، هَؤُلَاءِ النَّاسُ هُمْ بِلَا عُذْرٍ. فَهُمْ عَرَفُوا اللهَ، لَكِنَّهُمْ لَمْ يُمَجِّدُوهُ كَإِلَهٍ وَلَمْ يَحْمَدُوهُ، بَلِ انْحَطَّ فِكْرُهُمْ، وَأَظْلَمَ عَقْلُهُمُ الْغَبِيُّ. يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ، وَهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ أَغْبِيَاءُ. وَبَدَلًا مِنْ جَلَالِ اللهِ الدَّائِمِ، يَعْبُدُونَ التَّمَاثِيلَ الْمَصْنُوعَةَ عَلَى شَكْلِ الْإِنْسَانِ الْفَانِي، وَالطُّيُورِ، وَالْحَيَوَانَاتِ، وَالزَّوَاحِفِ. لِذَلِكَ تَرَكَهُمُ اللهُ إِلَى شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ لِيَرْتَكِبُوا النَّجَاسَةَ، فَأَهَانُوا أَجْسَامَهُمْ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ. لِأَنَّهُمْ تَبِعُوا الْبَاطِلَ بَدَلًا مِنْ حَقِّ اللهِ، وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ بَدَلًا مِنَ الْخَالِقِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى الْأَبَدِ. آمِينَ. لِذَلِكَ تَرَكَهُمُ اللهُ إِلَى شَهَوَاتٍ فَاضِحَةٍ. فَإِنَّ نِسَاءَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الْعَلَاقَةَ الْجِنْسِيَّةَ الطَّبِيعِيَّةَ بِمُمَارَسَاتٍ غَيْرِ طَبِيعِيَّةٍ. وَكَذَلِكَ الرِّجَالُ، تَرَكُوا الْعَلَاقَةَ الْجِنْسِيَّةَ الطَّبِيعِيَّةَ مَعَ النِّسَاءِ، وَاحْتَرَقُوا بِالشَّهْوَةِ بَعْضُهُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، وَارْتَكَبُوا الْفَحْشَاءَ رِجَالًا مَعَ رِجَالٍ، وَبِذَلِكَ جَلَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمِ الْعِقَابَ الْعَادِلَ لِفِسْقِهِمْ. وَلِأَنَّهُمْ رَفَضُوا أَنْ يَعْرِفُوا اللهَ، تَرَكَهُمُ اللهُ إِلَى عُقُولِهِمِ الْفَاسِدَةِ، لِيَعْمَلُوا مَا لَا يَصِحُّ. فَأَصْبَحُوا مَمْلُوءِينَ بِكُلِّ أَنْوَاعِ الشَّرِّ وَالْإِثْمِ وَالطَّمَعِ وَالرَّذِيلَةِ. وَمَمْلُوءِينَ بِالْحَسَدِ وَالْقَتْلِ وَالنِّزَاعِ وَالْمَكْرِ وَالسُّوءِ، نَمَّامِينَ، مُفْتَرِينَ، يَكْرَهُونَ اللهَ، شَتَّامِينَ، مُتَكَبِّرِينَ، مُنْتَفِخِينَ، يَخْتَرِعُونَ الشَّرَّ، لَا يُطِيعُونَ الْوَالِدَيْنِ، بِلَا فَهْمٍ وَلَا شَرَفٍ وَلَا حَنَانٍ وَلَا رَحْمَةٍ. وَمَعَ أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ جَيِّدًا أَنَّ اللهَ حَكَمَ بِالْمَوْتِ عَلَى مَنْ يَعْمَلُ هَذِهِ الْأَعْمَالَ، فَهُمْ يَعْمَلُونَهَا وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ يَمْدَحُونَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَهَا.

روما 1:1-32 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)

مِن بولُسَ عَبْدِ المسيحِ يسوع دُعِيَ لِيَكونَ رَسولاً وأُفرِدَ لِيُعلِنَ بِشارةَ الله، تِلكَ البِشارةَ الَّتي سَبَقَ أَن وَعَدَ بِها على أَلسِنَةِ أَنبِيائِه في الكُتُبِ المُقَدَّسة، في شَأنِ ٱبنِه الَّذي وُلِدَ مِن نَسْلِ داوُد بِحَسَبِ الطَّبيعَةِ البَشَرِيَّة، وجُعِلَ ٱبنَ اللهِ في القُدرَة، بِحَسَبِ روحِ القَداسة، بِقِيامَتِه مِن بَينِ الأَموات، أَلا وهو يسوعُ المسيحُ رَبُّنا. بِه نِلْنا النِّعمَةَ بِأَن نَكونَ رَسولاً، فنَهدِيَ إِلى طاعَةِ الإِيمانِ جَميعَ الأُمَمِ الوَثَنِيَّة، إِكرامًا لِٱسمِه، وأَنتُم أَيضًا مِنها، أَنتُمُ الَّذينَ دَعاهُم يسوعُ المسيح. إِلى جَميعِ أَحِبَّاءِ اللهِ الَّذينَ في رُومة، إِلى المَدعُوِّينَ لِيَكونوا قِدِّيسين. علَيكُمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ اللهِ أَبِينا والرَّبِّ يسوعَ المسيح. أَبدَأُ بِشُكرِ إِلٰهي بِيَسوعَ المسيحِ في أَمرِكم أَجمَعين، لأَنَّ إِيمانَكُم يُعلَنُ في العالَمِ كُلِّه. فاللهُ الَّذي أَعبُدُ في رُوحي، مُبَشِّرًا بِٱبنِه، يَشهَدُ لي أَنِّي لا أَنفَكُّ أَذكُرُكُم وأَسأَلُ دائِمًا في صَلَواتي أَن يَتَيَسَّر لِي يَومًا ما الذَّهابُ إِلَيكم، إِن شاءَ الله. فإِنِّي مُشْتاقٌ إِلى رُؤيَتِكُم لأُفيدَكم بَعضَ المَواهِبِ الرُّوحِيَّةِ تأييدًا لَكم، بل لِنَتَشَدَّدَ معًا عِندَكُم بِالإِيمانِ المُشتَرَكِ بَينِي وبَينَكم. ولا أُريدُ أَن تَجهَلوا، أَيُّها الإِخوَة، أَنِّي كَثيرًا ما قَصَدتُ الذَّهابَ إِلَيكُم، فحِيلَ بَيني وبَينَهُ إِلى اليَوم، ومُرادي أَن أَجنِيَ بَعضَ الثِّمارِ عِندَكُم كما أَجنِيها عِندَ سائِرِ الأُمَمِ الوَثَنِيَّة. فعَلَيَّ حَقٌّ لِليونانِيِّينَ والبَرابِرة، لِلعُلَماءِ والجُهَّال. فمِن هُنا رَغبَتي في أَن أُبَشِّرَكُم أَيضًا أَنتُمُ الَّذينَ في رُومة. فإِنِّي لا أَستَحيِي بِالبِشارة، فهي قُدرَةُ اللهِ لِخَلاصِ كُلِّ مُؤمِن، لِليَهودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِليُونانِيّ، فإِنَّ فيها يَظهَرُ بِرُّ الله، بِالإِيمانِ ولِلإِيمان، كما وَرَدَ في الكِتاب: «إِنَّ البارَّ بِالإِيمانِ يَحْيا». فقَد ظَهَرَ غَضَبُ اللهِ مِنَ السَّماء، غَضَبُ اللهِ على كُلِّ كُفْرٍ وظُلْمٍ يأتي بِه النَّاس، فإِنَّهم يَجعَلونَ الحَقَّ أَسيرًا لِلظُّلْم، لأَنَّ ما يُعرَفُ عنِ اللهِ بَيِّنٌ لَهم، فقَد أَبانَه اللهُ لَهم. فمُنْذُ خَلْقِ العالَم لا يَزالُ ما لا يَظهَرُ مِن صِفاتِه، أَي قُدرَتُه الأَزَلِيَّةُ وأُلوهَتُه، ظاهِرًا لِلبَصائِرِ في مَخلوقاتِه. فلا عُذْرَ لَهم إِذًا، لأَنَّهم عَرَفوا اللهَ ولَم يُمَجِّدوه ولا شَكَروه كما يَنبَغي للهٍ، بل تاهوا في آرائِهِمِ الباطِلَة فأَظلَمَت قُلوبُهمُ الغَبِيَّة. زَعَموا أَنَّهُم حُكَماء، فإِذا هم حَمْقى قَدِ ٱستَبدَلوا بِمَجْدِ اللهِ الخالِدِ صُوَرًا تُمَثِّلُ الإِنسانَ الزَّائِلَ والطُّيورَ وذَواتِ الأَربَعِ والزَّحَّافات. ولِذٰلِك أَسلَمَهُمُ اللهُ بِشَهَواتِ قُلوبِهم إِلى الدَّعارَة يَشينونَ بِها أَجسادَهم في أَنفُسِهم. قَدِ ٱستَبدَلوا الباطِلَ بِحَقيقَةِ الله واتَّقَوا المَخلوقَ وعَبدوهُ بَدَلَ الخالِق، تَبارَكَ أَبَدًا. آمين. ولِهٰذا أَسلَمَهُمُ اللهُ إِلى الأَهْواءِ الشَّائِنة، فٱستَبدَلَت إِناثُهم بِالوِصالِ الطَّبيعيِّ الوِصالَ المُخالِفَ لِلطَّبيعة، وكَذٰلكَ تَرَكَ الذُّكْرانُ الوِصالَ الطَّبيعِيَّ لِلأُنْثى وٱلتَهَبَ بَعضُهم عِشْقًا لِبَعْض، فَأَتى الذُّكْرانُ الفَحْشاءَ بِالذُكْران، فنالوا في أَنْفُسِهِمِ الجَزاءَ الحَقَّ لِضَلالَتِهم. ولَمَّا لم يَرَوا خَيرًا في المُحافظةِ على مَعرِفَةِ الله، أَسلَمَهُمُ اللهُ إِلى فَسادِ بَصائِرِهم ففَعَلوا كُلَّ مُنْكَر. مُلِئُوا مِن أَنواعِ الظُّلْمِ والخُبْثِ والطَّمَعِ والشَّرّ. مُلِئُوا مِنَ الحَسَدِ والتَّقْتيل والخِصامِ والمَكْرِ والفَساد. هُم نمَّامونَ مُفتَرون، أَعداءٌ للهٍ، شَتَّامونَ مُتَكَبِّرونَ صَلِفون، مُتَفَنِّنونَ بِالشَّرّ، عاصونَ لِوالِدِيهِم، لا فَهمَ لَهم ولا وَفاء ولا وُدَّ ولا رَحمَة. ومع أَنَّهم يَعرِفونَ قضاءَ اللهِ بِأَنَّ الَّذينَ يَعمَلونَ مِثلَ هٰذِه الأَعمالِ يَستَوجِبونَ المَوت، فهُم لا يَفعَلونَها فحَسبُ، بل يَرضَونَ عنِ الَّذينَ يَعمَلونَها.