الملكوت المعكوس / الجزء الثاني - أعمال الرسلعينة

بعد أن انتهى الصخب في أفسس، غادر بولس الرسول المدينة ليعود إلى أورشليم في موسم يوم الخمسين (عيد العنصرة) السنويّ. وزار الكثير من المدن في طريقه، لينشر الأخبار السارّة، وليشجّع أتباع الربّ يسوع. نرى في هذا تشابهًا بين رسالة الربّ يسوع وبولس. إذ انطلق الربّ يسوع أيضًا إلى أورشليم في الوقت المناسب لحضور العيد السنويّ اليهوديّ (عيد الفصح في وقتها) ونشر الأخبار السارّة عن ملكوته على طول الطريق. وكما عرف الربّ يسوع أنّ الصلب كان ينتظره، عرِف بولس أيضًا أنّ المشقّة والمعاناة تنتظرانه في أورشليم. لذلك يخطّط لعقد اجتماع وداعيّ. فيدعو الرعاة من أفسس كي يلتقوا به في مدينة مجاورة، حيث يحذّرهم من أنّ الأمور ستزداد صعوبة بعد رحيله. ويقول إنّه ينبغي لهم أن يهتمّوا بتقديم المساعدة السخيّة للمحتاجين، وحماية كنائسهم ورعايتها بجدّيّة. تنفطر قلوب الحاضرين لاضطرارهم وداع بولس الرسول، فيبكون، ويعانقونه ويقبِّلونه، ويرفضون المغادرة ويرافقونه حتّى يصعد إلى متن سفينته المغادرة.

اقرأ وتأمّل ثمّ أجِبْ:

• قارن كلمات بولس في أعمال ٢٠: ٢٣ مع العبارة التي تكلّم بها الروح القدس إلى حنانيا عندما قابل شاول الربّ يسوع القائم من بين الأموات للمرّة الأولى (راجع أعمال ٩: ١٥-١٦). ما الأسئلة، أو الاستنارات، أو الاستنتاجات التي تفكّر بها عندما تقارن بين هذين المقطعين؟

• اقرأ كلمات بولس الرسول الوداعيّة (راجع أعمال ٢٠: ١٨-٣٥). ماذا تلاحظ؟ كيف يشجّع، ويحذّر، ويُرشد قادة الكنائس الأولى؟ برأيك، ماذا يحدث إذا اتّبع جميع القادة إرشادات بولس الرسول؟ كيف يمكنك أن تتجاوب عمليًّا مع تعليمات بولس الرسول اليوم؟

• عندما بدأ الربّ يسوع رحلته إلى أورشليم، لم يفهم التلاميذ المعاناة التي انتظرته هناك، وابتعدوا عنه في أثناء آلامه. لكن، عندما بدأ بولس الرسول رحلته إلى أورشليم، عرف الجميع تبعات هذا القرار ودعموه بكلّ أمانة. كيف تأثّر بولس الرسول بعاطفة التلاميذ ودعمهم؟ من الذي يمكنك أن تدعمه اليوم؟

• ترجم قراءتك وتأمّلاتك إلى الصلاة. عبّر عن امتنانك للربّ يسوع لذهابه إلى أورشليم والمعاناة من أجلك. أدعُ نفسك وقادة الكنيسة في مدينتك إلى لانضمام إليه في طرقه السخيّة الباذلة للذّات. اطلب منه أن يُنير عقلك لكيفيّة مشاركة نعمته ودعم مجتمعك عمليًّا هذا الأسبوع. اكتب الأفكار التي تجول في ذهنك ثم حاول اختبارها.