حب بجرأةعينة
القيامة والإيمان الجريء
1 وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ (أي يوم الأحد الذي خصّصته الكنيسة، منذ ذلك الحين، للعبادة وتَذَكُّر قيامة الربّ يسوع المسيح) جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمجدليّة (التي أخرج منها سابقًا ٧ شياطين) إلى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. (تركت بيتها قبل انبلاج الفجر، وبحسب الأناجيل الأخرى لم تكن لوحدها، ولكنَّ التركيز عليها هنا، لأنَّها أوّل من شاهد قيامة الرب يسوع) فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ.
* ربّما كنّا نتوقَّع، نحن كبشر، أن يُظْهِر نفسه أوّلًا لتلميذٍ يُحبّه، لكنّ مريم المجدليّة كانت أوّل من عاين قيامة يسوع، فأفكاره غير أفكارنا. وكون المجدليّة امرأة، فإنَّ شهادتها، بحسب الشريعة لا تقوم، وخصوصًا لأنَّها خاطئة وليس لها تاريخ مشرّف. ولكنَّ حبَّها للسيّد جعل منها أوّل من شاهد قيامته. فالذي يعتبره العالم ضعيفًا ولا قيمة له، استخدمه الله كشاهد أساسيّ على أعظم أعماله.
2 فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إلى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإلى التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ لَهُمَا: " أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ ". (هنا إشارة، كما في الأناجيل الأخرى، إلى وجود عدّة نساء كنّ معها عند القبر).
3 فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ (أي يوحنا الحبيب) وَأَتَيَا إلى الْقَبْرِ.
4 وَكَانَ الاثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعًا. (لم يكونا يتنافسان بالركض، بل بهدف الوصول سريعًا. وكانا يُفكِّران في نفسيهما: " مَن الذي سرق جسد يسوع؟!". وربّما فكَّر بطرس في نفسه: "قد أنكرْتُه وهو حيّ، وعساي أُكْرِمُه وهو ميت"). فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلًا إلى الْقَبْرِ، (يوحنا كان أصغرَ عمرًا، فأسرع بالركض، فوصل قبله، أو ربّما وصل القبر سريعًا بسبب الحبّ المُتأجّج في قلبه).
5 وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. (اِنحنى يوحنا لأنَّ سقف القبر منخفض، ونظر فرأى الأكفان مع الطيب، وبالتأكيد كان ثمنها باهظًا). وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ (احترامًا لبطرس، لأنَّه كان الأكبر. وهذا يدلّ على كرامة بطرس في الكنيسة الأولى).
6 ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً (موضوعة بترتيب، وهذه إشارة مهمّة إلى أنَّ الجسد لم يُسرق، لأنَّ سارقي القبور، كانوا يأخذون الجسد مع الأكفان، وإذا تخلَّوا عنها، لا يتركونها بشكل مرتّب).
7 وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. ("ملفوفًا" أي موضوعًا بشكلٍ مُرتَّب، وهذا يعني أنّ يسوع قام ولم يكن بحاجة إلى مَن يفكَّ له الأكفان، بعكس لعازر الذي حين أقامه يسوع، كان بحاجة إلى من يفُكّ أكفانه ويدعه يذهب).
8فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلًا إلى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ،
* رأى الأكفان موضوعةً، والقبرَ فارغًا فَآمَنَ. أمّا معظم التلاميذ فقد آمنوا عندما رأوا يسوع القائم، وليس عندما رأوا القبر الفارغ. أمّا يوحنا، فكان يكفيه أن يرى القبر فارغًا والأكفان والمنديل ملفوفة لِيَفْهَم أنّ المسيح قام.
* القبر الفارغ 1) هو حدث تاريخيّ مهمّ أنّ المسيح قام. 2) وهو إشارة إلى الاستمراريّة بين صلب يسوع وقيامته. 3) وهو دلالة مهمَّة على أنّ يسوع قام بالجسد، ولم يَقُم بالروح. 4) القبر الفارغ هو إشارة مهمَّة إلى صدقيّة شهادة التلاميذ، بحيث لم يستطع أحد أن يُثبت العكس ويُحضر الجسد. 5) القبر الفارغ يعني أنَّ المسيح بقيامته بالجسد، افتدى الخليقة وأجسادنا المائتة.
9 لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ.
* لقد آمن يوحنا فورًا، لكنَّ بطرس كان يحتاج إلى الكتب ليفهم رمز القبر الفارغ. تمليذا عمواس كانا يحتاجان إلى يسوع لِيُفْهِمَهُما الكتب. وبعد مجيء المسيح، اكتشفنا أنَّ العهد القديم يحمل معانيَ أعمق لم يفهمها تمامًا كُتّابُه، ولكنَّهم كلَّموا شعوبهم بها بِالوَحْي، وأنَّ هذه الكلمات كانت تحمل مدلولات أعمق وأبعد، وما انكشفت إلّا عند مجيء المسيح.
10 فَمَضَى التِّلْمِيذَانِ أَيْضًا إلى مَوْضِعِهِمَا
* ذهب كلٌّ منهما إلى بيته. وكان يوحنا الحبيب قد أخذ مريم أمّ يسوع إلى خاصته، عندما قال له يسوع مِن على الصليب: "هي ذي أمُّك" (يوحنا 19: 27). وهنا نُحاول أن نتصوَّر المشهد. ماذا قال لها؟ كيف أخبرها؟ ماذا فعلت؟
11 أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجًا تَبْكِي. (عادت مريم المجدليّة إلى القبر، ووقفت جانبًا تبكي، تبكي لأنّ يسوع مات، تبكي لأنّ اللصوص سرقوا الجسد، تبكي لأنّها في ضياع كامل، بلا رجاء ولا أمل) وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إلى الْقَبْرِ،
12 فَنَظَرَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعًا.
ملاكان بثياب بيض، دلالة على التجلي والمجد. القبر فارغ ليس لأنّ اللصوص سرقوا الجسد، بل لأنّ قوّة الله أقامت الجسد، وقوّةَ الحياة اجتاحت الموت.
13 فَقَالاَ لَهَا: "يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟" قَالَتْ لَهُمَا: "إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!". (لماذا تبكين؟ بمعنى أَلَمْ تَفهمي بعد؟ أنظري المنديل، أنظري الأكفان، لماذا البكاء والأحزان؟)
14 وَلَمَّا قَالَتْ هذَا الْتَفَتَتْ إلى الْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ.
* لماذا التفتت مريم إلى الوراء؟ ربّما إحساسها بوجود أحد خلفها، جعلها تنظر إلى الوراء. نظرت يسوع ولم تعلم أنّه هو. كذلك تلميذا عِمواس أيضًا، يقول الكتاب: " أُمْسِكت أعينُهما عن معرفتِه". في مرقس يقول: "ظهر بهيئة أخرى". هل بسبب حزنها ودموعها لم تعرف مريم يسوع؟ (لكنَّ الدموع لا تمنعنا من رؤية الحبيب)، أم لأنّ يسوع القائم كان بجسده الممجَّد؟! فهو يدخل والأبواب مغلقة، ويتخلَّص من الأكفان وتبقى كما هي. أمّا نحن، فنؤمن أنّنا كما قام يسوع، سنقوم نحن أيضًا معه.
15 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: "يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟» فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ".
* من تطلبين؟ جُثَّةً هامدة؟ مَن تظنّين أنّي أنا؟ كانت مريم تبحث عن جثَّته، في الوقت الذي كان عليها أن تبحث عن شخصه.
16 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ (وهذه الالتفاتة الثانية، هي التفاتة القلب والإيمان والتوبة والرجوع والفهم، أحيانًا ننظر ولا نرى. لكن هنا البصر والبصيرة) وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي!» (عادة تُستخدم لله في الصلاة) الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ. (قصدت السيّد).
خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني وأنا أُعطيها حياةً أبديَّة، ولن تهلك إلى الأبد، ولن يخطفها أحد من يدي. (الله يُناديك من خلال وجعك، وألمك، وحزنك، ودموعك: يا...، إنَّه يعرفك بالاسم).
17 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إلى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إلى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إلى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وإلهِكُ.
* لا تتمسّكي بي، لأنّ العلاقة بعد القيامة هي علاقة روحيّة حميمة بين يسوع والتلاميذ، وليست جسديَّة كما كانت قبلًا. لا تُمْسِكيني، فالآن وقت الفرح وإعلان ما صنعت. لا تهتمّي بي، لأنّ عليك أن تخبري التلاميذ...
إِنِّي أَصْعَدُ إلى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وإلهِكُم. تلك علامة اتّحاد يسوع معنا، ولكنَّه يبقى متميّزًا عنّا ويكشف لنا هويّتنا: الله أبو يسوع بالطبيعة، ولكنّه أبوكم بالتبنّي والنعمة من خلال اتّحادكم بي. هو إلهي بالتجسّد، وهو إلهكم باتّحادي بطبيعتكم البشريَّة، وأنا الوسيط بينكم وبين أبي.
18 فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمجدليّة وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هذَا.
19 وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: "سَلاَمٌ لَكُمْ!".
حضور يسوع في وسط التلاميذ ولَّد عندهم الرغبة بأن يحضر في وسطهم باستمرار. فكانوا يبدأون الاجتماع بالقول: "مارانا ثا. يا ربَّنا تعال". وكلّ مرّة نجتمع فيها معًا نقول: "مارانا ثا. تعال أيّها الرب".
20 وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ.
إنّ يسوع المصلوب هو نفسه يسوع القائم. وعلامات جرح الصليب ما زالت في جسده المُمجَّد. فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ. وعندما نلتقي بيسوع القائم من بين الأموات، يتحوّل اللقاء إلى ينبوع فرح يُنعش قلوبنا ونفوسنا.
21 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: "سَلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا".
"كما أَرْسَلني الآب أُرْسِلكم أنا"، نحن لا نأخذ مكان يسوع، لِنعمل رسالتنا الخاصّة، بل لِننطلق من خلاله ومن خلال الكنيسة، فنحن لا نعمل لمشروع، أو رسالة، أو خطَّة خاصّة بنا، بل ننطلق لِنُحقِّق مشروعه ورسالته وخطَّته. ولكنّنا لا نقدر أن نفعل ما يُريد مِنّا من دون الروح القدس. لذلك يقول في العدد 22:
22 وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ.
كما نفخ الله في آدم نسمة الحياة (تك 2: 7) هكذا نفخ يسوع في تلاميذه الروحَ القدس، الذي استحقَّه لنا بموته على الصليب وقيامته. وقد تحقَّق ذلك بوضوح يوم حلول الروح على الكنيسة في يوم الخمسين.
23 مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ (والأصحّ، غفرت له)، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ."
يرسل يسوع تلاميذه إلى العالم لِيُنادوا بالإنجيل، فالذي يقبل الخلاص ويعترف بخطاياه، يختبر الغفران. ونقول له: "هنيئًا، غُفِرت لك خطاياك". لأنّه مكتوب: "إن اعترفنا بِخطايانا، فهو (الله) أمين وعادل حتى يَغفر لنا خطايانا ويُطهِّرنا من كلّ إثم". والذي لا يقبل رسالة الخلاص، فخطيئته باقية.
24 أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. (خَسِر فرصةً بغيابه عن الاجتماع، لكنّ يسوع يُعطينا دومًا فرصةً ثانية).
25 فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: "قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!". فَقَالَ لَهُمْ: "إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ". (الشكُّ البَنّاء).
26 وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلًا وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: "سَلاَمٌ لَكُمْ!". (السلام والمصالحة حقَّقهما الله مع بشر على الصليب، عندما صرخ يسوع قد أُكْمِل).
27 ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: "هَاتِ إِصْبِعَكَ إلى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا".
28 أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: "رَبِّي وَإِلهِي!".
* توما تحوّل من أقصى درجات الشكّ إلى أقصى درجات الإيمان. وقدّم أعظم اعتراف يُنهي به يوحنا الإنجيل: "ربّي وإلهي". ينتهي الإنجيل في العدد 31. أمّا الفصل 21 فهو خاتمة للكتاب.
* يبدأ هذا الإنجيل بعبارة "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله". وتنتهي مقدّمته بـعبارة "الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خَبَّر". هذا الإنجيل الذي فيه أخذ اليهود حجارةً لِيَرجموا يسوع لأنَّه قال إنَّ الله أبوه، مُعادِلًا نفسه بالله. هذا الإنجيل الذي فيه فيلبس يصرخ ويقول: "أَرِنا الآب، وكفانا". فيُجيبُه يسوع: "أنا معكم زمانًا هذه مدَّته، ولم تعرفني يا فيلبّس! الذي رآني فقد رأى الآب... لأنّي أنا والآب واحد". وينتهي هذا الإنجيل كما ابتدأ، وكما يُشير إليه كلّ محتواه: أنّ يسوع هو ابن الله، وهو الله.
لم يوبّخ يسوعُ توما، بل قال له:
29 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا.
الإيمان الجريء الذي طوَّبَه المسيح عند توما، هو إيمانُك أنت الذي لم ترَ القبر الفارغ، ولا الأكفان ولا المنديل، ولم ترَ يسوع القائم، ولكنّك تؤمن في قلبك أنّ يسوع، ابن الله، قام من بين الأموات.
30 وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ.
31 وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ (ولكي تستمرّوا بالإيمان)، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ. (فالإيمان بيسوع ابن الله، يمنحك الحياة الأبدية).
في الختام،
يسوع قام، ولم يسِرقوا الجسد! فَلْنَتَسابق إليه.
يسوع قام، فلا تَبْكِ!
يسوع قام، وهو يدعوك بالاسم "يا ..."، فَالْتَفِتْ إليه واقْبَل عطيّة الروح.
يسوع قام، فالطوبى (هنيئًا) للَّذين يؤمنون ولم يَرَوا.
يسوع قام، فَلْنَقُلْ له عندما نجتمع للصلاة معًا في أوّل الأسبوع: "مارانا ثا"، تعال أيها الربّ يسوع، احضر بيننا، وأعلِنْ لنا ذاتك.
يسوع قام، قلبي يفيض بالفرح والسلام.
يسوع قام، فَلْنَصرخ نحوه: "ربّي وإلهي!".
يسوع قام، وقهر الموت وبنى كنيسته، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها!
يسوع قام، حقًّا قام! نجمتع هنا ونلتقي في الأبدية.
الكلمة
عن هذه الخطة
يتطلَّب النجاح في الحياة مواقف جريئة، فالجرأة تُؤَثِّر، وتُغَيّر، وتُحقِّق نتائج ملموسة في الحياة، إذ يكون الشخص الجريء على استعداد للقيام بأمور تنطوي على مخاطر. في هذه الرحلة سنتعلم سوياً كيف يمكن أن نعكس محبتنا وإيماننا بالمسيح بجرأة.
More
نود أن نشكر Resurrection Church على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://www.rcbeirut.org/