حب بجرأةعينة

حب بجرأة

يوم 6 من إجمالي 8

ردّات فعل جريئة

كثيرًا ما نتكلَّم ردود الأفعال في حياتنا وأعمالنا. فهل راقَبْتَ يومًا ردود أفعالك وعرَفْتَ ما يجري في حياتك؟ ويُعرَّف ردّ الفعل في علم النفس، بأنَّه آليّة يستبدل فيها الفَرْد دون وَعْي المشاعر أو الدوافع غير المرغوب فيها والمثيرة للقلق بعكسها، وغالبًا ما يكون الفَرْد مُرْبَكا ويتمّ التعبير عنه بطريقة مبالغ فيها. وتصدر عادةً بشكل طبيعيّ وعفويّ، ولذلك نقول إنّها تعكس طبيعتنا، وتعكس ما في قلب الإنسان من تواضع أو كبرياء، من محبة أو بُغضة.

في حديثنا اليوم، نتأمَّل بِعَددٍ من ردود فِعل وردَتْ في الكتاب المقدّس (1 صمو 25)، ونرى كيف هي تفضح القلب، وتكشف النوايا، وتُظهر ما في الداخل.

تبدأ القصّة بموت صموئيل النبيّ الذي مسح شاول وداود ملِكَيْن على شعب الله... وبعد موت صموئيل، نزل داود إلى بَرِّيَّة فاران (هي مِنطقة صحراوية في شبه جزيرة سيناء)، حيث كان يُقيم رجلٌ وُصِف بِغِناه، لكنّه معروف بِردود فعله الرديئة. والواضح أنَّ شهرته ارتبطَتْ بشخصيَّته وبغناه فقط. وكم مِن إنسانٍ تحوم الناس حوله فقط بسبب أمواله. فيقول في 25: 2

"2 وَكَانَ رَجُلٌ فِي مَعُونٍ، وَأَمْلاَكُهُ فِي الْكَرْمَلِ، وَكَانَ الرَّجُلُ عَظِيمًا جِدًّا (غنيًّا جدًّا) وَلَهُ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ مِنَ الْغَنَمِ وَأَلْفٌ مِنَ الْمَعْزِ، وَكَانَ يَجُزُّ غَنَمَهُ فِي الْكَرْمَلِ. 3 وَاسْمُ الرَّجُلِ نَابَالُ (وهي تعني أحمق! وربّما هي صفة أُطْلِقَت عليه) وَاسْمُ امْرَأَتِهِ أَبِيجَايِلُ (وهي تعني أبي مصدر سعادتي). وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَيِّدَةَ الْفَهْمِ (ذكية) وَجَمِيلَةَ الصُّورَةِ، وَأَمَّا الرَّجُلُ فَكَانَ سيّئ السمعة وَرَدِيءَ الأَعْمَالِ، وَهُوَ كَالِبِيٌّ" (من نسل كالب).

(عاش غلمان داود في الماضي إلى جانب رُعاة نابال، وأمّنوا له ولِرعاته الحماية ليلًا ونهارًا. ولمّا احتاج داود والغلمان في الصحراء إلى الطعام، أرسل عشرة من غلمانه إلى نابال لكي يحضروا له ولعسكره طعامًا، مُتَوَقِّعًا أنَّ نابال سيَرُدّ الجَميل ويُكرِم داود. فلدينا إذًا داود الكريم الشجاع مقابل نابال الرديء الأعمال. ولدينا امرأة حسنة الصفات، لكنّ رَجُلها ذو صفات سيّئة. وكم من امرأة لطيفة حنونة خدومة تعيش مع رجل عنيف وشرس الطباع، والعكس صحيح).

"7 قال داود لغلمانه قولوا بعد تقديم التحية هكذا: "[...] حِينَ كَانَ رُعَاتُكَ مَعَنَا، لَمْ نُؤْذِهِمْ وَلَمْ يُفْقَدْ لَهُمْ شَيْءٌ كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي كَانُوا فِيهَا فِي الْكَرْمَلِ. 8 اِسْأَلْ غِلْمَانَكَ فَيُخْبِرُوكَ. فَلْيَجِدِ الْغِلْمَانُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ لأَنَّنَا قَدْ جِئْنَا فِي يَوْمٍ طَيِّبٍ (أيام عيد!)، فَأَعْطِ مَا وَجَدَتْهُ يَدُكَ لِعَبِيدِكَ وَلابْنِكَ دَاوُدَ". (لاحظوا تواضع داوود، وحسن تعبيره، ولباقة أسلوبه. فماذا كان ردّ فعل نابال؟)

ردُّ فعل نابال

"10 فَأَجَابَ نَابَالُ عَبِيدَ دَاوُدَ وَقَالَ: "مَنْ هُوَ دَاوُدُ؟ وَمَنْ هُوَ ابْنُ يَسَّى؟ قَدْ كَثُرَ الْيَوْمَ الْعَبِيدُ الَّذِينَ يَقْحَصُونَ (يهربون) كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَمَامِ سَيِّدِهِ. (ردُّ فعل احتقار لداود). 11 أَآخُذُ خُبْزِي وَمَائِي وَذَبِيحِيَ الَّذِي ذَبَحْتُ لِجَازِّيَّ وَأُعْطِيهِ لِقَوْمٍ لاَ أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُمْ؟ 11 فَتَحَوَّلَ غِلْمَانُ دَاوُدَ إلى طَرِيقِهِمْ وَرَجَعُوا وَجَاءُوا وَأَخْبَرُوهُ حَسَبَ كُلِّ هذَا الْكَلاَمِ."

(نتأمّل في تواضع داود، مقابل كبرياء نابال ؛ كرم داود الذي وضع جنوده في خدمة نابال وحمايته سنين عديدة، وأنانيّة نابال. وكيف أنّ ردود أفعالنا تعكس ما في قلوبنا، فيكون الظاهر مرآةً لِما يحدث في الداخل. وللمناسبة، أسألك كيف هي ردود أفعالك عندما يُطلب منّك شيء يُعاكس مزاجك، أو عندما يُزعِجك الآخر بِفِعلٍ أو كلام أو موقف }كأن "يكسر عليك" بالسيارة، أو ينال منك بالنميمة عليك، أو عندما يُباديك بالشر{؟ كلُّ ما يفعل يَفعُله الآخر تجاهنا هو امتحان لنا، وردَّ فعلِنا هو مرآة تعكس ما في القلب).

ولمّا عاد غِلمان داود، أخبروه بما قال نابال، فيما ذهب أحد الغلمان وأخبر أبيجايل امرأة نابال بما قال نابال.

ردُّ فعل داود
"13 فَقَالَ دَاوُدُ لِرِجَالِهِ: "لِيَتَقَلَّدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ سَيْفَهُ". فَتَقَلَّدَ كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ، وَتَقَلَّدَ دَاوُدُ أَيْضًا سَيْفَهُ. وَصَعِدَ وَرَاءَ دَاوُدَ نَحْوُ أَرْبَعِ مِئَةِ رَجُل، وَمَكَثَ مِئَتَانِ مَعَ الأَمْتِعَةِ.

(كان صموئيل قد مسح داود ملكًا وهو في طريقه إلى المُلْك، فاحتقره نابال ونَعَتَه بـ"أنّه عبدٌ هاربٌ" فمسَّ ذلك بكرامة داود. وعندما يحتقر أحدهم الآخر، ينشأ نزاع بينهما، فيكون من الطبيعيّ أن يسعى مَن شعر أنَّه معتدًى عليه إلى تحصيل كرامته. أمّا عندما يكون هناك احترام ورويّة، فلا يحصل نزاع. فهل كان ردُّ فعل داود مقدّس؟)

ردُّ فعل أبيجايل

أخبر الغلامُ أبيجايل بما حدث:

14 [..] "هُوَذَا دَاوُدُ أَرْسَلَ رُسُلًا مِنَ الْبَرِّيَّةِ لِيُبَارِكُوا سَيِّدَنَا فَثَارَ عَلَيْهِمْ. 15 وَالرِّجَالُ مُحْسِنُونَ إِلَيْنَا جِدًّا، فَلَمْ نُؤْذَ وَلاَ فُقِدَ مِنَّا شَيْءٌ كُلَّ أَيَّامِ تَرَدُّدِنَا مَعَهُمْ وَنَحْنُ فِي الْحَقْلِ. 16 كَانُوا سُورًا لَنَا لَيْلًا وَنَهَارًا كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي كُنَّا فِيهَا مَعَهُمْ نَرْعَى الْغَنَمَ. 17 وَالآنَ اعْلَمِي وَانْظُرِي مَاذَا تَعْمَلِينَ، لأَنَّ الشَّرَّ قَدْ أُعِدَّ عَلَى سَيِّدِنَا وَعَلَى بَيْتِهِ، وَهُوَ ابْنُ لَئِيمٍ لاَ يُمْكِنُ الْكَلاَمُ مَعَهُ".
18 فَبَادَرَتْ أَبِيجَايِلُ وَأَخَذَتْ مِئَتَيْ رَغِيفِ خُبْزٍ، وَزِقَّيْ خَمْرٍ، وَخَمْسَةَ خِرْفَانٍ مُهَيَّأَةً، وَخَمْسَ كَيْلاَتٍ مِنَ الْفَرِيكِ، وَمِئَتَيْ عُنْقُودٍ مِنَ الزَّبِيبِ، وَمِئَتَيْ قُرْصٍ مِنَ التِّينِ، وَوَضَعَتْهَا عَلَى الْحَمِيرِ. 19 وَقَالَتْ لِغِلْمَانِهَا: "اعْبُرُوا قُدَّامِي. هأَنَذَا جَائِيَةٌ وَرَاءَكُمْ". وَلَمْ تُخْبِرْ رَجُلَهَا نَابَالَ. 20 وَفِيمَا هِيَ رَاكِبَةٌ عَلَى الْحِمَارِ وَنَازِلَةٌ فِي سُتْرَةِ الْجَبَلِ، إِذَا بِدَاوُدَ وَرِجَالِهِ مُنْحَدِرُونَ لاسْتِقْبَالِهَا، فَصَادَفَتْهُمْ. (لاحظوا ما هو مكتوب: أنَّهم أتون لاستقبالها). 21 وَقَالَ دَاوُدُ: "إِنَّمَا بَاطِلًا حَفِظْتُ كُلَّ مَا لِهذَا فِي الْبَرِّيَّةِ، فَلَمْ يُفْقَدْ مِنْ كُلِّ مَا لَهُ شَيْءٌ، فَكَافَأَنِي شَرًّا بَدَلَ خَيْرٍ. 22 هكَذَا يَصْنَعُ اللهُ لأَعْدَاءِ دَاوُدَ وَهكَذَا يَزِيدُ، إِنْ أَبْقَيْتُ مِنْ كُلِّ مَا لَهُ إلى ضَوْءِ الصَّبَاحِ بَائِلًا بِحَائِطٍ."

(ما قاله داود هو تصرّف الذين ينتقمون، ويتصرّفون بمبدأ "العين بالعين، والسنّ بالسنّ").

"23 وَلَمَّا رَأَتْ أَبِيجَايِلُ دَاوُدَ أَسْرَعَتْ وَنَزَلَتْ عَنِ الْحِمَارِ، وَسَقَطَتْ أَمَامَ دَاوُدَ عَلَى وَجْهِهَا وَسَجَدَتْ إلى الأَرْضِ، 24 وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ وَقَالَتْ: "عَلَيَّ أَنَا يَا سَيِّدِي هذَا الذَّنْبُ، وَدَعْ أَمَتَكَ تَتَكَلَّمُ فِي أُذُنَيْكَ وَاسْمَعْ كَلاَمَ أَمَتِكَ.

(مذكور أنّها قالت له 14 مرّة "يا سيّدي"، و5 مرّات "أنا أَمَتُك". وهذا قِمّة التواضع. وبعدما اعترفت له بأنَّ نابال لئيم وغبي،. وجّهت أنظاره إلى الربّ يهوه).
26 وَالآنَ يَا سَيِّدِي، حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ، إِنَّ الرَّبَّ قَدْ مَنَعَكَ عَنْ إِتْيَانِ الدِّمَاءِ وَانْتِقَامِ يَدِكَ لِنَفْسِكَ. وَالآنَ فَلِيَكُنْ كَنَابَالَ أَعْدَاؤُكَ (إشارة إلى شاول) وَالَّذِينَ يَطْلُبُونَ الشَّرَّ لِسَيِّدِي.

(تُذَكِّره بشاول الملك الذي كان يُطارده، وذُكِر أنَّه كان بإمكانه قتله ولكن داود لم يفعل).

27 وَالآنَ هذِهِ الْبَرَكَةُ الَّتِي أَتَتْ بِهَا جَارِيَتُكَ إلى سَيِّدِي فَلْتُعْطَ لِلْغِلْمَانِ السَّائِرِينَ وَرَاءَ سَيِّدِي. 28 وَاصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ أَمَتِكَ لأَنَّ الرَّبَّ يَصْنَعُ لِسَيِّدِي بَيْتًا أَمِينًا، لأَنَّ سَيِّدِي يُحَارِبُ حُرُوبَ الرَّبِّ، وَلَمْ يُوجَدْ فِيكَ شَرٌّ كُلَّ أَيَّامِكَ. 29 وَقَدْ قَامَ رَجُلٌ لِيُطَارِدَكَ وَيَطْلُبَ نَفْسَكَ، وَلكِنْ نَفْسُ سَيِّدِي لِتَكُنْ مَحْزُومَةً (محفوظة) فِي حُزْمَةِ الْحَيَاةِ مَعَ الرَّبِّ إِلهِكَ. وَأَمَّا نَفْسُ أَعْدَائِكَ فَلْيَرْمِ بِهَا كَمَا مِنْ وَسَطِ كَفَّةِ الْمِقْلاَعِ (لا تنتقِمْ، فالربّ ينتقم عنك، أمّا أنت فابْقَ أمينًا ولا تفعلِ الشرّ). 30 وَيَكُونُ عِنْدَمَا يَصْنَعُ الرَّبُّ لِسَيِّدِي حَسَبَ كُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ مِنْ أَجْلِكَ، وَيُقِيمُكَ رَئِيسًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، 31 أَنَّهُ لاَ تَكُونُ لَكَ هذِهِ مَصْدَمَةً وَمَعْثَرَةَ قَلْبٍ لِسَيِّدِي، أَنَّكَ قَدْ سَفَكْتَ دَمًا عَفْوًا، أَوْ أَنَّ سَيِّدِي قَدِ انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ. وَإِذَا أَحْسَنَ الرَّبُّ إلى سَيِّدِي فَاذْكُرْ أَمَتَكَ". (اعترفت بخطيئة زوجها، وحوّلت أنظاره إلى الربّ، ثمّ ذَكَّرَتْه بأنَّ الله أقامه رئيسًا على إسرائيل).

(للتأمّل والتفكير

* تَصرَّفَتْ أبيجايل كأنَّها أمَة وخادمة، لكنّها تكلَّمَتْ وتصرَّفَتْ كالأسياد. فالذي يعمل الخير ينال سلطان الأسياد.

* لما سمعت أبيجايل أنّ نابال قال عن داود إنَّه "عبد هارب"، وصفَتْ داود بـ"السيّد والرئيس". فواضح أنّها عرفَتْ كيف تنزع فتيل التوتّر والقتال بين الناس.

* فهمَتْ أبيجايل أنّ دورَها لا يقتصِر فقط على العيش في المنزل، والاهتمام بأهل بيتها... بل على أن تكون أيضًا مُصْلِحةً اجتماعيّة، تزرع السلام بين الناس.

* فأين أنتُنَّ أيّتها "الأبيجايلات" اللواتي تصنَعْنَ السلام بين رجالٍ لهم قلوب هشَّة، يتنازعون السلطة ويتحاربون بلا انقطاع.

* وكَمْ مِن أمير نَظُنُّه رئيسًا يتصرَّف بحقارة ونذالة، وكم من عبدٍ نَظُنّه "هاربًا" نرى فيه رئيسًا عظيمًا.

* ردود أفعالنا الإيجابيّة تجعل من أطفالنا وأصدقائنا "العاجزين" عباقرة.

يُروى عن توماس أديسون المخترع ورجل الأعمال المشهور (توفّي 1931) أنّه عاد من المدرسة يومًا، وهو بعد صغير لا يُجيد القراءة، حاملًا معه رسالة، وقال لأمه: "أعطاني الأستاذ هذه الورقة". ففتحت الأم الرسالة وقرأتْها بصوتٍ عالٍ، وعيناها مُغْرَوْرِقتان بالدموع: "ابنك عبقريّ، ومدرستنا صغيرة للغاية إذ ليس لديها عدد كافٍ من المعلِّمين المتفوّقين لِتدريبه، من فضلك علِّميه في البيت".

بعد سنوات عديدة تُوفِّيَتْ والدة إديسون، وأصبح إديسون أحد أكبر مخترعي القرن العشرين. وفيما كان في أحد الأيام يبحث في خزانة أمّه القديمة، عثر على تلك الرسالة التي كتبها معلمُه القديم، ففتحها وقرأ ما كُتِبَ فيها: "ابنك يُعاني من نقصٍ عقلي. لا يُمكِننا السماح له بالالتحاق بمدرستنا بعد الآن. لقد تمَّ طرده". وعلَّق إديسون فيما بعد، على الرسالة في يوميّاته فكتب: "توماس أ. إديسون كان طفلاً يُعاني من عَجْزٍ عقليّ، لكنّ والدتَه حوّلَتْه إلى ولدٍ عبقريّ".

ردُّ فعل داود الثاني:

32 فَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيجَايِلَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي أَرْسَلَكِ هذَا الْيَوْمَ لاسْتِقْبَالِي، 33 وَمُبَارَكٌ عَقْلُكِ، وَمُبَارَكَةٌ أَنْتِ، لأَنَّكِ مَنَعْتِنِي الْيَوْمَ مِنْ إِتْيَانِ الدِّمَاءِ وَانْتِقَامِ يَدِي لِنَفْسِي. 34 وَلكِنْ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي مَنَعَنِي عَنْ أَذِيَّتِكِ، إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُبَادِرِي (المُبادرة للخير تتطلَّب البطولة) وَتَأْتِي لاسْتِقْبَالِي، لَمَا أُبْقِيَ لِنَابَالَ إلى ضَوْءِ الصَّبَاحِ بَائِلٌ بِحَائِطٍ". 35 فَأَخَذَ دَاوُدُ مِنْ يَدِهَا مَا أَتَتْ بِهِ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهَا: "اصْعَدِي بِسَلاَمٍ إلى بَيْتِكِ. اُنْظُرِي. قَدْ سَمِعْتُ لِصَوْتِكِ وَرَفَعْتُ وَجْهَكِ."

(وقد عاقب الربّ نابالَ على سوء أفعاله ومات، فاتَّخذ داود أبيجايل زوجة له).

(في الفصل 24 داود امتنع عن قتل شاول، ورفض ذلك. وكذلك في الفصل 26 أيضًا حين وجد داود فرصة ثانية لقتل شاول، فامتنع ولم يُجازِ على الشرّ بالشرّ. ولكنه في الفصل 25 أوشك أن يفعل ويُجازي على الشرّ بالشرّ، وربّما لو فعل، لكان خسر المُلْك. ردود أفعالنا دائمًا تُكافئنا أو تُجازينا).

في الختام، ظهرَتْ أبيجايل بطلة هذه القصّة بسبب ردود أفعالها الجريئة وأَدَّتْ بها إلى المُلْك. أمّا ردود أفعال نابال فأَدَّتْ به إلى الهلاك.

ردود أفعال داود كانت متفاوتة، لأنّه كان يحتاج إلى صوت أبيجايل النبويّ، لِيَعفوَ عن سفك الدماء. لكنّه أخطأ في علاقته بِبِثْشبع فيما بعد، لأنّه تزوَّجها وقتل زوجها، ثمّ تاب إلى الله واستغفره مُنشِدًا المزمور الخمسين.

يمرّ كلّ واحد منّا في حالات شبيهة، ويتعرَّض لِردود فعل سواء في السعادة أو في الحزن، في القوَّة أو في الضعف، في الزواج أو في العمل، في البيت أو مع الأصدقاء... فليُراقِبْ كلٌّ منّا ردّ فعله لأنّ في ذلك سرّ نجاحه أو فشله، ولِئلّا يكون قاسيًا أو شرّيرًا، فيعكس صورة معاكسة لصورة الله التي فينا.

فَلْنُصَلِّ.

يوم 5يوم 7

عن هذه الخطة

حب بجرأة

يتطلَّب النجاح في الحياة مواقف جريئة، فالجرأة تُؤَثِّر، وتُغَيّر، وتُحقِّق نتائج ملموسة في الحياة، إذ يكون الشخص الجريء على استعداد للقيام بأمور تنطوي على مخاطر. في هذه الرحلة سنتعلم سوياً كيف يمكن أن نعكس محبتنا وإيماننا بالمسيح بجرأة.

More

نود أن نشكر Resurrection Church على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://www.rcbeirut.org/