ومَعَ بُزوغِ فَجرِ يومِ الأحَدِ، تَوَجَّهَت النِّسوةُ إلى قَبرِهِ (سلامُهُ علينا) يَحمِلنَ الطِّيبَ والحَنوطَ الّذي أعدَدنَهُ، وهؤلاءِ هُنّ: مَريمُ المَجَدليّةُ وحَنّةُ ومَريمُ أُمُّ يَعقوبَ وأُخرَياتٌ غَيرهنّ. وعِندَ وصولِهِنّ القَبرَ، وَجَدنَ الصَّخَرةَ الّتي كانَت تَسُدُّ مَدخَلَهُ قد دُحرِجَت، فدَخَلنَ ولم يَجِدنَ جُثمانَهُ (سلامُهُ علينا). وبَينَما هُنّ في حَيرةٍ مِن الأمرِ، ظَهَرَ أمامَهُنَّ فَجأةً مَلاكانِ على هَيئةٍ بَشَريّةٍ بثيابٍ بَيضاءَ تَبهَرُ الأبصارَ. ففَزَعنَ ورَكَعنَ برُؤوسٍ مُنَكَّسةٍ، فسألَهُنَّ المَلاكانِ: "لِمَ تَبَحثنَ عن الحيِّ في مَثوى الأمواتِ؟! إنّهُ لَيسَ هُنا، لقد بُعِثَ حيًّا! ألا تَذكِرنَ ما أخبَرَكُنّ وأنتُنّ مَعَهُ في الجَليلِ؟! أما قالَ: إنّ سَيِّدَ البَشَرِ لا بُدَّ أن يُسَلَّمَ إلى قَبضةِ الأشرارِ فيُصلَبَ ثُمّ يُبعَثَ حيًّا بَعدَ ثلاثةِ أيّامٍ"؟! فتَذَكَرَت النِّسوةُ ذاكَ الكَلامَ، ورَجِعنَ ليُخبِرنَ الحَواريّينَ الأحَدَ عَشَرَ وجَميعَ أتباعِهِ (سلامُهُ علينا) بذلِكَ الخَبَرِ.