سفر القضاة ‮المقدمة‬

المقدمة
يتطرق كتاب القضاة إلى فترة الاضطراب الّتي عاشتها قبائل بني إسرائيل، منذ دخولها أرض كنعان إلى إقامة النظام الملكي. أما عنوان الكتاب فيرجع إلى قسمه الأساسي الّذي يروي أعمال بعض القضاة أو سيرة حياتهم. والقضاة هم أُناس نالوا من الله سلطة امتدت إلى الحياة الاجتماعية، دون أن تقتصر على عالم القضاء. مهمة هؤلاء الرجال هي حكم الشعب أو تخليص القبائل من الصعوبات الّتي تـتخبط فيها.
يتضمن كتاب القضاة ثلاثة أقسام:
يورد القسم الأول (1‏:1‏—2‏:10) أحداثا طبعت حالة بني إسرائيل في أرض كنعان حتى موت يشوع.
يـبين القسم الثاني (2‏:11‏—16‏:31) كيف حرّر الله شعبه، فاختار رجالا وأرسلهم ليحققوا هذا التحرير.
ويروي القسم الثالث (ف17‏—21) حادثـتين تدلان على مدى الفوضى القائمة في قبائل بني إسرائيل، قبل قيام النظام الملكي.
ينظر كتاب القضاة إلى ما يحصل لبني إسرائيل، فيراه ناتجا عن نوعية العلاقة بـين الشعب وربّه. فحين يخون الشعب ربَّه يضايقه السكان المحليون أو المجاورون، وحين يعود الشعب إلى ربّه ويسأله العون يخلصه الرّبّ. أما تجربة بني إسرائيل فكانت عبادة آلهة أرض كنعان أو استخدام الله لغايات شخصية (ف17‏—18)، أو نسيان متطلباته (ف19‏—21). لهذا كان مصيرهم الدمار، لو ما تسارع يد الله وتنقذهم. ويـبين القسم الثالث من سفر القضاة حالة القبائل الّتي تركت على هواها. ويتساءل الكاتب: هل من الممكن أن يعيش كل على هواه، أم لا بدّ من وجود سلطة تجمع هذه القبائل في وحدة سياسية ودينية؟

تمييز النص

شارك

نسخ

None

هل تريد حفظ أبرز أعمالك على جميع أجهزتك؟ قم بالتسجيل أو تسجيل الدخول