الكتاب المقدس في سنة واحدة 2018عينة
حتى متى، يا رب؟
هل مرت أوقات في حياتك وجدت نفسك فيها تتساءل، "حتى متى، يا رب؟" حتى متى ستدوم هذه الصراعات والإحباطات؟ حتى متى ستكون لدينا هذه الصعوبات المادية؟ حتى متى ستبقى هذه المشاكل الصحية؟ حتى متى تدوم صعوبات هذه العلاقة؟ حتى متى سأظل أصارع مع هذا الإدمان؟ حتى متى ستدوم هذه التجارب الكثيفة؟ كم من الوقت سيلزمني حتى أتخطى هذه الخسارة؟
أحيانا نزور بيبا وأنا كنيسة ق. بيتر بريتون، واحدة من الكنائس التي زرعناها. وعند نهاية إحدى الخدمات، صعدت إليّ امرأة وأخبرتني أنها ولمدة سبعة وثلاثين سنة كانت تصلي لأجل زوجها لكي يجد الإيمان بالمسيح. طوال هذه السبعة والثلاثين سنة، كانت تصرخ، "حتى متى، يا رب، حتى متى؟"
عندما أعيد افتتاح كنيسة ق. بيتر ثانية في عام 2009، قرر زوجها أن يبدأ حضور الكنيسة معها. وفي لحظة دخوله الكنيسة، شعر أنه أتى إلى المنزل و"ولد من جديد". الآن هو يحب الكنيسة ويأتي كل أسبوع. لقد سمع الله تضرع زوجته. طوال محادثتنا ظلت تكرر، وعلى وجهها تعبير ينم عن فرح كبير: "حتى متى، يا رب، حتى متى؟" أخيرا، استجيبت صلاتها.
"إلى متى، يا رب"، هي الكلمات الافتتاحية لمزمورنا اليوم. في تتابع سريع يصرخ داود أربع مرات، "إلى متى ...؟" (مز1:13-2).
هناك فترات يبدو فيها أن الله قد نسينا (ع1أ). يبدو أنه قد حجب وجهه (ع1ب). ولسبب يتعذر تفسيره لا نشعر بحضوره معنا. كل يوم يبدو أنه صراع – "إذ نصارع مع أفكارنا" (ع2أ تفسيرية). كل يوم يبدو أنه يجلب الحزن (ع2ب). يبدو أننا نخسر المعركة ويبدو أن العدو منتصر علينا (ع2ج).
كيف يجب أن يكون رد فعلك في أوقات كهذه؟
المَزاميرُ 13:1-6
1 – استمر في المضي قدما
نرى في مزمور اليوم أربعة أمور ينبغي أن تظل تعملها أثناء الأوقات الصعبة:
- استمر مصليا
يستمر داود في الصراخ إلى الله، "انْظُرْ وَاسْتَجِبْ لِي يَا رَبُّ إِلَهِي. أَنِرْ عَيْنَيَّ" (ع3). إنه يسكب قلبه لله. لا تقلع عن الصلاة حتى عندما يبدو الله بعيدا.
- استمر واثقا
أَمَّا أَنَا فَعَلَى رَحْمَتِكَ" (ع5أ). "لقد ألقيت نفسي بلا تردد بين ذراعيك" (ع5أ، الرسالة). من السهل نسبيا أن يكون لديك إيمان عندما تسير الأمور حسنا، لكن يقع امتحان الإيمان عندما لا تبدو الأمور أنها تسير حسنا.
- استمر فرحا
لا يفرح في التجارب بل بخلاص الله. فهو يقول، "يَبْتَهِجُ قَلْبِي بِخَلاَصِكَ" (ع5ب). "إنني أحتفل بإنقاذك" (ع5ب، الرسالة).
- استمر عابدا
بالرغم من كل ما مر به، كان داود قادرا أيضا أن يرى صلاح الله: "أُغَنِّي لِلرَّبِّ لأَنَّهُ أَحْسَنَ إِلَيَّ" (ع6). إنه يتذكر كل ما فعله الله له.
بينما تسبح الله وتعبده، يعطي هذا لمشاكلك منظور آخر. أحيانا، أجده أمرا نافعا أن أنظر للوراء على حياتي وأشكر الرب من أجل ما جعلني أجتازه من صراعات شخصية وإحباط وحرمان وأن أتذكر كيف أنه من خلال كل هذا "أحسن إليّ" (ع6).
يا رب، إنني أعبدك اليوم. أشكرك لأجل إحسانك لي. ومن أجل كل المعارك الآتية، إنني أثق في محبتك التي لا تسقط أبدا.
مَتَّى 15:10-39
2 - استمر في اتباع يسوع
لا يلغي التأخير وعود الله. لا يغير الله دائما أوضاعنا على الفور. لن يستأصل المرض ولا المعاناة بصورة نهائية حتى يعود يسوع. تعد هذه القصص، واختبارنا للمعجزات والشفاء لمحة مسبقة لما سيحدث وقتذاك.
يستعلن صلاح الله بصورة فائقة في يسوع. مرة أخرى، في هذه الفقرة، نرى صلاح يسوع الرائع وكيف يشفي في وجود الخطية والمرض والمعاناة.
- استمر في تجديد ذهنك
يقول يسوع مشكلتنا لا تتعلق بالأمور السطحية، مثل ماذا نأكل (ع11). يدخل الطعام إلى جسدك ويخرج منه (ع17). أما الأشياء التي تؤذيك فتأتي من الداخل – "ما يخرج من الفم يبدأ في القلب" (ع17 الرسالة). المشكلة الحقيقية هي الخطية الموجودة في القلب: "لأَنْ مِنَ الْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ زِنىً فِسْقٌ سِرْقَةٌ شَهَادَةُ زُورٍ تَجْدِيفٌ. هَذِهِ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ" (ع19، 20أ).
يكمن تحدي كلمات يسوع في أنه بينما لا نكون قد ارتكبنا القتل أو الزنى، إلا أن جميعنا قد سقطنا في أول عقبة. أول سمة يذكرها يسوع تماما هي "الأفكار الشريرة". ليس الحل لخطيتنا هو الطقوس الخارجية، كما كان يقترح الفريسيون. الله فقط هو الذي يمكنه تغيير قلبي. أحتاج معونة روحه القدوس ليغيرني ويطهرني.
- استمر في الصلاة من أجل الشفاء
هناك أمور قليلة تؤلم أكثر من رؤية أولادك يعانون. كانت ابنة المرأة الكنعانية "مَجْنُونَةٌ جِدّاً" (ع22). لابد وأن هذه الأم قد صرخت في قلبها، "حتى متى، يا رب؟" لكنها استمرت تطلب الشفاء ورفضت أن تحبط بسبب حقيقة أن يسوع لم يبد مستجيبا لطلبتها. "فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!»" (ع25).
رأى يسوع أن لديها" إيمان عظيم" وشفى (ع28). ومضى ليشفي "عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُلٌّ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ" (ع30).
- استمر في التصرف نيابة عن الجائعين
لم يتناول يسوع مشكلة المرض فقط (ع22 إلخ)، بل بالمعاناة التي يسببها الجوع. فقد قال، "إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى الْجَمْعِ لأَنَّ الآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ. وَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَصْرِفَهُمْ صَائِمِينَ لِئَلَّا يُخَوِّرُوا فِي الطَّرِيقِ" (ع32).
يستطيع يسوع أن يفعل الكثير بالقليل جدا. بقدر قليل من الطعام الذي أعطي له أشبع الجمع. إن أعطيته القدر القليل الذي لديك من جهة حياتك ومصادرك، فهو يقدر أن يضاعفهم ويستخدمهم بصورة عظيمة.
إن كان يسوع قد اهتم كثيرا بالجوع الوقتي، فكم بالأكثر جدا سيكون مهتما بخصوص مئات الملايين من الناس في العالم اليوم والذين يعانون من الجوع وسوء التغذية. كأتباع ليسوع نحتاج أن نعمل لأجل الجائعين اليوم.
لا شك أن الجميع سيصادقون على يسوع. لكن كلا. لقد امتعض الفريسيون (ع12) عندما سمعوه. إن كان حتى يسوع قد نفّر الناس بما قاله، فليس من المفاجئ أن ينفر الكثير من الناس بما يقوله المسيحيون والكنيسة اليوم.
يا رب، أعطني شفقتك على الناس المتألمين، سواء كان الألم من المرض أو الجوع أو أي سبب آخر. تعال، أيها الروح القدس.
التَّكوينُ 43:1-44:34
3 – استمر في الرجاء
ربما يكون يعقوب قد صرخ، مثل داود: "إلى متى، يا رب؟" (مز1:13أ). بدت معاناته أنها مستمرة بلا نهاية. لقد كان حزينا على خسارة ابنه لأكثر من عشرين سنة. والآن توجد مجاعة شديدة (تك1:43) وواجه احتمال فقدان حبيبه بنيامين. فسأل، "لِمَاذَا أسَأتُمْ الَيَّ" (ع6). ويقول، شبه مستسلم، "وَانَا اذَا عَدِمْتُ الاوْلادَ عَدِمْتُهُمْ" (ع14).
في النهاية كان على يعقوب أن يثق في الله ببساطة ويترك ابنه بنيامين يذهب. وعندما فعل، سارت الأمور على ما يرام. غالبا جدا لا يحل الله الأمور تماما حتى نرفع نحن أيدينا ونعهد بالأمر ليدي الرب – ربما ونحن نخاف من حدوث الأسوأ.
يعد كاتب هذا الجزء من سفر التكوين راوي قصص بارع. إنه يرسم الألم الشديد. يهوذا يعرف أنه لو فقد أبوه بنيامين – كما حدث مع يوسف – فربما يقتله هذا. إنه يتكلم عن "لِئَلَّا أنْظُرَ الشَّرَّ الَّذِي يُصِيبُ أبِي" (34:44). طوال الوقت، نحن – القراء – نعلم أن يوسف ما زال حيا في الحقيقة وأنه خلال كل ما يحدث يتم تحقيق كل أحلامه (26:43-28). لقد "تأثر يوسف بعمق" وكان مضطرا أن يبحث عن مكان ليبكي (ع30).
وضع يوسف أخوته في اختبار. يهوذا رجل مختلف الآن. قبل هذا باع أخاه بقسوة ليكون عبدا (26:37-27). والآن هو مستعد أن يضحي بحياته لينقذ أخاه: "فَالْانَ لِيَمْكُثْ عَبْدُكَ عِوَضا عَنِ الْغُلامِ عَبْدا لِسَيِّدِي وَيَصْعَدِ الْغُلامُ مَعَ اخْوَتِهِ" (33:44).
كان الله يعمل من خلال الانحناءات والالتواءات الغير متوقعة التي لهذه القصة، محققا غرضه. إنه يعمل دائما على شخصيتك ممكنا إياك أن تنظر يوما على حياتك وتقول، "الرب... لأَنَّهُ أَحْسَنَ إِلَيَّ" (مز6:13).
بينما نقرأ هذا بعيون العهد الجديد نتذكر أن الله أرسل ابنه الوحيد ليخلصنا. كان على يعقوب أن يرسل ابنه "الوحيد" (الوحيد المتبقي، تك38:42) بنيامين لينقذ العائلة كلها.
أشكرك يا رب لأجل الطريقة الرائعة التي تجري بها أغراضك في حياتنا وفي التاريخ. في الأوقات العصيبة، عندما أصرخ عاليا، "إلى متى، يا رب؟"، ساعدني لكي أستمر في التقدم، تابعا يسوع، مصليا، واثقا، فرحا، عابدا وواضعا رجائي فيك.
Pippa Adds
تك1:43-34:44
هذه الفقرة مؤثرة جدا وتتركنا في حالة تشويق. جرى على أيديهم الكثير جدا من التجريح والغيرة والخداع والقسوة. يوسف يختبرهم ليرى ما بقلبهم: هل تغيروا؟ هل يندمون على تصرفاتهم؟ عندما رأى يوسف أخوته يسجدون لابد وأنه كان أمرا مغريا أن يقول، "أتذكرون تلك الأحلام ...؟ ألم أقل لكم ...؟ بعض الأشياء تعلن لتشجيعنا نحن، ولكن من الأفضل ألا تقال للآخرين.
References
© 1999 Bible Society of Egypt
جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر
عن هذه الخطة
مع أكثر من 2 مليون مستخدم في جميع أنحاء العالم منذ عام 2009، الكتاب المقدس في سنة واحدة هي الرائدة يوميا قراءة الكتاب المقدس الخطة. كل يوم، سوف تتلقى مزمور أو الأمثال القراءة، قراءة العهد الجديد، وقراءة العهد القديم. نيكي وبيبا غومبل ثم تقديم تعليق الثاقبة، وتهدف إلى أن تقرأ أو استمع إلى جانب الكتاب المقدس لتوفير فهم جديد للنصوص. نيكي هو النائب من الكنيسة هتب في لندن ورائدة ألفا.
More
نود أن نشكر نيكي وبيبا غومبل، هتب لتقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة: https://www.bibleinoneyear.org/