أسفار موسى الخمسةعينة
اليوم 10: البُنية والمحتوى (يعقوب والكنعانيين)
يتألّفُ نزاعُ يعقوبَ مع الكنعانيّين من حادثتَين مرتبطتَين ارتباطاً وثيقاً (التكوين 33: 18-35: 15). تَتعلقُ الحادثةُ الأولى بالنزاعِ في شكيم الذي حدَثَ مع يعقوب في التكوين 33: 18-34: 31. في الوقتِ الذي كانَ فيه يعقوبُ بين الكنعانيّين، اضطجعَ شَكيمُ ابن حَمور مع دينة، ابنةِ يعقوب. وكردٍّ على هذا الاعتداء على أختِهِم، قامَ أولادُ يعقوبَ بخداعِ بني شكيم وجعلوهُم يعتقدونَ أنهم سيُسامِحونَهم في حالِ اختَتَنوا. لكن ما أن باتَ بنو شكيم عاجزينَ عن القتالِ بسببِ أوجاعِ الختانِ، انقضَّ ابنا يعقوب شمعون ولاوي عليهِم وقتلوهُم جميعاً. عَبّرَ يعقوبُ لاحقاً عن خِشيَتِهِ من أن يسعى الكنعانيّون للانتقامِ ويُهلكوا عائلتَهُ. وعلى الرُغمِ من إصرارِ ابنَي يعقوب على أنهُمَا فعلا الصّواب، فإنّ كلماتِ يعقوبُ الأخيرةِ عن شمعون ولاوي، في التكوين 49: 5-7 تُشير إلى غيرِ ذلك.
تَلقّى يعقوبُ، في الحادثةِ الثانية، في بيتِ إيل ضماناً من الله، في التكوين 35: 1-15. في التكوين 35: 2-4، كرّسَ يعقوبُ نَفسَه وكلَّ عائلتهِ للهِ استعداداً لبناءِ مذبحٍ في بيتِ إيل. ونتيجةً لذلك، نزَلَ خوفُ اللهِ على الكنعانيّين ولم يَسعوا وراءَ يعقوب. وبعدَ أن بنى يعقوبُ المذبحَ في بيتِ إيل، تكلَّمَ اللهُ معَه وأكَّدَ له أنهُ وريثُ أبيِهِ. ونرى ذلك بصورةٍ خاصةٍ في التكوين 35: 10-12 حيثُ يشبِهُ كلامُ اللهِ هنا كلامَه السابق مع إسحاق في التكوين 26: 3-4. وتنتهي هذه الحادثةُ بيعقوب وهو يقدّمُ الشكرَ للهِ على هذه البركة.
نرى الكثيرَ من التشابهِ بين إبراهيمَ ويعقوبَ في هذه الإصحاحات. في التكوين 33: 20، بنى يعقوبُ مذبحاً للربَّ في شَكيم، وهذا يُشبِهُ إلى حدٍ كبير ما فَعَلَهُ إبراهيم قَبلَهُ في التكوين 12: 7. علاوةً على ذلك، في التكوين 35: 6-7، انتقلَ يعقوبُ من شكيم إلى بيتِ إيل وبنى هناكَ مذبحاً للرب، كما فعلَ إبراهيم في التكوين 12: 8. وكما هو الحالُ في القسمِ الثاني، تُبيِّنُ هذه المقابلاتُ الإيجابيّةُ مع حياةِ إبراهيم أن اللهَ كان موافقاً على نزاعِ يعقوب مع الكنعانيّين.
الكلمة
عن هذه الخطة
تدعى أول خمسة أسفار في العهد القديم عادة أسفار موسى الخمسة. وهي تروي قصة شعب اسرائيل من الخلقية إلى الاعداد لامتلاك أرض الموعد. ولكن هل أسفار موسى الخمسة هي مجرد سرد تاريخي لشعب الله المختار؟ أم هي شيء أكثر من ذلك؟ نتعرّف في خطة القراءات هذه على الأسفار من التكوين إلى التثنية، من خلال البحث في سبب كتابتها، ما قصدته لقرّائها الأصليين، والطريقة التي يجب بها أن نتجاوب معها اليوم. نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر للأسفار من التكوين إلى التثنية. كما نشرح كيف كان لقرّاء موسى الأصليين أن يفهموا الروايات القصصية الواردة في أول خمسة أسفار في الكتاب المقدس، وماذا تعني هذه القصص للمؤمنين المعاصرين.
More
نود أن نشكر خدمات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/pen