أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: وأهل تسالونيكيعينة
اليوم 3: الأنبياء الكذبة في ٢ تسالونيكي ٢: ١-٣
وجدت كنيسة تسالونيكي نفسها تحت تأثير الأنبياء الكذبة. مع أنَّ هذا الأمر لم يكن يدعو إلى الدهشة. فأولاً، يميل المؤمنون المضطهدون إلى توجيه حياتهم كلها لعودة المسيح الثانية. خيبة الامل والمعاناة، توجّه أنظارنا إلى اليوم الذي سينقذنا فيه يسوع.
وثانياً، عندما يركز المؤمنون اهتمامهم الكبير على عودة المسيح، فإنهم غالباً ما يصبحون معرّضين لتعاليم المعلمين الكذبة. فقد دخل المعلمون الكذبة على الكنيسة في تسالونيكي مع معتقدات مضللة عن عودة المسيح.
يتضح بأن تيموثاوس أخبر بولس بأن الأنبياء الكذبة تكلموا ضد تعاليمه. ولهذا، استجاب بولس بتذكير المؤمنين في تسالونيكي بفحص كل النبوات التي سمعوها. لنقرأ كلماته في ١ تسالونيكي ٥: ٢٠-٢١:
لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ. امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ. (١ تسالونيكي ٥: ٢٠-٢١)
يثير هذه النزاع قضية أخرى: ماذا كانوا يعلّمون هؤلاء الأنبياء الكذبة؟
لا نستطيع التأكّد من تعاليم الأنبياء الكذبة كلها، ولكن يمكننا أن نخمّن بأن مشكلتهم الجوهرية كانت في اعتقادهم أنَّ عودة يسوع ستكون فورية. وبالحقيقة، فإن بعض الأنبياء الكذبة كانوا قد أعلنوا بأن المسيح قد عاد بالفعل. لنقرأ ٢ تسالونيكي ٢: ١-٣:
ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاجْتِمَاعِنَا إِلَيْهِ أَنْ لاَ تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعًا عَنْ ذِهْنِكُمْ وَلاَ تَرْتَاعُوا لاَ بِرُوحٍ وَلاَ بِكَلِمَةٍ وَلاَ بِرِسَالَةٍ كَأَنَّهَا مِنَّا أَيْ أَنَّ يَوْمَ الْمَسِيحِ قَدْ حَضَرَ. لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أحَدٌ... (٢ تسالونيكي ٢: ١-٣)
من المحتمل، أنَّ بعض الأنبياء الكذبة أخذوا هذه الأفكار من إحدى المجموعات الدينية في تسالونيكي، والتي كانت تعبد "كابيرس"، وهو بطل محلي كان قد قُتلَ، وكان يُقال إنه سيعود إلى العالم بصورة دورية. مهما كان مصدر هذه الأفكار الخاطئة، فإن بولس أرشدَ المؤمنين في تسالونيكي على التمسك بما علّمهُ عن المجيء الثاني للمسيح.
عن هذه الخطة
البحث في خلفية رسائل بولس إلى أهل تسالونيكي، ودراسة البناء والمحتوى للرسالتين الأولى والثانية لأهل تسالونيكي، واعلان مفهومه عن الأخرويات.
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org