مدخل إلى الأناجيلعينة
اليوم 10: المواضيع المميزة في إنجيل يوحنا 6: 35، 8: 12، 10: 1-19، 13: 34-35، 17: 23-26
صوَّر يوحنا في إنجيله، يسوعَ كابنِ اللهِ الذي تمَّم خُطةَ الخلاصِ الأزليَة. وبتشديدِه على هُويةِ يسوع كابن الله، تَحدثَ يوحنا عن عَلاقةِ يسوعَ الفريدةِ بالآب. يسوعُ هو الإعلانُ النِهائي لأبيه، والوحيدُ القادرُ أَن يَجعلَ الحياةَ الأبَديةَ متوفرةً لجَميعِ الذين يَضَعونَ إيمانَهم فيه. على سبيلِ المِثال، في وقتٍ استَهلَّ كُتّابُ الأناجيلِ الآخَرونَ كتاباتِهم بميلادِ يسوعَ أَو خِدمتِه الباكِرة، بدأ يوحنا إنجيلَه بالإعلانِ عن أَنّ ابنَ الله كان مُشاركاً في الخَلقِ مع الله، وأن الآبَ هو مُعلَنٌ الآنَ من خِلالِ ابنِه الوَحيد.
طريقةٌ أُخرى أبلغَ يوحنا من خلالِها رسالتَه المَجيدة، كانت من خلالِ سلسلة أقوالِ "أنا هو" التي نطقَ بها يسوع. ألمحَ يسوعُ من خلالِ هذه التصريحات، إلى اسمِ اللهِ في العهدِ القديم "يهوه". في الخروجِ ٣: ١٤، فسّر اللهُ نفسُه أَنّ اسمَ "يهوه" يعني في الأساسِ "أنا هو". وقد ألمحَ يسوعُ إلى هذا الاسمَ في يوحنا ٦: ٣٥، حيث قال "أنا هو خبزُ الحياة". كما نجدُه في ٨: ١٢ و٩: ٥ في عبارة " أنا هو نورُ العالم". وفي ١٠: ٧، ٩ في "أنا هو الباب". وفي ١١: ٢٥، في "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ". وفي ١٤: ٦ "أنا هو الطريقُ والحقُ والحياة". وفي ١٥: ١ في عبارةِ "أنا (هو) الكَرمةُ الحقيقية". أما في ٨: ٥٨، قدَّمَ يسوعُ ذُروةَ إعلانه" "أنا كائن" (أو "أنا هو"). وقد أعْلَنَ يسوعُ نفسَه في كلٍ من هذه الشَواهد، كالحامِلِ لاسْمِ اللهِ المُقدَسِ في العَهدِ القديم، وأنه إعلانُ اللهِ في شَخصِه.
وتتضحُ مَنزِلَةُ يسوعَ في وَسطِ خُطةِ اللهِ الأزليةِ للخَلاصِ من خِلالِ صَلاةِ يسوعَ كرئيسِ كهنةٍ في يوحنا ١٧. تأمل صلاةِ يسوعَ في يوحنا ١٧: ٢٤:
أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ.
ربطَ يسوعُ بين خَلاصِ أتباعِه ومَحبةِ الآبِ للابنِ قبلَ الخَلق. وكانت نُقطَتُه أَن خَلاصَنا هو انسِكابُ مَحبةِ اللهِ على يسوع.
فإن كان يوحنا قد صوّرَ يسوعَ كابنِ اللهِ الذي تمَّمَ خُطَةَ الخَلاصِ الأزليَة، كيف يُجيبُ إنجيلُ يوحنا عن السؤالِ الثاني؟ كيف نَتبعُ يسوع؟
الطريقةُ الرئيسيةُ التي من خِلالها نتبعُ يسوعَ في إنجيلِ يوحنا، هي من خِلالِ اختِبارِ محبةِ اللهِ لنا وإظهارِ تلكَ المحبةِ نفسِها واحدُنا نحو الآخر. وقد وضعَ يسوعُ نموذجاً لنا لنَتبعَهُ من عدةِ جوانب. على سبيلِ المِثال، نرى هذا في يوحنا ١٧: ٢٣ – ٢٦، حيثُ تكَلَم يسوعُ عن محبةِ الآبِ لابنِه. وهذه المحبةُ الأزَليةُ للآبِ لابنِه كانتْ وراءَ الخُطةِ الأزَليةِ للخَلاصِ الذي أنجَزَه يسوع. لذلك من الطبيعي أن تكونَ المحبةُ هي علامةُ التَلمَذةِ في إنجيلِ يوحنا. وكما قالَ يسوعُ لأتباعِه في يوحنا ١٣: ٣٤ – ٣٥:
وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً. بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ.
فبِحَسَبِ يوحنا، نحنُ نتبعُ يسوعَ عن طريقِ مَحبةِ أحدِنا الآخرَ بهذا النوعِ من المَحَبَة.
وهكذا تبدأُ التلمذةُ وتنقادُ بالمَحبة. محبةُ اللهِ لنا تُحرِّكُ تلمذَتَنا. ومَحبَةُ الله التي تظهرُ من خلالِنا نحوَ بعضِنا البَعض هي التعبيرُ عن تَلمَذَتِنا. وهذا يساعدُنا أَن نَفهمَ لماذا أشارَ يوحنا إلى نفسِه بـ"التلميذِ الذي كانَ يسوعُ يُحبِه" وليس بالتلميذِ الذي يُحِب". فقد عَرَفَ يوحنا أن قُدرَتَه على مَحبةِ الآخرينَ أتَت من عُمقِ مَحبةِ يسوعَ له. فأتباعُ يسوعَ هم مَحبوبون أولاً، وبعد ذلك هم مدعوونَ ليُحِبَ أحدُهم الآخر.
عن هذه الخطة
البحث في الطابع الأدبي للأناجيل، ومنزلتهم في الكنيسة، ووحدتهم وتنوعهم.
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org