فيروس كورونا والمسيحعينة

فيروس كورونا والمسيح

يوم 1 من إجمالي 9

 هيَّا إلى الصخرة

إنَّ الأرقامَ والاحتمالاتِ والنسبَ المئويَّةَ أساسٌ هشٌّ جدًّا لا يصلح أن نضعَ رجاءَنا عليه. هناك احتمالات من قبيل ٣٪ في مقابل ١٠٪ أو الشباب في مقابل كبار السِّنّ، أو ضعف الصحَّة في مقابل عدم وجود تاريخ مرضيّ، أو المناطق الريفيَّة في مقابل المناطق الحضريَّة، أو العزل الذاتيِّ في مقابل الزيارات الاجتماعيَّة للأصدقاء في المنزل. لا يمدُّنا هذا التطلُّع إلى النسب المئويَّة والاحتمالات بالرجاء. وليس هذا موضعًا ثابتًا يمكننا الوقوف عليه.

هناك طريقٌ أفضل، وموضعٌ أفضلُ بإمكاننا الوقوف عليه: صخرةُ يقينٍ بدلَ رمال الاحتمالات.

عندما حلَّ السرطان

أتذكَّر أنَّني تلقَّيتُ في ٢١ كانون الأوَّل/ديسمبر من عام ٢٠٠٥م خبرَ تشخيص إصابتي بسرطان البروستاتا. وطَوال أسابيعَ عدَّة تلت ذلك، كانت الأحاديث كلُّها تدور حول الاحتمالات والنسب المئويَّة، من قبيل احتمالات الانتظار دون فعل شيء، واحتمالات تناوُل أدوية، واحتمالات العلاج التجانُسيّ (أو العلاج المثليّ)، واحتمالات الجراحة الجذريَّة. كنتُ وزوجتي، نويل، نأخذ هذه الأرقام على مَحمَل الجِدّ. أمَّا في المساء، فكنَّا نبتسم أحدُنا للآخر ونفكِّر هكذا: لا يكمُن رجاؤنا في الأرقام والاحتمالات، بل رجاؤنا هو في الله.

لم نكُنْ نقصد بهذا أنَّ من المؤكَّد بنسبة ١٠٠٪ أنَّ الله سيشفيني، في حين ليس في وُسع الأطبَّاء سوى أن يقدِّموا لي بضعة أرقام واحتمالات، بل كانت الصخرة التي نتحدَّث بشأنها أفضل من ذلك؛ أجل، أفضل من الشفاء ذاته.

فحتَّى قبل أن أتلقَّى تلك المكالمة الهاتفيَّة من الطبيب التي أخبرني فيها بأنَّني مريض بالسرطان، كان الله قد ذكَّرني بطريقةٍ واضحةٍ ورائعة بالصخرة التي أقفُ عليها. فبعد انتهائي من فحصي السنويِّ المعتاد، نظرَ إليَّ طبيب المسالك البوليَّة وقال لي: «أودُّ أخذَ عيِّنة من الأنسجة للفحص».

قلتُ في نفسي: "حقًّا؟" وسألتُ الطبيب: "متى؟"

أجابني: "الآن، إذا كان لديك الوقت".

"سأخصِّص الوقت لذلك".

تكلَّم الله

وبينما كان الطبيب ذاهبًا ليحضِّر الأدوات؛ وبينما كنتُ أغيِّر ثيابي لأرتديَ رداءَ المستشفى الأزرق المعتاد وغير الجذَّاب، أتيح لي بعض الوقت للتفكير في ما يحدث. "يعتقد الطبيب إذًا أنَّني قد أكون مريضًا بالسرطان". وبينما بدأ مستقبلي في هذا العالم يتغيَّر أمام عينيَّ، استحضر الله إلى ذهني شيئًا كنتُ قد قرأته في الآونة الأخيرة في الكتاب المقدَّس.

لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاقْتِنَاءِ الْخَلاصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي مَاتَ لأَجْلِنَا، حَتَّى إِذَا سَهِرْنَا أَوْ نِمْنَا نَحْيَا جَمِيعًا مَعَهُ (١تسالونيكي ٥: ٩-١٠).

فسواء كنتُ مستيقظًا أم نائًما – أي سواء عشتُ أم متُّ – سأكون حيًّا مع الله.

كيف يمكن أن يكونَ هذا؟ أنا خاطئ، ولم يسبق لي أن عشتُ يومًا واحدًا من أيَّام حياتي – ولا يوم واحد – دون أن أوجَدَ دون مستوى مقاييس الله عن المحبَّة والقداسة. كيف يمكن إذًا أن يكونَ هذا؟

هذا بسبب يسوع، يسوع وحده. فبسبب موته، لن يقع عليَّ غضبٌ. ليس هذا لأجل كمالي، بل لأنَّ خطاياي وذنوبي وعقوبتي قد وُضعَتْ على مخلِّصي، يسوع المسيح. فقد مات «عنَّا». هذا ما تقوله كلمة الله. لذلك، أُعتِقتُ من الذنب، ومن العقوبة، وصرتُ آمنًا في نعمة هذا الإله الرحيم. هذا ما قاله الله: "سواء عشتَ أم متَّ، ستكون معي."

يختلف هذا تمامَ الاختلاف عن التعلُّق بأرقامٍ واحتمالاتٍ ونسبٍ مئويَّة، سواء من جهة مرض السرطان، أم فيروس كورونا. هذه صخرةٌ راسخةٌ تحت قدميَّ؛ ليس هذا أساسًا هشًّا أو رمالًا. وأودُّ أن تقفَ قدماك أنت أيضًا على هذه الصخرة في هذه الأوقات الغير مستقرة.

يوم 2

عن هذه الخطة

فيروس كورونا والمسيح

هذا هو الوقت الذي نشعر فيه بهشاشة هيئة هذا العالم. فالأساسات التي كانت تبدو متينة آخذةٌ بالاهتزاز. والسؤال الذي ينبغي أن نطرحه الآن هو: هل تقفُ أقدامنا على صخرة- صخرةٍ لا يمكن أن تتزعزعَ بتاتًا؟

http://elsoora.org :نود أن نشكر خدمة الصورة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع

تستخدم YouVersion ملفات تعريف الإرتباط لتخصيص تجربتك. بإستخدامك لموقعنا الإلكتروني، فإنك تقبل إستخدامنا لملفات تعريف الإرتباط كما هو موضح في سياسة الخصوصية