عندما ينقلب عالمكعينة

عدمُ اليقين – أمرٌ مضمون

لا شيءَ يبقى على حالِه.

طرأتْ تغيُّراتٌ كثيرةٌ جدًا على أمورٍ أعتدنا القيامَ بها: طريقةُ تسوّقِنا وشرائِنا الطعام، إحساسُنا بالانتماء، كيفيةُ انخراطِنا في المجتمع، بل وحتّى كيفيةُ العيشِ معًا كأسرة. لم أعدْ أعرفُ ما الذي يمكنُني الاعتمادُ عليه.

هذا صحيح. فستكونُ الحياةُ مختلفةً بعضَ الوقتِ بينما نتعافى من أثرِ هذه الكارثة، وبعضُ الأمورِ لن تعودَ أبدًا إلى ما كانت عليِه قبلًا. ولكنّ التغيُّراتِ والخسائرَ المؤلمةَ والضيقاتِ ليستْ صاحبةَ الكلمةِ الأخيرة.

فوجودُنا في ظروفٍ صعبةٍ لا يعني أنّ اللهَ تركَنا، أو أنّ الحياةَ لن تعودَ جيّدةً وجميلةً ثانيةً.

يحكي لنا الكتابُ المُقدَّسُ قصّةَ يوسف، الذي كان الابنَ المُفضَّلَ عند أبيه، وكان إخوتُه يغارون منه. تعرَّض يوسفُ لظروفٍ صعبةٍ حين باعه إخوتُه عبدًا! وبالرغمِ من خيانتِهم يوسفَ وغدرِهم به، صار عبدًا جيّدًا في بيتِ مسؤولٍ مهمّ. وقد كافَأ هذا المسؤولُ يوسفَ بجعلِه مسؤولًا عن إدارةِ كلِّ شؤونِ بيتِه. ولكنْ لاحقًا، سُجِن يوسفُ سنواتٍ طويلةً بسببِ اتّهاماتٍ كاذبةٍ له.

ولكنّ الظّروفَ السّيّئةَ لم تحُلْ دون إتمامِ اللهِ عملَه. ففي تلك الصّعوباتِ والآلامِ والضيقات، علَّم اللهُ يوسفَ طرقَه وأعدَّه ليكونَ قائدًا حكيمًا. وفي النهاية، قاد يوسفُ مصرَ في الاستعدادِ لمجاعةٍ شملت مناطقَ واسعة. وحتّى عائلةُ يوسفَ أتت إلى مصرَ طلبًا للطعام!

برأيِك، ما الذي فهمه يوسفُ من التغيُّرِ غيرِ المتوقعِ في مسارِ الأحداث؟ لاحظْ ردَّه على إخوتِه الذين ظنّوا أنّه قد ينتقمُ منهم لإساءتِهِم معاملتَه:

"وقالوا: ‘ها نحنُ عبيدُك.’ فقال لهم: ‘لا تخافوا: هل أنا

أقومُ مقامَ الله؟ أنتُم نويتُم لي شرًّا، ولكنّ اللهَ قصد

بالشّرِّ خيرًا، ليُنجِزَ ما تمَّ اليوم، لإحياءِ شعبٍ كثير.

لذلك لا تخافوا، فأنا أعولُكم أنتُم وأولادَكم.’ فطمأنهم

وهدَّأَ رَوعَهم. "

التكوين 50: 18 - 21

ينطوي المستقبلُ دومًا على شيءٍ من عدمِ اليقين. وبعد كلِّ ما حدث ليوسف، أدرك أن اللهَ هو دائمًا المسيطرُ الذي ينُجِزُ عملَه الصالح.

حين تواجه ظروفَ الحياةِ وتقلُّباتِها، هل يعطيك ضمانُ صلاحِ اللهِ رجاءً؟