الكتاب المقدس في سنة واحدة 2018عينة

الكتاب المقدس في سنة واحدة 2018

يوم 17 من إجمالي 365

كيف تحقق إمكانياتك الكامنة

في الحياة، لا يصل الكثير من الناس لتحقيق كل طاقاتهم الكامنة. وهكذا يمكننا أن نعلق في دائرة كل يوم بحيث يكون من السهل أن نستمر على الأنماط القديمة بدلا من أن نتغير. ومع هذا فقد أعطينا رغبة من عند الله أن نحيا بكامل طاقتنا الكامنة. ربما تتذكر هذه السيرة الشهيرة:

"سلومون جراندي ... ولد في يوم الأثنين ...

تم تعميده في يوم الثلاثاء ... تزوج يوم الأربعاء ...

نقل مريضا يوم الخميس ... تردت حالته يوم الجمعة ...

توفي يوم السبت ... دفن يوم الأحد ...

وكانت هذه هي نهاية سلومون جراندي."

بالنسبة لبعض الناس، يجمل هذا بالتمام كل حياتهم. ومع هذا، نشعر كلنا في أعماقنا "لا بد أن الحياة لها معنى أكبر من هذا". يقول يسوع، في الواقع، "نعم لها!". الطاقات الكامنة لكل إنسان هي طاقات عظيمة.

يريد يسوع لك أن تعيش حياة مثمرة للغاية. إنه يريدك أن تثمر "ثَمَراً بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ" (مت8:13). الحد الأدنى هو 30 ضعف. يكمن مفتاح هذه الإمكانية في علاقتك مع يسوع – علاقة يمكن أن تكون وثيقة مثل علاقة الأخ أو الأخت أو الأم (50:12). يمكنك أن تحيا حياة هادفة بحق لتصنع فرقا في العالم، بسبب ما تأخذه منه (11:13، 12، 16).

لا تتعلق إمكانياتك الكامنة بأن تقودك طموحاتك أو نجاحك؛ إنها تتعلق بالتعرف على من تكون في الله. بينما تطلب وجهه وتعيش حياتك بحسب أغراضه، ستحمل الكثير من الثمر. كلما بدأت تحقق طاقاتك المعطاة لك من الله، كلما ائتمنك أكثر. إنه يريد لك أن تحيا حياة الوفرة والفيض. (ع12).

كانت الفرصة عظيمة جدا أمام إسرائيل (تك11:35). فقد نوى الله ليس فقط أن يكون إسرائيل مباركا، بل وأن يكون بركة للأمم الأخرى. لديك الفرصة أن تحيا حياة بركة أعظم حتى من حياة من تقرأ عنهم في العهد القديم. يقول يسوع، "وَلَكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ وَلِآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَاراً كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا" (مت16:13-17).

يحذر يسوع أنه بالرغم من وجود إمكانيات كامنة عظيمة في كل منا، إلا أنه توجد عثرات في الطريق أمامنا. كيف يمكنك أن تتجنب عثرات الحياة وتحقق إمكانياتك؟

المَزاميرُ 10:‏1-‏11

1 – عزز تواضعك

يعرف الأب كريستوفر جيمسون في كتابه، Finding Happiness: Monastic Steps for a Fulfilling Life، الكبرياء على أنه "الحس المبالغ بالذات". فيكتب، "التواضع هو طريقة أمينة لتناول حقيقة حياتنا والاعتراف بأننا لسنا أكثر أهمية من الآخرين".

في هذا المزمور، يمضي المرنم في رحلة من الشعور بأن الله "بعيد تماما ... في أزمنة الضيق" (ع1 إلخ)، حتى يتحقق (كما سنقرأ غدا) أن الله "يرى التعب والحزن"، و"ينصت" "لصراخ" "البائسين" ويدافع عن "اليتامى والمسحوقين" (ع14 إلخ).

في الواقع، إنهم "الأشرار" (ع2) هم الذين يسعون لجعل أنفسهم بعيدين – "أحكامك مرفوضة منه" (ع5). إنهم يظنون في أنفسهم أنهم أكثر أهمية من الآخرين – خاصة المساكين، الذين، "يَكْمُنُ فِي الْمُخْتَفَى كَأَسَدٍ فِي عِرِّيسِهِ. يَكْمُنُ لِيَخْطُفَ الْمِسْكِينَ. يَخْطُفُ الْمِسْكِينَ بِجَذْبِهِ فِي شَبَكَتِهِ فَتَنْسَحِقُ وَتَنْحَنِي وَتَسْقُطُ الْمَسَاكِينُ بِبَرَاثِنِهِ" (ع9-10). تخبرنا هذه الآيات عن عثرة الكبرياء (ع4).

عندما تسير الأمور بصورة حسنة نُجرب أن نقول، "لاَ أَتَزَعْزَعُ. مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ بِلاَ سُوءٍ" (ع6). يمكن أن نُجرب بأن نشعر بأننا لا نحتاج الله: "الشِّرِّيرُ حَسَبَ تَشَامُخِ أَنْفِهِ يَقُولُ: [لاَ يُطَالِبُ]. كُلُّ أَفْكَارِهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ" (ع4). من السهل أن نصبح متغطرسين (ع2) ومنتفخين (ع3). يحذرنا هذا المزمور من أن نفعل هذا، ويذكرنا بحاجتنا لله.

احفظني يا رب من الكبرياء والغطرسة وتقدير الذات. لكي أطلبك من كل قلبي، متذكرا أنني أحتاجك وأنك لا تنساني ابدا

مَتَّى 12:‏46-‏13:‏17

2 – تابع العلاقة الوثيقة

حرفت بعض الطوائف الخطيرة كلمات يسوع (50:12) لتعلّم أنه لكي تصبح مسيحيا يعني قطع جميع العلاقات مع عائلتك. وهذا ليس خطيرا فحسب، ولكنه غير كتابي أيضا. الوصية الخامسة هي: "أكرم أباك وأمك" (خر12:20). يقول لنا العهد الجديد أنه "وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْتَنِي بِخَاصَّتِهِ، وَلاَ سِيَّمَا أَهْلُ بَيْتِهِ، فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ" (1تي8:5).

لكن يبدو هنا أنه يوجد أيضا شيء أكثر أهمية من علاقتك مع عائلتك. دعوتك العليا هي أن تكون لك علاقة وثيقة مع يسوع، إذ بهذا تفعل "مشيئة الآب" (مت50:12).

يقول يسوع، "لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي" (ع50). تتكلم كلماته عن العلاقة اللصيقة والثبات والقبول – علاقة في أعمق مستوى ممكن. يمكنك أن تكون على هذا المستوى اللصيق مع يسوع. ابق قريبا منه كل يوم وسوف تحقق إمكانياتك الكامنة.

3 – عمق جذورك

تعد مرتفعات الخبرات الروحية أمرا شديد الأهمية، ولكن ما لم تكن مقترنة بجذور روحية عميقة فسيكون هناك خطر وجود الضحالة والسطحية، والذي يمكن أن يؤدي إلى السقوط بعيدا. كن حذرا من هذه العثرة. يمكننا جميعا أن نسقط بعيدا في قلوبنا حتى بينما نقوم بالأمور الصحيحة.

يتكلم يسوع عن البذور التي تقع على الأرض المحجرة. فهي تظهر ساقها بسرعة ولكنها تذبل لأنه ليس لها جذور (6:13). بعدها يفسر أن الشخص الذي ليس لديه جذور يبقى فقط لوقت قصير لأنه يسقط بعيدا عندما يأتي الاضطهاد أو المتاعب (ع21).

جذورك الروحية هي أجزاء حياتك التي لا يراها شخص آخر – حياتك السرية مع الله. وهذا يشمل صلواتك، عطاءك وحياتك الفكرية. إن كنت تريد أن تحقق إمكانياتك الكامنة تأكد من أنك تنمي جذورا عميقة وقوية وصحية في علاقتك مع الله.

4 – احم قلبك

من السهل على الناس أن يتشتتوا بمشغوليات الحياة. يمكن أن تملأ أمور كثيرة حياتك حتى تطرد وتضغط على وقت الله والكنيسة والطرق الأخرى التي يمكن بها تنمية جذورك الروحية. مرة أخرى، هذا خطر بالنسبة لنا كلنا.

حذر يسوع من الأشواك التي تخنق النبات (ع7). وفيما بعد، يفسر أن الأشواك هي "هموم هذه الحياة" و"غرور الغنى" (ع22).

أشكرك أيها الآب لأنك تدعوني إلى هذه العلاقة الحميمة مع يسوع. ساعدني حتى أضع جذوري عميقا وأن أبقي عيني مثبتة عليك. ساعدني حتى أحرس هذه العلاقة وألا أسمح أبدا لأي أمور أخرى، حتى الأمور الجيدة، أن تزدحم وتخنق حياتي.

التَّكوينُ 34:‏1-‏35:‏29

5 – نق نفسك

نقرأ في هذه الفقرة تحذيرا من خطر تصاعد مسألة الانتقام (أنظر 1كو11:10). أدت جريمة بشعة واحدة إلى الأخرى (اغتصاب دينة، تك2:34). لم يكن العقاب متناسبا مع حجم الجريمة. فقد هاجم شعب الله "الْمَدِينَةِ بِأمْنٍ وَقَتَلا كُلَّ ذَكَرٍ... وَنَهَبُوا الْمَدِينَةَ ... وَسَبُوا وَنَهَبُوا كُلَّ ثَرْوَتِهِمْ وَكُلَّ اطْفَالِهِمْ وَنِسَاءَهُمْ" (ع25-29).

وكانت النتيجة وقوع كارثة. يقول يعقوب، "كَدَّرْتُمَانِي بِتَكْرِيهِكُمَا إيَّايَ عِنْدَ سُكَّانِ الارْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِيِّينَ وَانَا نَفَرٌ قَلِيلٌ. فَيَجْتَمِعُونَ عَلَيَّ وَيَضْرِبُونَنِي فَأبِيدُ انَا وَبَيْتِي" (ع30). أدينت تصرفات شمعون ولاوي بشدة بسبب عنفهما ووحشيتهما وقسوتهما (أنظر 5:49-7).

لم يكن الانتقام مجرد عثرة بالنسبة لشمعون ولاوي فقط؛ مرة أخرى إنه تجربة نتعرض لها جميعا. عندما يساء إلىّ، أريد أن أنتقم. في العهد القديم، كان الانتقام محدودا بمدى تناسبه مع الجريمة – "نَفْسا بِنَفْسٍ وَعَيْنا بِعَيْنٍ وَسِنّا بِسِنٍّ وَيَدا بِيَدٍ وَرِجْلا بِرِجْلٍ" (خر23:21-24). يضع يسوع (ومن خلال موته وقيامته يجعل هذا ممكنا) معيارا أعلى أيضا في علاقاتك اليوم. اغفر وأحب أعداءك.

تكتب جويس ماير، والتي غالبا ما تتحدث عن الاعتداء الذي تعرضت له بينما كانت صغيرة: "هل سبق وكنت مثل دينة، ضحية بريئة؟ أستطيع أن أؤكد لك أنه حتى في أسوأ الظروف، يعطيك الله نعمة لتغفر لكي ما نقدر أن نستمر في حياتنا".

قال يعقوب لبيته، "اعْزِلُوا الْالِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَابْدِلُوا ثِيَابَكُمْ" (2:35). ظهر الله ليعقوب (وأعاد تسميته إسرائيل ع10) وقال، "انَا اللهُ الْقَدِيرُ. أثْمِرْ وَأكْثُرْ. أمَّةٌ وَجَمَاعَةُ أمَمٍ تَكُونُ مِنْكَ. وَمُلُوكٌ سَيَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِكَ" (ع11).

الإمكانيات الموجودة عظيمة. وكما يقول ريك وارين، "في الخدمة، الطهارة الخاصة الخفية هي مصدر القوة العلنية". وهذا ينطبق علينا جميعا، سواء كنا نعمل في العائلة أو مكان العمل أو المجتمع أو الكنيسة. إن اردنا أن يكون لنا تأثير قوي لأجل المسيح في العالم، نحتاج أن نكون شعب الطهارة.

أشكرك يا رب لأن الإمكانيات الكامنة لأجل حياتي متسعة. أشكرك لأنك تريدني أن أحيا حياة مثمرة بشدة، حياة أغراض تصنع فرقا في العالم. ساعدني لكي أتجنب كل العثرات ولأحقق إمكانياتي الكامنة. لعلي أثمر محصولا ثلاثين أو ستين أو حتى مئة ضعف لما بذرته في حياتي.

Pippa Adds

"لِمَاذَا تَخْتَفِي فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ؟" (مز1:10). غالبا ما يبدو الله بعيدا وليس موجودا عندما تحدث أشياء صعبة. ولكن في تك3:35 يقول يعقوب، "الِلَّهِ الَّذِي اسْتَجَابَ لِي فِي يَوْمِ ضِيقَتِي وَكَانَ مَعِي فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتُ فِيهِ". رغم أننا نشعر أحيانا أنه ليس موجودا، إلا أنه موجود. لقد كان معنا أينما كنا.

References

© 1999 Bible Society of Egypt

جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر

يوم 16يوم 18

عن هذه الخطة

الكتاب المقدس في سنة واحدة 2018

مع أكثر من 2 مليون مستخدم في جميع أنحاء العالم منذ عام 2009، الكتاب المقدس في سنة واحدة هي الرائدة يوميا قراءة الكتاب المقدس الخطة. كل يوم، سوف تتلقى مزمور أو الأمثال القراءة، قراءة العهد الجديد، وقراءة العهد القديم. نيكي وبيبا غومبل ثم تقديم تعليق الثاقبة، وتهدف إلى أن تقرأ أو استمع إلى جانب الكتاب المقدس لتوفير فهم جديد للنصوص. نيكي هو النائب من الكنيسة هتب في لندن ورائدة ألفا.

More

نود أن نشكر نيكي وبيبا غومبل، هتب لتقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة: https://www.bibleinoneyear.org/