أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وأهل غلاطيةعينة

أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وأهل غلاطية

يوم 5 من إجمالي 14

اليوم 5:   إيمان إبراهيم – غلاطية ٣: ٦ – ٤: ١١ 

بعد أن قدّم هذه السجلات التاريخية، انتقل بولس إلى القسم الرابع من هذه الرسالة في ٣: ١-٤: ٣١. وهناك قدّم حججاً لاهوتية مباشرة حول عقيدة التبرير بالإيمان.

وقد بيّن لهم في غلاطية ٣: ٦-٤: ١١ أن الله بارك إبراهيم بسبب إيمانه وليس بسبب طاعته لشريعة الله. يمكننا اختصار مناقشة بولس بأربع خطوات.

أولاً، إبراهيم تبرر عن طريق الإيمان بوعد الله له بأن يعطيه ابنا. في ٣: ٦-٧ أشار بولس إلى تكوين ١٥: ٦ داعياً إياهم إلى التعلم من إبراهيم:

كَمَا آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً. اعْلَمُوا إِذاً أَنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ أُولئِكَ هُمْ بَنُو إِبْرَاهِيمَ. (غلاطية ٣: ٦-٧)

من وجهة نظر بولس، فإن تكوين ١٥: ٦ أعلن بوضوح أن إبراهيم تبرر بإيمانه بكلمة الله وليس على أساس ختانه الذي تم بعد عدة سنين. وعلى هذا الأساس، يستنتج بولس أن أولاد الله الحقيقيين هم أولئك الذين تبعوا مثاله بالثقة بوعود الله للخلاص.

ثانياً، أشار بولس أن الله أخبر إبراهيم أن وعد الخلاص سيُنشر من خلاله إلى الأمم. يشير بولس في غلاطية ٣: ٨-٩ إلى تكوين ١٢: ٣ كما يلي:

وَالْكِتَابُ إِذْ سَبَقَ فَرَأَى أَنَّ اللهَ بِالإِيمَانِ يُبَرِّرُ الأُمَمَ سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَمِ. إِذاً الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ يَتَبَارَكُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤْمِنِ. (غلاطية ٣: ٨-٩)

فهم بولس التكوين ١٢: ٣ لكي يعلم عن زمن كان موعود، سيبارك فيه الله كل الأمم في العالم. كما نال إبراهيم البركة بالإيمان.

ثالثاً، أراد بولس أن يفهموا الغلاطيين أن الختان يعني: "ليتني أقطع من أرض الأحياء إن كنت لا أطبّق الناموس بأمانة". وقد جاء المسيح بالتحديد لأن لا أحد يعيش على هذا المستوى. وكما أشار بولس في غلاطية ٣: ١٣:

اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا. (غلاطية ٣: ١٣)

بتعلقه على الصليب، فقد حمل المسيح بنفسه لعنة الخطية الرهيبة. وكان على الغلاطيين أن يفهموا أن بركات الأمانة في حفظ العهد هي لهم بالكامل بالإيمان في المسيح.

رابعاً، اعترض بولس بأن شريعة موسى لم تلغِ مثال إبراهيم. فهو كما يشير في غلاطية ٣: ١٧-١٩:

وَإِنَّمَا أَقُولُ هذَا إِنَّ النَّامُوسَ الَّذِي صَارَ بَعْدَ أَرْبَعِمِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً لاَ يَنْسَخُ عَهْداً قَدْ سَبَقَ فَتَمَكَّنَ مِنَ اللهِ نَحْوَ الْمَسِيحِ حَتَّى يُبَطِّلَ الْمَوْعِدَ... فَلِمَاذَا النَّامُوسُ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ. (غلاطية ٣: ١٧-١٩)

الشريعة لم تُعطَ لتُمكّن الناس من كسب بركات الله عن طريق الأعمال، كما ادَّعى المعلمون الكذبة. فالشريعة أعطيت لتحضّر إسرائيل للمسيح. 

يوم 4يوم 6

عن هذه الخطة

أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وأهل غلاطية

البحث في خلفية رسالة بولس إلى أهل غلاطية، محتوى الرسالة إلى أهل غلاطية، ووجهات نظر بولس اللاهوتية الرئيسية.

More

نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org