أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وأهل كورنثوسعينة
اليوم 10: الإيمان بالمسيح كرَّب -١ كورنثوس ٤: ٧-١٠
مع تقدير ألوهية المسيح، فإن الكورنثيين قللوا من شدة دور المسيح في اكتمال وحكم ملكوتهُ. تصرف بعض المسيحيين الكورنثيين وكأن يسوع قد عيَّنهم ليحكموا مملكته الأرضية الجديدة، وأنه أعطاهم امتيازات عظيمة. وكانوا ينظرون بترفّع إلى الآخرين، الذين في نظرهم، لم يكونوا يستحقون مثل هذه المكافأة العظيمة. فلنتأمل في أسلوب بولس في لومهم على طريقة تفكيرهم هذه في ١ كورنثوس ٤: ٧-١٠:
لأَنَّهُ مَنْ يُمَيِّزُكَ وَأَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ، فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ إِنَّكُمْ قَدْ شَبِعْتُمْ قَدِ اسْتَغْنَيْتُمْ مَلَكْتُمْ بِدُونِنَا. نَحْنُ جُهَّالٌ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحُكَمَاءُ فِي الْمَسِيحِ! نَحْنُ ضُعَفَاءُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَقْوِيَاءُ! أَنْتُمْ مُكَرَّمُونَ، وَأَمَّا نَحْنُ فَبِلاَ كَرَامَةٍ! (١ كورنثوس ٤: ٧-١٠)
في هذه الفقرة، يسخر بولس من تفكير هؤلاء الكورنثيين المتعجرف. كانوا يعتقدون أنهم يستحقون المكانة الرفيعة والإكرام، ولكن في الواقع، كان المسيح هو مَن أعطاهم هذه الأشياء. ولكنهم لحماقتهم فكّروا أنَّ مُلكهم مع المسيح قد ابتدأ، ولو أنَّ المسيح لم يعد بعد كملك. وادّعوا لأنفسهم الحكمة والقوة والمجد، والتي هي جميعها ملك المسيح وحده.
قدَّر الكورنثيون بحق، أنَّ المؤمنين سيملكون على الأرض الجديدة بعد أن استعادها المسيح. وفهموا بشكل صحيح أنَّ المؤمنين يحصلون على المكافأة الأبدية التي تستند على أعمالهم في هذه الحياة. ولكنهم اعتقدوا بأنهم قد تمجّدوا سابقاً وقد تلقّوا مكافأتهم.
هذه الاعتقادات الخاطئة، لم تكن مقبولة بالنسبة لبولس. في الواقع، كانوا ينشرون الفوضى داخل الكنيسة، بعدم احترام وبإيذاء أولئك المؤمنين الذين لم يكونوا في موقع نافذ. وهكذا، شدَّد بولس على حقيقة أنَّ الدهر الآتي لم يكن قد تحقق بعد في كل كماله. الكل ما زالوا ينتظرون المسيح.
عن هذه الخطة
البحث في خلفية رسائل بولس لأهل كورنثوس، ودراسة البناء والمحتوى للرسالتين الأولى والثانية لأهل كورنثوس، واعلان مفهومه عن الأخرويات.
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org