زواج مؤسس على كلمة اللهعينة

زواج مؤسس على كلمة الله

يوم 5 من إجمالي 7

القذى والخشبة
في إطار الحياة الزوجية تحدث المشكلات حتمًا؛ لأننا كزوجين أتينا من خلفيات مختلفة من حيث الثقافة التي تربينا فيها بما تحتويه من عادات وتقاليد، أو طريقة والدينا في التربية التي نشأنا عليها، ولكلٍّ منا توقعاته المختلفة، وربما كانت الموارد المتاحة لدينا محدودة، وعوامل أخرى كثيرة قد تؤدي إلى حدوث خلافات واحتكاكات- تتفاوت من حيث الشدة والخطورة- خلال مواقفنا اليومية.
نحن بشر ونجاهد من أجل بلوغ الكمال، فلابد أن نتوقع مثل هذه الأمور خلال مسيرتنا، ولا يجب أن ننظر إليها كشيء يجب تجنبه أو تحاشيه أو غض الطرف عنه، بل سيكون من الأفضل أن نعمل عليه لنطوِّر من أنفسنا. المشكلات تمثل فرصة ذهبية لتطوير حياتنا الزوجية، وإن كان يجب علينا أن نعترف أنها إذا طالت وتعقدت فقد تمثل خطورة على زواجنا؛ لأنها تستنزف طاقتنا جسمانيًّا وذهنيًّا وعاطفيًّا.
غير أن الأمر الخطير هو روح الإدانة وإلقاء اللوم على الآخر. كلنا نخطئ بلا شك. لكن يبدو أننا كبشر نميل إلى تضخيم أخطاء الغير وهي في الأصل "قذى"- أي شيء صغير تافه، بينما نتعامى عن أخطائنا نحن وقد تكون "خشبة"- أي شيء كبير. وهذه النسبة الكبيرة- بين القذى والخشبة- تجعلنا نتخيل إلى أي مدى يتأصل هذا الميل في الطبيعة البشرية (راجع تك 3: 11-13). وربما ما يدفعنا إلى هذه المبالغة غير الواقعية، أننا نجد نفس عيوبنا في الآخر، ونتعامل معها بنفس الطريقة التي نرفض أن نعامل أنفسنا بها. كل إنسان صادق مع نفسه يشعر أن هذه الآية قد صدمته في الصميم!
لتكن أخطاء الآخر- وبالأولى شريك الحياة-
فرصة لنفحص قلوبنا نحن.. لنضع أيدينا على الداء.
وفرصة لإظهار الحب والتفهُّم.. وتمرير نعمة الله له ومشاركة الغفران الإلهي معه.
وفرصة للصلاة من أجله والتعلُّم معًا.. فربما يأتي عليّ الدور.
وفرصة للتواضع الحقيقي بدلاً من التفاخر على الآخر وهو في موقف ضعف.
صلاة
إلهنا الصالح الذي غمرنا بغفرانه ومحبته العظيمة عندما قدَّمت ابنك يسوع على الصليب لخلاصنا. سامحنا في كل مرة نشير بإصبعنا إلى شريك حياتنا، بينما كان أجدر أن نشير بكل الأصابع إلى أنفسنا. اقتلع يا إلهنا العظيم جذور المراوغة وخداع الذات من قلوبنا بفعل قوة روحك القدوس. من فضلك أعطنا أن نحتمي في تواضعك وجروحك كلما أرادت الذات أن تظهر. أعطنا نعمة لنظهر المحبة واللطف لشريك حياتنا، ونتعلَّم من أخطائنا، ونحتفظ باتضاع قلوبنا. آمين.
يوم 4يوم 6

عن هذه الخطة

زواج مؤسس على كلمة الله

نبحث من حين لآخر عن خبير في الزواج ليمدنا بخبراته وأحدث ما توصلت إليه الدراسات والأبحاث. وهذا أمر جيّد وننصح به. لكننا في هذه السلسلة من التأملات نريد أن نعرف رأي وحكمة الخبير الأعظم، الله، الذي يعرفنا أكثر من أي أحد وأكثر من أنفسنا، عن الزواج وتحدياته ومباهجه وصعوباته. وبين ضفتي الكتاب المقدَّس، كلمة الله الحيّة الفعالة، لن نجد الحقائق الأزلية فحسب، لكننا سنجد رجاءً وتعزية بينما نشعر بأنفاس الله تهمس في آذاننا.

More

ونود أن نشكر Focus on the Family Middle East لتقديم هذه الخطة، لمزيد من العلومات يرجي زيارة الموقع www.FocusOnTheFamily.me