مُحصن ضدّ الخوفعينة
مرساة الأمل
نظرًا لفيروس كورونا، في فترة قصيرة من الزمن، كان على العالم بأسره أن يتكيف مع نمط حياة جديد من الحجر الصحي. لقد تأثر الجميع بالتغيرات في مجتمعاتنا. لقد عانينا من إلغاء العديد من الأمور، وإغلاق المطاعم والأعمال، وإغلاق المدارس، والغياب الإلزامي عن العمل، والتكيف مع "حضور" الكنيسة عبر الإنترنت في المنزل بملابس النوم. حتّى المتاجر التي لا تزال مفتوحة تبدو مختلفة كثيرًا عمّا كانت عليه قبل هذه الأزمة. تم العثور على أجزاء كاملة من أرفف السوق، التي كانت مملوءة بالكامل بكلّ شيء من ورق التواليت إلى الكاتشب، فارغة تمامًا.
في الواقع، لقد اكتشفنا العديد من المضايقات الجديدة، لكننا اكتشفنا أيضًا أنّه يمكننا العيش بدون الكثير من الأشياء! الكماليات التي تدور حياتنا حولها في كثير من الأحيان يمكن اعتبارها أمرًا حيويًا عن غير قصد، ولكن الحقيقة هي أنها ليست مسألة حياة أو موت إذا لم نخرج للعشاء، أو نشاهد أحدث الأفلام الرائجة، أو شراء تلك السترة الجديدة - فلن تقوينا أو تكسرنا. حتّى الضروريات مثل الطعام والماء يمكن تجنبها في ظل الظروف المناسبة - ومن الأمثلة على ذلك الصيام إمّا لاعتبارات صحيَّة أو ممارسات كتابيَّة.
ومع ذلك، هناك شيء واحد لا يمكننا العيش بدونه تحت أيّ ظرف... الأمل! الأمل أمر جوهري للغاية بالنسبة لإنساننا الداخلي، بحيث إذا لم نتمكن من العثور على الأمل الحقيقي، فسوف نمتنع بطبيعتنا عن فهم الأمل الزائف. الأمل هو أن تكون إنسانًا. لقد نسج الله الحاجة إلى الأمل فيه، في نسيج قلبنا. ونظرًا لأننا نتشدد في الأمل بهذه الطريقة، فإنَّ أولئك الذين لا يعرفون الله سيقدسون شيئًا يرونه أعظم منهم ويضعوا أملهم فيه. قد يكون مالًا أو حلمًا أو مكانة أو حتّى شخصًا آخر، ولكن بالتأكيد مع حلول الليل المظلم، سنجد شيئًا نأمل فيه. ومع ذلك، في حب الله العميق، يتوق إلى أن نأمل فيه، ولكن كأيّ أمل آخر مبني على كذبة ستُفقد ثقتنا به.
في كلمته، يروي الربّ المدى الواسع للأمل الذي جلبه لعلاقتنا معه، من رحمته وإلى مجيئه. هناك العديد من مقاطع الكتاب المقدس التي تعبر عن قلب الله في العديد من الطرق التي يتوق إلينا أن نأمل فيها.
نرجو في رحمته:
"ذِكْراً تَذْكُرُ نَفْسِي وَتَنْحَنِي فِيَّ. أُرَدِّدُ هَذَا فِي قَلْبِي مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْجُو. إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ" (مراثي إرميا 3: 20-24)
"هُوَذَا عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ الرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ" (مزمور 33: 18)
"لِتَكُنْ يَا رَبُّ رَحْمَتُكَ عَلَيْنَا حَسْبَمَا انْتَظَرْنَاكَ" (مزمور 33: 22)
"أَمَّا أَنَا فَعَلَى رَحْمَتِكَ تَوَكَّلْتُ. يَبْتَهِجُ قَلْبِي بِخَلاَصِكَ" (مزمور 13: 5)
نأمل في كلمته:
"مُتَّقُوكَ يَرُونَنِي فَيَفْرَحُونَ لأَنِّي انْتَظَرْتُ كَلاَمَكَ". (مزمور 119: 74)
"اعْضُدْنِي حَسَبَ قَوْلِكَ فَأَحْيَا وَلاَ تُخْزِنِي مِنْ رَجَائِي" (مزمور 119: 116)
"فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ»" (متى 4: 4).
"سِتْرِي وَمِجَنِّي أَنْتَ. كَلاَمَكَ انْتَظَرْتُ" (مزمور 119: 114)
نأمل في حبه الذي لا يتزعزع:
"الرَّبُّ إِلَهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ يُخَلِّصُ. يَبْتَهِجُ بِكِ فَرَحاً. يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. يَبْتَهِجُ بِكِ بِتَرَنُّمٍ" (صفنيا 3: 17)
"لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يوحنا 3: 16)
"كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. 10إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ". (يوحنا 15: 9-10)
"وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا". (رومية 5: 8)
أدعو الله أن يتم تشجيعكم وتقويتكم بهذه الوعود من كلمة الله اليوم. هذه مجرد أمثلة قليلة - هناك الآلاف! نحن نؤمن، في خضم الأوقات المجهولة، يمكننا أن نبقى راسخين في حبه، راسخين في كلمته، ونثبت فيه. يمكننا أن نكتشف أنَّ الأمل في وعوده لن يخذلنا أبدًا، ويرفعنا دائمًا، ويقرّبنا منه أكثر.
عن هذه الخطة
العالم كله يتحدث بدون توقف عن كورونا الآن والعديد من الناس حولنا خائفون. هنا يمكنك أن تجد الجزء 5 من سلسلتنا التعبديَّة "مُحصن ضدّ الخوف". إنّه مصمم لتقوية إيمانك خلال هذا الوقت ولتزويدك بكلمة الله - ليس فقط حتْى تتمكن من مواجهة هذه التحديات، ولكن أيضًا حتّى تتمكن من الخروج من هذا الموقف بنصرة دائمة.
More
نود أن نشكر CfaN Christ For All Nations على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://www.cfan.eu