قانون إيمان الرسل - الروح القدسعينة
اليوم 07: علاقة الروح القدس بالثالوث – يوحنا 16: 13
يتم وصف العلاقات بين أقانيم اللاهوت الثلاثة من معيارين مختلفين. وتحدث اللاهوتيون تحديداً عن الثالوث الوجودي والثالوث التدبيري. إن هذان المعياران كلاهما لنفس الثالوث-الآب، الابن والروح القدس. لكنهما يشدّدان على الجوانب المختلفة للعلاقات بين هذه الأقانيم الإلهية الثلاثة.
عندما نتكلم عن الثالوث الوجودي، نحن نركّز على جوهر الله ووجوده. ويُعَد الروح القدس، من هذا المعيار، مساوياً للآب والابن في القوة والمجد. كما أن كل أقانيم الله الثلاثة غير محدودة، أبدية وغير متغيرة. ولكل منها نفس الصفات الإلهية الجوهرية، مثل الحكمة، القدرة، القداسة، العدل، الصلاح والحق. وعندما نتكلم عن الثالوث التدبيري، نحن نتأمل كيف تتفاعل أقانيم الله مع بعضها البعض. إن لكل أقنوم في اللاهوت، وفقاً لهذا المعيار، مسؤوليات، سلطة، ودور معيّن مختلف. حيث أن سلطة الروح القدس خاضعة للسلطة الأعلى للآب والابن. كما أن دور الروح القدس بصورة عامة، هو تنفيذ تعليماتهما وتقديم المجد لهما.
يُدعى الروح القدس في الثالوث التدبيري بالأقنوم الثالث، لأنه يشغل المرتبة الثالثة، كونه خاضعاً للآب والابن. وتشير الأسفار المقدسة إلى خضوعه بعدة طرق. على سبيل المثال، لقد أُرسل أو أُعطيَ من قبل الآب والابن. وتعلّم الأسفار المقدسة هذا في فقرات مثل لوقا 11: 13، يوحنا 14: 26؛ و15: 26، وأعمال الرسل 2: 33. وعندما يأتي الروح القدس، فهو يُطيع الآب والابن بالقيام بالعمل الذي أرسلاه ليقوم به. ونتعلم عن هذا في أماكن مثل يوحنا 16: 13، رومية 8: 11، و1 بطرس 1: 2.
وبالطبع، رغم أننا نقول أن الروح القدس يحتل المرتبة الأدنى من معيار الثالوث التدبيري، مهمٌ أن نشدّد على أنه ما يزال إلهاً بالكامل، وله سلطة سيادية مطلقة على كل جانب للخليقة. علاوة على ذلك، يوجد نوع من الاحترام المتبادل ضمن الثالوث، بما أن ما يفعله أقنوم يفعله الجميع. وهكذا لا يعني خضوع الروح القدس للآب والابن، أنه بطبيعته أدنى منزلة منهما إلى حد ما– كلا، ليس هو كذلك. إنه مساوٍ لهما في الألوهية بالكامل.
أقنومية الروح القدس هو جزء أساسي من اللاهوت المسيحي. وكما رأينا، عندنا الكثير من الأسباب لنقرّ بذلك. فالروح القدس يمتلكُ صفاتٍ تجعلُه أقنوماً متميّزاً واعياً لذاته. وعلاقاته وتفاعلاته مع الآب والابن لا تُبقي أدنى شك بأنه شخصٌ نابضٌ بالحياة وليس مجرد قوةٍ أو قدرةٍ غيرُ عاقلة. لذا يمكننا وينبغي أن تكونَ لنا ثقةٌ كبيرةٌ بهذا التعليمِ التقليدي.
الكلمة
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه السلسلة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org