قانون إيمان الرسل - الروح القدسعينة

  

اليوم 06: شخصية الروح القدس – 1 كورنثوس 12: 11

إن للروح القدس الكثير من الصفات الأقنومية بحيث لا يمكننا أن نسردها جميعها، ولهذا سنقدم ببساطة أربعة أمثلة تُظهِر أقنوميته. 

سنبدأ بالقول بأن للروح القدس إرادة. وهذه هي القدرة التي يستخدمها ليخطط، يرغب ويختار. ومن الواضح، أن الكائن الذي يستطيع القيام بهذه الأمور، لا يمكن أن يكون مجرد قوة أو قدرة. وكمثال واحد على إرادته، تأمل في 1 كورنثوس 12: 11، حيث تكلم بولس عن توزيع المواهب الروحية. انظر لما كتبه:

وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ قَاسِماً لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ كَمَا يَشَاءُ. (1 كورنثوس 12: 11)

يريد الروح القدس أن يعطي أشخاصاً معيّنين مواهب معيّنة، ويعطي آخرين مواهب أخرى. فليس للقوى غير الأقنومية خُططاً أو رغبات. فهي قدرة تمتلكها الأقانيم فقط. وبناءً على هذا، لا بد أن يكون الروح القدس أقنوماً.

إن للروح القدس أيضاً صفة النباهة، التي يمتلك من خلالها المعرفة والقدرة على تعليم الآخرين. إنه يعبّر عن هذه النباهة بعدة طرق، مثل البحث ومعرفة فكر الله، كما نقرأ في 1 كورنثوس 2: 10-12. بأن يكون له فكره الخاص كما نقرأ في رومية 8: 27. وهو يعطي أيضاً الحكمة والمعرفة كما في 1 كورنثوس 12: 8. ويعلّم في لوقا 12: 12. وقد تحدث يسوع نفسه عن نباهة الروح القدس في يوحنا 14: 26. انظر لما قاله للرسل هناك:

الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ. (يوحنا 14: 26)

إن القوى غير الأقنومية لا تفكر، لا تعرف ولا تعلّم. وهكذا، تبرهن صفة النباهة أن الروح القدس أقنوم. 

إن للروح القدس أيضاً عواطف، أي مشاعر وعواطف داخلية يعبِّر عنها استجابةً للأشخاص الآخرين والأحداث. ومثل صفاته الأقنومية الأخرى، تبرهن عواطفه أنه أقنوم، وليس مجرد قوة. على سبيل المثال، إن محبة الروح القدس مذكورة في رومية 15: 30. ونقرأ عن فرحه في 1 تسالونيكي 1: 6. تأمل في الطريقة التي يتحدث فيها أفسس 4: 30 عن حزنه:

وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ. (أفسس 4: 30)

تدل حقيقة أن يكون للروح القدس عواطف مثل الحزن، على أنه أقنوم حقيقي.