التلمذة المالية – ما يقوله الكتاب المقدس عن العطاءعينة

مقدار العطاء

دعونا نستعرض ما يقوله الكتاب المقدس عن المبلغ الذي يجب أن نعطيه. في العهد القديم، كان يُطلب تقديم العشور، أو عشرة بالمائة من دخل الفرد. وعندما عصى بنو إسرائيل هذه الوصية، اُعتُبِرَ ذلك سلبًا من الله نفسه. استمع إلى كلمات الرب المقدسة في أيام ملاخي: "فَإِنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي. فَقُلْتُمْ: بِمَ سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالتَّقْدِمَةِ. قَدْ لُعِنْتُمْ لَعْنًا وَإِيَّايَ أَنْتُمْ سَالِبُونَ، هذِهِ الأُمَّةُ كُلُّهَا."(ملاخي 3: 8-9).

بالإضافة إلى العشور، كان على الإسرائيليين تقديم الذبائح. علاوة على ذلك، وضع الرب أحكامًا خاصة لاحتياجات الفقراء. على سبيل المثال، كل سبع سنوات، يتم الإعفاء من كافة الديون، وهناك وصايا خاصة تحكم الحصاد حتى يتمكن الفقراء من جمع الطعام.

في العهد الجديد، لم يتم الغاء العشور بشكل محدد أو التوصية بها تحديدًا. ولكنه يعلمنا أن نُعطي بما يتناسب مع البركة المادية التي نتلقاها، ويُثني بشكلٍ خاص على العطاء بتضحية.

ما أحبِّه في العشور أو أي نسبة مئوية ثابتة من العطاء هو أنها منتظمة، ومقدار العطية فيها سهل الحساب. تكمن خطورة العشور في أنه قد يتم التعامل معها ببساطة على أنها فاتورة أخرى يتعين دفعها. ومتى كان العطاء بقلبٍ غير محب، وقتها أضع نفسي في موقف لا يمكنني فيه تلقي البركات التي اعدها الرب لِمَن يُعطي. هناك خطر محتمل آخر يتمثل في الرأي القائل بأنه بمجرد أن أقدم العشور، فقد أوفيت جميع التزاماتي في العطاء. بالنسبة للكثيرين، يجب أن تكون العشور بداية عطائهم، وليس الحد لعطائهم.

الكتاب المقدس غير واضح بشأن كم يجب ان نعطي بالتحديد. أعتقد أن عدم الوضوح يرجع إلى أن القرار المتعلق بالمبلغ الذي يعطية الفرد يرجع إلى علاقته الشخصية مع الله. فعندما نسعى لإرشاد الروح القدس من خلال حياة الصلاة النشيطة، تُصبح المشاركة فجأة مغامرة مثيرة.

كم يجب ان تعطي؟ للإجابة على هذا السؤال، سلِّم نفسك أولًا للرب. اطلب بجديّة مشيئته لك فيما يتعلق بالعطاء. اطلب منه أن يساعدك أن تكون مطيعًا في قيادته لك. فأنا مقتنع بأننا يجب أن نعطي العشور كحدٍ أدنى ثم نعطي أكثر من العُشر كما يجود علينا الرب او يوجهنا.

(مأخوذة من كتاب Your Money Counts، هوارد رايتون، 2020)