عندما ينقلب عالمكعينة

مِلءُ الحياة

أتوقُ إلى حياتي القديمة.

أتمنّى لو أنَّ كلَّ شيءٍ يعودُ إلى وضعِه العاديِّ ثانيةً.

أعرفُ أنّ الصعوباتِ والمخاوف الحالية سوف تنتهي.

أرى مؤشراتٍ هنا وهناك على انبثاقِ شعاعٍ لحياةٍ جديدةٍ في المستقبل.

لكنْ برغمِ هذا، لا أظنُّ أن حياتَنا سوف تكونُ كما كانت قبلًا.

حين يأتي الوقتُ لنستأنفَ الحياةَ الطبيعيةَ (المعتادةَ) بعد اجتيازِ أزمةٍ ما، عادةً ما نستقبلُه بتوقُّعاتٍ عظيمة. ولكنْ، حين نقابلُ الواقعَ الجديدَ للحياةِ اليومية، فقد تُحبِطُنا خيباتُ الأملِ والتحدّياتُ التي نواجهُها. ولكنّ هذه تقدِّمُ أيضًا فُرَصًا لنعيشَ الحياةَ بطريقةٍ لم نتخيَّلْها من قبل.

هل أنتَ منفتحٌ لفكرةِ عيشِ حياةٍ جديدة؟ يعطينا التغييرُ فرصةً لنبدأَ من جديدٍ ولنبنَي حياةً أفضل. يمكِنُنا أن نعيدَ التفكيرَ بأولوياتِنا وحياتِنا. يمكنُنا أن نضعَ منظورَنا الجديدَ في الحياةِ موضعَ التنفيذ. يمكنُنا أن نعملَ على استردادِ علاقاتِنا القديمة. يمكنُنا أن ننمّيَ لدينا عاداتٍ أكثرَ صحيّةً. كما يمكنُنا أن نعيدَ التفكيرَ بما نؤمنُ به بشأنِ اللهِ وما عليه أن يعملَه في حياتِنا وبها.

في الفترةِ التي عاشها يسوعُ المسيحُ على الأرض، أظهر للنّاسِ معنى الحياةِ الفيّاضةِ الكاملةِ التي يقدِّمُها وعلّمهم عنها. رفضه بعضُ النّاس، بينما وجد آخرون في تعليمِه رجاءً، وقبِلوا الأهدافَ التي قدَّمها. علَّم يسوعُ قائلًا:

السّارقُ لا يأتي إلّا ليسرقَ ويذبحَ ويُهلِك. أما أنا فقد

أتيتُ لتكونَ لهم حياةٌ، بل مِلءُ الحياة.

إنجيل يوحنا 10: 10

واقتبسَ الرسولُ بولسُ كلماتِ النّبيِّ إشعياءَ التي وصف بها الحياةَ الفيّاضةَ التي يهبُها الله:

ولكنْ، وِفقًا لما كُتِب:

"إنّ ما لم ترَه عينٌ،

ولم تسمعْ به أذنٌ،

ولم يخطُرْ على بالِ بشرٍ"

قد أعدَّه اللهُ لمُحبّيه.

ولكنّ اللهَ كشف لنا ذلكَ بالرّوح.

فإنّ الرّوحَ يتقصَّى كلَّ شيء، حتّى أعماقَ الله.

كورنثوس الأولى 2: 9- 10

يقدِّمُ الربُّ لكلِّ واحدٍ منّا فرصةً لأن نحيا حياةً جديدةً ممتلئةً وأبديّة، لا يستطيعُ أحدٌ حولَنا أن يسلبَها، أو شيءٌ يحصلُ على الأرضِ أن يدمِّرَها.

أينَ يُوجَدُ ملءُ الحياة، الذي يقدِّمُه الله، ضمن خططِك؟