عندما ينقلب عالمكعينة

مَن يفهم؟

ظننتُ أن الأمورَ تتحسّنُ بعضَ الشيء، ولكنّ الأخبارَ تُنبئُ بعكسِ ذلك.

أشعرُ بإحباطٍ وإنهاكٍ شديدَين بسببِ كلِّ تلك الفوضى.

لا أرغبُ في سماعِ أو رؤيةِ أيةِ تقاريرَ إخباريةٍ بعدَ الآن.

لا أحتاجُ لمن يذكِّرُني بأنه كان يمكنُ حدوثُ أسوأِ ممّا جرى، لأنّ الوضعَ سيّءٌ بالنسبةِ لي على أيةِ حال.

لا أريدُ رؤيةَ ذلك النوعِ من الأشخاصِ الذين يبتسمون ويقولون إن كلَّ ما نعانيه سوف يؤولُ لبناءِ شخصياتِنا ويجعلُنا نتكاتفُ معًا.

إنهم لا يفهمون ما أشعرُ به.

هذا صحيح. لا أحدَ منا يعرفُ أو يفهمُ ما يمرُّ به إنسانٌ آخرُ في تعامُلِه مع هذه الكارثة.

ربما نريدُ أن نساعدَ ونشجِّعَ بعضُنا بعضًا، ولكنْ غالبًا ما لا نعرفُ كيف نعملُ هذا. ولذا، من دونِ أن نستمعَ استماعًا حقيقيًّا لما يقولُه الآخر، كثيرًا ما قد ننطقُ بكلامٍ متسرِّعٍ وهزيلٍ يغذّي الإحباطَ والألمَ بدلَ أن يقدِّمَ تعزيةً.

ولكنْ هناك من يعرفُك معرفةً وثيقةً وحميمة، ويحبُّك حبًّا يفوقُ تصورَك. إنّه يعرفُ كلَّ شيءٍ عنْك، كلَّ شعور وكلَّ فكرةٍ. وبفهمِه التامِّ لكلِّ احتياجٍ لديك، يدعوك للمجيءِ إليه.

"تعالوا إليّ يا جميعَ المُتعَبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحُكم.

احملوا نيري عليكم، وتعلَّموا منّي، لأنّي وديعٌ

ومتواضعُ القلب، فتجدوا الراحةَ لنفوسِكم. فإنّ نيري هيّنٌ وحِملي خفيف".

متّى 11: 28 - 30

تقدِّمُ كلماتُه وحضورُه تعزيةً حقيقيّةً للذين يطلبونه:

يا ربُّ قد فحصتَني وعرفتَني.

أنتَ عرفتَ قعودي وقيامي.

فهمتَ فكري من بعيد.

أنتَ تقصّيتَ مسلكي ومرقدي،

وتعرِفُ كلَّ طرقي.

عرفتَ كلَّ كلمةٍ

من قبلِ أن يتفوَّه بها لساني.

مزمور 139: 1- 4

ألا يريحُك أن يكونَ هناك من يعرفُك ويفهمُك وأن تجدَ الراحةَ في وسَطِ تعبِك؟ لستَ مُضطرًا لأن تحملَ هذا الحِملَ وحدَك.

هل تثقُ في أن اللهَ يعرفُك ويمنحُك الراحة؟