التوبة الحقيقيةعينة
النعمة اساس التوبة
حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جداً تُعدّ هذه العبارة من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية (رومية 5: 20) من أهم وأعمق التعاليم المسيحية، حيث تُلخص جوهر العلاقة بين الخطيئة والنعمة في حياة المؤمن.
معنى هذه الجملة هو أنه عندما يتعرض الإنسان للناموس الإلهي، سواءً عن طريق القراءة والدراسة والتأمل في الكلمة الإلهية، أو عن طريق الاكتشاف الشخصي لقوانين الله وتعاليمه، فإنه يصبح على علم أكبر بخطاياه وعيوبه.
ولكن حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جداً": يُقابل بولس الرسول هنا بين مفهومين أساسيين: الخطية والنعمة.
فكلما ازدادت خطايا الانسان، ازدادت حاجته إلى نعمة الله المُخلّصة. وهنا تكمن عظمة الله، فهو لا يُدين الانسان لخطاياه، بل يُقدّم له نعمة غنية تُغطّي خطاياه وتُحرّره من قيودها.
يُقدّم لنا التاريخ العديد من الأمثلة لشخصيات عظيمة ارتكبت خطايا جسيمة، لكنّها نالت فيما بعد نعمة الله الوفيرة وتغيّرت حياتها بشكل جذري.
مثل الأنبا موسى الأسود والقديس التائب أغسطينوس، وغيرهم كثيرون.
فماذا نقول؟ هل نستمر في الخطية لكي تزداد النعمة؟ بالطبع لا! نحن الذين توبنا عن الخطية، كيف نعيش بعد ذلك فيها؟ (رومية 6:1-2) عندما يقرر الإنسان التوبة والتخلص من الخطية، يزيد الله نعمته عليه. يقدم له المساعدة والدعم في رحلته الصعبة ويمنحه نعمة أكبر ومعونة أكثر.
وكذلك، عندما نعيش في هذا العالم المليء بالخطية والشر، فإن الله يزيد لنا نعمته لكي يمكننا أن نتحمل ونصمد في مواجهة تلك الخطية. يعطينا الله النعمة والحماية لنتجاوز تحديات العالم ونعيش حياة مستقيمة بمساعدته وحفظه.
يُؤكّد بولس الرسول على محبة الله للبشر ورغبته في خلاصهم جميعًا، بقوله: "الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" (1 تي 2: 4). وهو يسكب علينا نعمته بكميات تكفي لتغنينا وتطهرنا من خطايانا، طالما أننا مستعدون للتوبة والجهاد الروحي. إليس هذا رائع
يا إلهنا العظيم نشكرك من أعماق قلوبنا على نعمتك الغزيرة والغنية التي تُغمر حياتنا.
نشكرك على صلبك وموتك على الصليب، الذي غسل خطايانا وفتح لنا طريق الخلاص.
نشكرك على قيامتك من بين الأموات، التي هزمت الموت والشيطان، ومنحتنا الرجاء بالحياة الأبدية.
نشكرك على روحك القدس الذي يُسكن فينا ويُرشدنا في كلّ طريق. آمين
الكلمة
عن هذه الخطة
التوبة الحقيقية هي فعل روحي عميق يعكس تحولًا جذريًا في القلب والعقل. ليست مجرد اعتراف بالخطأ أو شعور بالندم العابر، بل هي عودة صادقة إلى الله وقرار ثابت بتغيير المسار والسير في طريق البر والحق. تبدأ التوبة بالإدراك الصادق للخطايا والابتعاد عن السلوكيات الخاطئة، مدفوعةً بالرغبة العميقة في التصالح مع الله وإعادة بناء العلاقة معه.
More
نود أن نشكر ar.jesus.net على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://arabic.myjourney.training/