الله هو المسيطرعينة

اليوم الثامن والعشرون: الثقة واستعداد المحبة

"إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَسَتُطِيعُونَ وَصَايَايَ." يوحنا ١٤: ١٥ (ERV-AR)

المحبة تطيع دون تأخير.

إن سرعة طاعتنا تكشف الكثير عن قلوبنا. غالبًا، عندما نؤجل، لا يكون ذلك حكمة، بل عصيانًا متخفيًا في زي روحانية. نسميها "سأصلي أكثر بشأن هذا" أو "انتظر التأكيد"، لكن في الحقيقة، نحن نؤجل الموافقة فحسب.

المحبة الحقيقية لا تتردد. تخيلوا طفلًا دعاه والدٌ أمين: يركض، دون أن يطلب تفسيرًا أو تفاوضًا. المحبة تستجيب بسرعة لأنها تثق. قال يسوع إن المحبة هي طاعة وصاياه. لا يوجد ما هو أبسط وأوضح.

لكننا نُعقّد هذه الحقيقة. نربط الطاعة بفهمنا، أو مشاعرنا، أو براحة اللحظة. ومع ذلك، فإن الطاعة المتأخرة تكشف عن انقسام القلب.

تقدم لنا مريم مثالًا رائعًا. عندما أعلن الملاك أمراً مستحيلاً بشرياً، كان ردها فورياً: "أنا أمة الرب. فليكن لي حسب قولك". لا حسابات، لا تأجيل، فقط استسلام.

غالباً ما يكون تأخيرنا محاولاتٍ للسيطرة. نريد أن نطيع الله بشروطنا وفي وقتنا. لكن هذه ليست طاعة؛ إنها تفاوض. والله لا يبحث عن مفاوضين. إنه يريد أبناءً وبناتٍ يثقون به ثقةً كبيرةً فيقولون "نعم" قبل أن يروا الدرج كاملاً.

قد تُكلفنا الطاعة الفورية شعورنا بالأمان، لكنها تفتح لنا أبواب الحرية الحقيقية. عندما نتخلى عن السيطرة، نجد مشيئة الله الصالحة والكاملة والمرضية. كلما أسرعنا في الطاعة، كلما اختبرنا بركاته أسرع.

لا تطيع المحبة لأنها مُلزمة، بل لأنها ترغب في إرضاء الحبيب.

صلاتي:

يا رب يسوع، اغفر لي المرات التي ترددت فيها أمام كلمتك. أعطني قلبًا كقلب مريم، سريع الاستجابة، مستعدًا للثقة، سعيدًا بالطاعة. لتكن طاعتي تعبيرًا عن حبي لك، لا عبئًا، بل امتيازًا. لتكن كل "نعم" فورية انعكاسًا لرغبتي في إرضائك. آمين.

أسئلة للتأمل:

1. هل هناك جانب من حياتك أخفيت فيه العصيان بالتسويف؟

2. كيف يمكنك أن تُظهر حبك للمسيح اليوم بالطاعة الفورية لأمرٍ طلبه منك؟