الكتاب المقدس في سنة واحدة 2018عينة

الكتاب المقدس في سنة واحدة 2018

يوم 13 من إجمالي 365

ثلاثة مفاتيح لزيادة السرعة

منذ سنوات قليلة مضت، طُلب من بيبا ومني أن نتكلم في مؤتمر في سمرست، جنوب غرب إنجلترا. كان ينبغي أن تستغرق الرحلة من لندن حوالي ثلاث ساعات. لكن، كان يوما حارا بحق وكانت أمامنا عربة محملة بالقش وقد اشتعلت فيها النيران وسقطت عنها حمولتها بعرض الطريق السريع، والذي انصهرت طبقة الأسفلت التي عليه نتيجة لهذا. علقنا في الطريق، ونحن شبه متوقفين، لخمس ساعات. فكان شيئا مريحا عندما حان في النهاية وقت الإسراع.

هناك أوقات في حياتنا الشخصية، وفي حياة الكنيسة والخدمة عندما نشعر أننا قد علقنا وغير قادرين على التحرك لأي مكان. وفي أوقات أخرى، تبدأ بوادر انفتاح في الظهور ويكون هذا هو "وقت الإسراع".

 يبدو أن سائقي سباقات الفورميولا 1 يجب أن يكونوا لائقين بصورة استثنائية وأقوياء جسديا بسبب القوى المبذولة على أجسادهم أثناء السباق. في فقراتنا اليوم، سنرى ثلاثة مفاتيح لزيادة السرعة بصورة مثيرة وتبعث على التحدي.

المَزاميرُ 9:‏1-‏6

1 – توقع المعارضة والمقاومة

قد يؤدي الإسراع إلى معارضة متزايدة. كلما علا سجلك الشخصي، كلما أمكنك توقع المزيد من النقد. واجه شعب الله دائما المعارضة. واجه داود "أعداء" كثيرين (مز3:9-6). المعارضة والعداوة مؤلمين وصعبين بصورة شديدة. لكنك وُعدت في المسيح أنك ستغلب في النهاية.

ونرى لمحة مسبقة عن هذا في مزمور اليوم. يسبح داود الله لأجل النصرة: "أَحْمَدُ الرَّبَّ بِكُلِّ قَلْبِي. أُحَدِّثُ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ. أَفْرَحُ وَأَبْتَهِجُ بِكَ. أُرَنِّمُ لاِسْمِكَ أَيُّهَا الْعَلِيُّ. عِنْدَ رُجُوعِ أَعْدَائِي إِلَى خَلْفٍ" (ع1-3).

إننا نعيش كلنا في عالم عدائي. وقد حذر يسوع، "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ" (مت34:10). يسوع يقول، "لا تتفاجؤوا من المعارضة". كونوا صانعي السلام (9:5، 38-48). لقد دعيت لكسر دائرة الانتقام. ومع هذا يمكن أن تأتي المعارضة حتى من أولئك المقربين منك جدا (34:10-36).

يواجه الملايين من أتباع يسوع حول العالم اضطهادا ماديا وجسديا اليوم ببساطة بسبب ما يؤمنون به. ويواجه البعض المعارضة والقهر والتمييز من الحكومات على المستوى الوطني أو المحلي.

ربما لا تواجه معارضة مثل هذه في حياتك، لكن ينبغي أن تتوقع شيء من المعارضة – سواء عن طريق وسائل إعلامية عدائية أو من الأصدقاء والعائلة الذين لا يفهمون إيمانك، أو من زملاء العمل الذين لا يتفقون مع مثلك ودوافعك.

يا رب سأسبحك في وجه المعارضة بكل قلبي. سأخبر بكل عجائبك. سأفرح وأبتهج بك (مز1:9-2أ).

مَتَّى 10:‏32-‏11:‏15

2 – تقبل التضحية بسرور

يدعو يسوع تلاميذه ليكونوا مستعدين للتضحية بكل شيء لأجل خاطره: "مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي" (37:10). ينبغي أن يتعدى حبك ليسوع حتى أعظم حب لديك لأقرب الناس إليك.

ويستمر يسوع، "وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا" (ع38-39).

ربما يكون هذا ما يعنيه بولس الرسول عندما يحثنا "قدموا أجسادكم ذبيحة حية" (رو1:12).

هذه هي الطريقة التي تكتشف بها مشيئة الله لحياتك، "إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (رو2:12). إن أردت أن يستخدمك الله أكثر، إن أردت أن تسرع، فينبغي أن تقبل هذا النوع من التضحية بسرور.

لا شيء تعمله في خدمة يسوع ويضيع هباء. يقول يسوع، "وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ" (مت42:10).

كان مارتن من تورز (316-397 م) أسقف مدينة تورز بفرنسا. في عام 371 م. وفي ليلة شديدة البرودة، وإذ كان يمتطي جوادا، مر على شحاذ. ترجل مارتن من على جواده، ومزق رداءه إلى أثنين وأعطى نصفه للشحاذ. في تلك الليلة، حلم مارتن حلما رأى فيه يسوع مرتديا الرداء الممزق إلى نصفين على كتفيه. وعندما سئل من أين أتى به، أجاب يسوع، "خادمي مارتن أعطاه لي".

في القرينة المباشرة في إنجيل متى، ربما تعني كلمة التضحية التي يشير يسوع إليها ببساطة ربط هوية الشخص به وبالتالي ينال مثلما نال يسوع في عالم عدائي. حيث يقول، "فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضاً بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ وَلَكِنْ مَنْ يُنْكِرُنِي قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضاً قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (ع32-33).

يمكن أن يؤدي "الاعتراف" بيسوع إلى المقاومة والصعوبات. بالنسبة للكثيرين من التلاميذ الأوائل كان هذا يعني حرفيا أن "يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي" (ع38)، حتى إلى الموت. بالنسبة لنا ربما تكون التكلفة مختلفة ولكننا مدعوون لنفس الالتزام الشديد بيسوع"

ساعدني يا رب لأتقبل التضحية بسرور. ساعدني لأكون مستعدا لحمل صليبي واتباعك. ساعدني لأكون مستعدا أن ترتبط هويتي بك (مسيحي) وألا أستحي بأن أعترف بك مهما كانت الظروف. اليوم أقدم لك جسدي ذبيحة حية.

التَّكوينُ 27:‏1-‏28:‏22

3 – تمتع بالتحدي

إن أردنا أن نرى تسارعا في تقدم ملكوت الله، يقول يسوع إن هذا سيلزمه أشخاص أقوياء ونشطاء (مت12:11). (تستخدم بعض الترجمات كلمة "عنيف" بدلا من "قوي". ولكن، يفضل معظم المفسرين هذه الترجمة والتفسير الإيجابي). هؤلاء هم الناس الذين لا تقصيهم لا المعارضة ولا الحاجة للتضحية عن متابعة المسير. في الواقع، إنهم يتمتعون بالتحدي.

بينما ننظر إلى الوراء على تاريخ الكنيسة نجد الكثير من النماذج,  رجال ونساء يلهموننا بحياتهم المليئة بالشغف والإثارة والمبادرة. لقد اعتادوا أن يغيروا العالم. عبر كل التاريخ، كان ملكوت السموات يتقدم بينما يتمسك به أشخاص أقوياء، مملوئين بالروح القدس.

يقول يسوع، "وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ" (مت12:11). سياق هذا الكلام هو أن يوحنا المعمدان، وهو في السجن، سأل إن كان يسوع هو من تم التنبؤ عنه. في الواقع، يجيب يسوع بقوله، "انظر إلى الدليل" (ع4-5).

ويمضي يسوع ليقول إن يوحنا المعمدان كان أعظم شخص عاش قبل يسوع وكنيسته (ع11). كان يوحنا المعمدان آخر أنبياء العهد القديم (ع13). ونحن نرى الكثير من النماذج في العهد القديم عن الرجال والنساء الأقوياء المذكورين في ع12.

كان يعقوب رجلا قويا. فيما بعد سنقرأ عن كيف كان قويا بصورة حسنة، مصرا على اختبار بركة الله (أنظر تك22:32-32). لكن، في هذه الفقرة، نرى كيف قادته طبيعته القوية لتصرف خاطئ. لقد كان مصرا تماما على نوال بركة أبيه. فقد عرف مدى أهميتها، فانتهى به الحال يستخدم الخديعة لكي يحصل عليها (إصحاح27).

كانت رفقة أم يعقوب امرأة قوية أيضا. لم تظهر تفضيلها ليعقوب فحسب، لكنها كانت متورطة هي الأخرى في المؤامرة التي صنعاها لخداع إسحق. النتيجة النهائية هي نزاع عائلي مذهل، استمرت نتائجه لقرون.

إنها قصة ليست بتهذيبية إلى حد ما حتى أننا نخرج منها متسائلين، ماذا نستفيد منها – لا شك أنها لا تقدم نفسها كنموذج جيد ينبغي اتباعه!

برغم كل شيء، تستمر خطط وأهداف الله في التتميم. تستمر وعوده لإبراهيم ونسله. ويتم تمريرها ليعقوب (13:28-15)، تماما كما وعد الله قبل ولادة الأخوين (33:25). لو كان كل شخص قد عمل بشفافية وبشرف لتجنبنا الكثير من الحزن ووجع القلب.

تقريبا كل ما يخص هذه القصص وهؤلاء الناس معيب – ومع هذا لا زال الله ينجح في العمل من خلالهم. وأنا أجد هذا أمرا مريحا جدا أن أعرف أن إلها كاملا يمكنه أن يستخدم أشخاص ناقصين.

بارك الله يعقوب. وأعطاه أبوه إسحق بركته (3:28-4). وفيما بعد تكلم الله مع يعقوب في حلم. وفي الحلم يرى سلما تصل من الأرض إلى السماء، وملائكة الله صاعدة ونازلة عليها (ع12). هناك طريق مفتوح بين السماء والأرض لأجلنا جميعا. ويخبره الله، "يَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الارْضِ. وَهَا انَا مَعَكَ وَاحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ" (ع14ب-15أ).

يستخدم الله هؤلاء الرجال والنساء الأقوياء: إبراهيم وسارة، إسحق ورفقة، يعقوب وراحيل. ولكن يقول يسوع أنه لم يكن أحد منهم عظيما كيوحنا المعمدان. ويوحنا المعمدان ليس عظيما مثل أصغر أتباع يسوع في أيام ملكوت السموات – وهذا يشملك أنت!

أشكرك يا رب لأنك معي وتحفظني أينما أذهب. ساعدني لكي أكون ضمن أولئك الناس الأقوياء متمتعا بانتعاش وإثارة وتحدي حياة أقضيها في اتباع يسوع.

Pippa Adds

تك27

لا تفيد الخديعة ولا الأكاذيب وحدة الأسرة

References

© 1999 Bible Society of Egypt

جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر

يوم 12يوم 14

عن هذه الخطة

الكتاب المقدس في سنة واحدة 2018

مع أكثر من 2 مليون مستخدم في جميع أنحاء العالم منذ عام 2009، الكتاب المقدس في سنة واحدة هي الرائدة يوميا قراءة الكتاب المقدس الخطة. كل يوم، سوف تتلقى مزمور أو الأمثال القراءة، قراءة العهد الجديد، وقراءة العهد القديم. نيكي وبيبا غومبل ثم تقديم تعليق الثاقبة، وتهدف إلى أن تقرأ أو استمع إلى جانب الكتاب المقدس لتوفير فهم جديد للنصوص. نيكي هو النائب من الكنيسة هتب في لندن ورائدة ألفا.

More

نود أن نشكر نيكي وبيبا غومبل، هتب لتقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة: https://www.bibleinoneyear.org/

خطط القراءة ذات صلة