الكتاب المقدس في سنة واحدة 2018عينة

استرخ فقط ودع الله يكون هو الله

غردت جويس ماير على موقع تويتر، "استرخ فقط ودع الله يكون هو الله". إنه لأمر مشجع تماما أن نعرف أن إلها محبا هو المسيطر تماما على كل شيء يحدث.

غالبا ما يقول الأسقف ساندي ميلر في مواجهة المآسي أو عندما تجري الأمور بصورة سيئة للغاية: "الرب هو السيد".

يشار إلى الله مرات كثيرة في الكتاب المقدس بصفته الرب صاحب السيادة. تعبر كل من جويس ماير وساندي ميلر، بأساليب مختلفة، عن ثقة مطلقة في سيادة الله.

إن كان الله هو السيد وهو المسيطر بالتمام، فهل هذا يعني أنك معف من مسئولية تصرفاتك؟ هل يعني هذا أنه ليست لديك "حرية الإرادة"؟ كما سنرى في فقرة العهد الجديد اليوم، إن الكتاب المقدس يعلم كلا الأمرين – سيادة الله التامة في نفس الوقت مع المسؤولية الإنسانية وحرية الإرادة.

المَزاميرُ 9:‏7-‏12

1 – ثق بشدة وبجرأة في الرب صاحب السيادة

يسيطر الله سيطرة تامة على الكون: "أَمَّا الرَّبُّ فَإِلَى الدَّهْرِ يَجْلِسُ" (ع7). الله سوف "يَقْضِي لِلْمَسْكُونَةِ بِالْعَدْلِ (العدل والمساواة). يَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاِسْتِقَامَةِ" (ع8). تعطينا هذه المعرفة تعزية وراحة ضخمة. ربما لا نعرف أبدا في هذه الحياة لم يسمح الله بحدوث أمور بشعة.

ثق في سيادة الله واستمر في الإيمان بأنه لن يتركك أبدا: "وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ. لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ" (ع10).

استمر في القيام بثلاثة أشياء في الوقت الحالي:

• التسبيح

رَنِّمُوا لِلرَّبِّ" (ع11أ)

• الإعلان

أَخْبِرُوا بَيْنَ الشُّعُوبِ بِأَفْعَالِهِ" (ع11ب)

• الصلاة

وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلْجَأً لِلْمُنْسَحِقِ. مَلْجَأً فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ" (ع9)؛ "لَمْ يَنْسَ صُرَاخَ الْمَسَاكِينِ" (ع12ب).

أشكرك يا رب لأنك لا تتجاهل صرخاتي ولأنني أستطيع أن أثق بك تماما. أشكرك لأني أستطيع أن أسترخي وأدعك تأخذ مكانك أنت الله.

مَتَّى 11:‏16-‏30

2 – اقبل الدعوة للسير مع يسوع

تعليم يسوع تعليم رائع. في أول جزء من فقرة اليوم يبدو أنه يقول، "لا يمكنك الفوز". فمن ناحية، كان يوحنا المعمدان ناسكا واتهم بأن به أرواح شريرة. ومن ناحية أخرى، ذهب يسوع إلى كل الجماعات ذات الأنواع المختلفة من البشر وصنع صداقات مع أولئك الذين كانوا يعتبرون شخصيات بغيضة. وقد اتهم أنه شره وسكير وصديق للعشارين والخطاة (ع18).

أيا كان ما تفعله قد يساء تفسيره. ولكن يضيف يسوع، "وَالْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنِيهَا" (ع19ب). وأنا أعتبر أن هذا يعني أن كل ما يمكننا فعله هو الأمر الصواب وألا نقلق بخصوص بم يفكر أي شخص آخر. "استطلاعات الرأي لا قيمة لها، أليس كذلك؟ والدليل على جودة الحلوى يكمن في تناول الطعام" (ع19 ترجمة الرسالة الإنجليزية).

ثم يشجب يسوع المدن التي زارها وصنع فيها المعجزات، حيث لم يتب الناس ولا آمنوا. وهو يشير إلى أن خطيتهم هي أسوأ من خطية سدوم (ع24). إن خطية عدم الإيمان ربما تكون أسوأ خطية على الإطلاق.

ويمضي يسوع ليعلم بطريقة توضح أنه يؤمن بكل من سبق التعيين (أن الله قد حدد بالفعل كل ما سيحدث) وحرية الإرادة. فهو يعلم بكليهما الواحد بجوار الآخر. إنها مفارقة ظاهرية. فالاثنان اللذان يبدوان متناقضين هما صحيحين في نفس الوقت.

الأمر ليس 50% "سبق التعيين" و50% "حرية الإرادة". فيسوع يقول أننا مقدر لنا ما يحدث 100% وأنه لدينا حرية الإرادة 100%. قد يبدو هذا مستحيلا، ولكن الله قادر على أن يسمو ويسود ومع هذا لا يشوه الحرية الإنسانية. ونحن نرى هذا بالتمام في التجسد: يسوع هو 100% الله و100% إنسان؛ أنه الله بالكامل وإنسان بالكامل.

• سبق التعيين

كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الاِبْنَ إِلاَّ الآبُ وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الاِبْنُ وَمَنْ أَرَادَ الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ" (ع27)

يعد السؤال لماذا يختار الله أن يعلن نفسه للبعض وليس للبعض الآخر، سرا عجيبا. وهو بالتأكيد غير مبني على الحكمة والتعلم.

أحيانا لا يقدر المفكرون العظام أن يروا هذا: "لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ " (ع25). مع أنه أحيانا يبدو أن الأشخاص قليلي التعليم أو عديمي التعليم أو صغار السن جدا ("أطفال صغار" (ع25))، لديهم فهم عميق جدا ليسوع. "لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ" (ع25).

• حرية الإرادة

يقول يسوع، "تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (ع28). الدعوة للمجيء ليسوع موجهة للجميع. لا أحد مستثنى. إننا مدعوون كلنا. لدينا جميعا الخيار إما أن نقبل دعوة يسوع أو نرفضها.

أجده أمرا صعبا أن أجعل ذهني يحيط تماما بتلك المفارقة. لكنني وجدت التوضيح التالي مفيدا في الأمر. تخيل حجرة لها طرقة تؤدي إليها. خارج الطرقة نقشت تلك الكلمات، "تعالوا إلي يا جميع ..." (ع28). بكلمات أخرى، الكل مدعو لدخول تلك الغرفة. وعندما تدخل إلى الحجرة، على الجانب الداخلي من تلك الطرقة المؤدية للحجرة توجد كتابة عليها، "لاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الاِبْنُ وَمَنْ أَرَادَ الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ" (ع27ب).

بكلمات أخرى، حرية الإرادة هي عقيدة لكل واحد. لا أحد يمكنه أن يقول، "لن أصبح مسيحيا لأنه لم يتم اختياري". فالدعوة للجميع. ومن ناحية أخرى، سبق التعيين هي عقيدة ضمان وتوكيد للذين هم مسيحيين بالفعل. ما أن تقبل الدعوة وتدخل، يمكنك أن تعرف أن الله قد اختارك وبالتالي لن يدعك تمضي من عنده.

أحب كلمات يسوع في ع28. في عالم مليء بالضغوط حيث يوجد الكثيرون من "المتعبين والثقيلي الأحمال"، يعدك يسوع بالراحة. إنه يعرض عليك أن يأخذ أحمالك ويستبدلها بأحماله هو.

كان النير (وهو شيء لابد وأن يسوع قد قام بصنعه في ورشة النجار) عبارة عن إطار خشبي يستخدم لربط حيوانين (عادة ثورين) من عند الرقبة، مما يمكنهما من جر المحراث أو عربة ما معا. وظيفة النير هي تسهيل حمل الأثقال. أحب هذه الصورة من السير الحثيث مع يسوع، مشتركون في أحمالنا، جاعلون التجارب التي نخوضها والمعارك التي تتم مواجهتها "سهلة" و"خفيفة" بالمقارنة مع حملها وحيدين.

ليس يسوع سائقا للعبيد. عندما تتبع أجندته لحياتك فأنت تحمل عبئا ولكنه ليس "قاسيا ولا صعبا ولا حادا ولا ضاغطا، بل هو مريح وكريم ومسر" (ع30). عندما تفعل ما يطلب منك يسوع فعله، فإنه يعطيك القوة والحكمة لتقوم به وبهذا تحمل حمله معه. ستكون هناك بالطبع الكثير من التحديات والصعوبات، ولكن ستكون هناك أيضا خفة وسهولة.

يقول لك يسوع، "هل أنت متعب؟ ممزق؟ منهك من الدين؟ تعال إلي. تعال معي بعيدا وستستعيد حياتك. سأريك كيف تحصل على راحة حقيقية. سر معي واعمل معي – راقبني كيف أفعلها. تعلم إيقاعات النعمة الطبيعية السهلة. لن أضع أي شيء ثقيل أو غير مناسب لك. أبق في شركة معي وستتعلم كيف تعيش بحرية وبخفة" (ع28-29، الرسالة). استرخ فقط ودع الله يكون هو الله.

أشكرك يا رب لأنك تعدني بالراحة لنفسي. أشكرك لأني أستطيع أن آتي لك اليوم. إنني أعطيك أحمالي ... 

التَّكوينُ 29:‏1-‏30:‏43

3 – راقب الله وهو يجري أغراضه

يجري الله أغراضه بالرغم من ضعفنا، هشاشة طبيعتنا وخطيتنا. كان يعقوب مخادعا. ما نزرعه، إياه نحصد. لقد زرع الخداع فحصد الخداع من لابان (25:29ب). ثم استكمل دورة الخداع (37:30-43). هذه قصة غير عادية من الخداع، وكذلك من عدم الإخلاص وعدم الولاء.

ومع هذا وبطريقة ما، في كل هذا، أجرى الله أغراضه التي أعدها للأفراد المقصودين، بالنسبة لإسرائيل، وبالنسبة لميلاد ابنه يسوع وبالنسبة لمستقبل شعب الله.

تدخلت الكثير من الخطايا الإنسانية والإحباطات في قصص ولادة أبناء يعقوب (31:29 – 21:30). ومع هذا، وعبر كل القصة، كان الله يجري أهدافه بالنسبة لأسباط إسرائيل الاثني عشر. حيث استجيبت صلاة راحيل أخيرا بولادة يوسف (22:30).

ولأن الله كان مسيطرا تماما على حياتهم، يمكنك أن تثق أنه مسيطر بالتمام على حياتك أيضا وأن "كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده" (رو28:8). لذا، استرخ ودع الله يكون هو الله.

أشكرك يا رب لأنك تستخدم حتى الأشخاص الضعفاء، وذوي الطبيعة الهشة والخطاة. أشكرك لأنه يمكنك أن تستخدمني. أشكرك لأنه بالرغم من أنك تحبني كما أنا، إلا أنك تحبني جدا حتى لا تتركني كما أنا. ساعدني لكيلا أرضى أبدا بالمرتبة الثانية.

ساعدني لكي أتحمل مسئولية حياتي وفي نفس الوقت أثق في سيادتك تماما.

Pippa Adds

تك29-30

أستمتع بتلك الإصحاحات في سفر التكوين. تعد هذه القصة أكثر إمتاعا من مشاهدة مسلسل طويل في التلفزيون. أيا كان ما سيفعلونه تاليا.

من الملفت جدا أن سارة ورفقة وراحيل كلهن كانت لديهن مشكلة في الحصول على أطفال (وهذه ليست مشكلة الآن). إلا أن كل واحد من الأطفال الذين جاءوا في النهاية كان هاما بصورة ضخمة في خطة الله بالنسبة لشعب إسرائيل. هل كان الله ينتظر الوقت المناسب أم هل كان يعد الأبوين بصورة معينة؟ يبدو معظم أولاد يعقوب أنهم قد ولدوا نتيجة التنافس والغيرة المنزلية. لكن الله لم يتخل عنهم ونجح في إجراء خططه.

References

© 1999 Bible Society of Egypt

جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر