أبونا إبراهيمعينة
اليوم 3: المواضيع الرئيسية: فقرة رئيسية
عند بداية قصة حياة إبراهيم، نجد دعوة الله لإبراهيم في تكوين 12: 1-3. حيث كان إبراهيم ما يزال مقيماً في أور ما بين النهرين، عندما دعاه الله للذهاب إلى أرض الموعد. وأدرك المفسرون لعدة سنوات أن هذه الآيات تقدّم بعض الأفكار الرئيسية الأكثر أهمية، والتي وُجِدت في القصة الأكبر لحياة إبراهيم. انظر إلى ما كتبه موسى في هذه الآيات:
وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ "اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ. وَتَكُونَ بَرَكَةً. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ" (تكوين 12: 1–3).
المقدمة:
إن هذه الآيات الثلاث شديدة الأهمية، ويمكن تلخيصها بعدة طرق مختلفة. فمن الناحية النحوية، بدأوا بمقدمة في القسم الأول من الآية 1. ثم استمروا بكلمات الله لإبراهيم والتي تنقسم إلى جزئين. يتألف الجزء الأول، المُمتد من النصف الثاني من الآية 1 إلى معظم الآية 2، من صيغة أمر يليها ثلاث عبارات فعلية مستقلة. ويَظهر الجزء الثاني فيما قاله الله لإبراهيم في القسم الأخير من الآية 2 وفي الآية 3. ويتبع النصف الثاني نمط قواعد اللغة ذاته الموجود في النصف الأول. فهو يبدأ بصيغة أمر يليها ثلاث عبارات فعلية مستقلة. وبالتركيز على هذه الأقسام الثلاثة لتكوين 12: 1-3، يمكننا الحصول على بعض البصيرة لأهمية هذه الفقرة.
إن الفعل "قال" في عدد 1 يجب أن يُترجم "وقد قال الرب" بدلاً من "وقال الرب". هذه الترجمة هامة لأنه وفقاً لخطاب استفانوس في أعمال الرسل 7: 2-4، تلقى إبراهيم دعوته وهو في أور قبل أن يتوفى والده تارح في حاران. لكن وفقاً للأسلوب الأدبي لسفر التكوين، نتعلم أولاً أن تارح توفي في تكوين 11: 32 ثم نتعلم في تكوين 12: 1 أن الله دعا إبراهيم. ولهذا السبب يمثّل تكوين 12: 1 "ارتجاعاً فنياً"، أو تراجعاً في الزمن، ويجب أن يُترجَم "وقد قال الرب". وتَذكُر هذه الآية لحظة سابقة، قبل أن بدأ إبراهيم بالقيام بأي شيء استجابةً لدعوة الله، وقبل أن بدأ بالتحرك نحو أرض الموعد بوقت طويل.
النصف الأول:
يبدأ النصف الأول من كلمات الله لإبراهيم بصيغة أمر مشيرةً إلى أنها إلزامية "اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ" (تكوين 12: 1). أمر الله إبراهيم أن يقوم بشيء: أن يذهب إلى أرض كنعان. هذا هو الأمر الأول والرئيسي الذي أعطاه الله لرئيس الآباء.
بعد إعطاء الأمر بالذهاب إلى أرض الموعد، ينقسم الجزء الأول من كلمات الله لإبراهيم إلى ثلاثة مقاطع تشير إليها ثلاث عبارات فعلية مستقلة في الجزء الأول من الآية 2 "فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ".
تركز هذه الكلمات على البركات التي وهبها الله لإبراهيم عندما دعاه. أولاً، قال الله إنه سيجعل إبراهيم أمة عظمية. ثانياً، وعد أن يبارك إبراهيم ويعطيه الازدهار. وثالثاً، قال الله إنه سيعطي إبراهيم وأحفاده اسماً أو شهرة عظيمة.
النصف الثاني:
الجزء الثاني من كلمات الله إلى إبراهيم يماثل البنية النحوية للنصف الأول. حيث يبدأ بصيغة أمر يليها ثلاث عبارات فعلية مستقلة. وَتَكُونَ بَرَكَةً. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ ولاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ (تكوين 12: 2–3).
إن الفعل العبري المترجم هنا "وتكون بركة" هو صيغة أمر، وربما صُمم ليماثل صيغة الأمر "اذهب" في الآية 1. لكن صيغة الأمر هذه لا تعمل كطلب. حيث يمكن ترجمتها بعدة طرق، مثل "وتكون بركة"، أو "ربما تكون بركة"، أو حتى "ستكون بركة بكل تأكيد". على كل حال، تشكل صيغة الأمر هذه انتقالاً هاماً في الأفكار. إنها تحول الانتباه من حصول إبراهيم على البركة (كما رأينا في الجزء الأول من الآية 2) إلى إعطاء إبراهيم قناة للبركات إلى الآخرين.
يتبع صيغة الأمر الثانية هذه أيضاً ثلاث عبارات فعلية مستقلة. وتشير هذه الأفعال الثلاثة إلى العملية التي سيصبح إبراهيم من خلالها بركة للآخرين. أولاً، قال الله "وأبارك مباركيك"، أي أن الله سيهب الخيرات لأولئك الذين تعاملوا مع إبراهيم بطريقة إيجابية. ثانياً، وَعَدَ الله: "ولاعنك ألعنه"، أي أن الله سيلعن أولئك الذين احتقروا إبراهيم. حيث وَعَدَ الله أن يحمي إبراهيم من الأذى بالردّ بقسوة على من أصبحوا أعداءً لإبراهيم. لكن ثالثاً، قال الله: "وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض". وَعَدَ الله إبراهيم أنه في نهاية المطاف سيبارك جميع قبائل الأرض، من خلال العملية ذات الجزأين، أي مباركة أصدقاء إبراهيم ولعنة أعدائه.
الكلمة
عن هذه الخطة
ينظر المسيحيون، والمسلمون، واليهود جميعا إلى أبونا إبراهيم كأب لمعتقداتهم. ولكن تستخلص هذه الديانات استنتاجات مختلفة جدا حول سيرته الذاتية. تبحث هذه الخطة في قصة حياة إبراهيم في سفر التكوين من وجهة نظر مسيحية واضحة من أجل الإجابة على أسئلة مثل: ماذا تعني هذه الأسئلة لأولئك الذين تسلموها أولاً؟ وماذا تعني لنا نحن اليوم؟ نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر لتكوين 12–25. كما شرح كيف خدمت حياة إبراهيم كنموذج لإسرائيل في أيام موسى.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: