أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وأهل كورنثوسعينة
اليوم 2: مشكلة العلاقات المتضررة – ١ كورنثوس ٦: ٧-٨
تكلم بولس عن عدة أنواع مختلفة من العلاقات المتضررة: الفئات المتنافسة، والدعاوى القضائية، والفقراء في كنائسهم، والفقراء في أورشليم. دعونا نلقي نظرة أولاً على مشكلة الفئات المتنافسة.
قبل كتابة رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس، تلقّى بولس تقريراً بأن المؤمنين في كورنثوس قد انقلبوا على بعضهم البعض. لنتأمل الطريقة التي يصف فيها بولس موقفهم في ١ كورنثوس ١: ١٢:
أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَقُولُ أَنَا لِبُولُسَ وَأَنَا لأَبُلُّوسَ وَأَنَا لِصَفَا وَأَنَا لِلْمَسِيحِ. (١ كورنثوس ١: ١٢)
كان بولس متعجباً من هذه المشكلة. فرغماً عن كل شيء، فإن يسوع كان الأعظم، وقادة الكنيسة كانوا خدّامه. لم يكونوا ساعين إلى تقسيم الكنيسة، ولكن إلى بناء كنيسة يسوع المسيح. كما كتب بولس في ١ كورنثوس ٣: ٥-١١:
فَمَنْ هُوَ بُولُسُ وَمَنْ هُوَ أَبُلُّوسُ بَلْ خَادِمَانِ... فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاساً آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. (١ كورنثوس ٣: ٥-١١)
كان على قادة الكنيسة أن يفعلوا فقط ما أشار يسوع أن يفعلوه، وهو الكرازة بإنجيله وبناء كنيسته. للأسف، فإن المسيحيون في كورنثوس كانوا يقاضون بعضهم البعض في المحاكم. لنصغي إلى ١ كورنثوس ٦: ٧-٨:
فَالآنَ فِيكُمْ عَيْبٌ مُطْلَقاً لأَنَّ عِنْدَكُمْ مُحَاكَمَاتٍ بَعْضِكُمْ مَعَ بَعْضٍ. لِمَاذَا لاَ تُظْلَمُونَ بِالْحَرِيِّ لِمَاذَا لاَ تُسْلَبُونَ بِالْحَرِيِّ لكِنْ أَنْتُمْ تَظْلِمُونَ وَتَسْلُبُونَ وَذلِكَ لِلإِخْوَةِ. (١ كورنثوس ٦: ٧-٨)
ظهرت العلاقات المتضررة أيضاً في الطريقة السيئة التي عُومل بها الفقير في عشاء الرب. نقرأ في ١ كورنثوس ١١: ٢١-٢٢:
لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَسْبِقُ فَيَأْخُذُ عَشَاءَ نَفْسِهِ فِي الأَكْلِ فَالْوَاحِدُ يَجُوعُ وَالآخَرُ يَسْكَرُ... أَمْ تَسْتَهِينُونَ بِكَنِيسَةِ اللهِ وَتُخْجِلُونَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ. (١ كورنثوس ١١: ٢١-٢٢)
كان الشكل الرابع من العلاقات المتضررة بين المؤمنين: الفشل في جمع أموال الإعانة في أورشليم. فلنصغِ إلى بولس يحثّهم بهذا الشأن في ٢ كورنثوس ٨: ١٠-١١:
أَنْتُمُ الَّذِينَ سَبَقْتُمْ فَابْتَدَأْتُمْ مُنْذُ الْعَامِ الْمَاضِي، لَيْسَ أَنْ تَفْعَلُوا فَقَطْ بَلْ أَنْ تُرِيدُوا أَيْضاً. وَلكِنِ الآنَ تَمِّمُوا الْعَمَلَ. (٢ كورنثوس ٨: ١٠-١١)
عن هذه الخطة
البحث في خلفية رسائل بولس لأهل كورنثوس، ودراسة البناء والمحتوى للرسالتين الأولى والثانية لأهل كورنثوس، واعلان مفهومه عن الأخرويات.
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org