أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وأهل كورنثوسعينة
اليوم 4: إساءات في العبادة – ١ كورنثوس ١١: ٤-٥
المشكلة الرئيسة الثالثة في كنيسة كورنثوس كانت الإساءات في العبادة. ليس فقط أنهم أساءوا معاملة الفقير أثناء عشاء الرب، بل قد أُثيرت قضايا حول ثلاثة مواضيع أخرى: أدوار الجنسين، استخدام المواهب الروحية، واللحم المذبوح للأوثان.
في المقام الأول، كان بولس مهتماً بطريقة سلوك كل من الرجال والنساء أثناء العبادة الجماعية. كتب عن استخدام غطاء الرأس في ١ كورنثوس ١١: ٤-٥:
كُلُّ رَجُل يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ، يَشِينُ رَأْسَهُ. وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغُطَّى فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. (١ كورنثوس ١١: ٤-٥)
يختلف الدارسون فيما إذا كان بولس يتكلم عن استعمال شال صلاة، أو أنه يشير إلى تصفيفة الشعر. يعتقد البعض أنَّ "رأس" تشير إلى الجزء من أجسادنا، بينما يعتقد آخرون أنَّ رأس الرجل هو المسيح ورأس المرأة الرجل. ولكن القضية الأساسية واضحة: كان الرجال والنساء يتصرفون بطريقة مشينة أثناء العبادة.
في المقام الثاني، تعامل بولس أيضاً مع المواهب الروحية في العبادة. الألسنة والنبوءات أدّت إلى الفوضى. في ١ كورنثوس ١٤: ٢٦-٣٣، يتوجه بولس بالكلام عن الوضع على هذا النحو:
فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لَهُ مَزْمُورٌ لَهُ تَعْلِيمٌ لَهُ لِسَانٌ لَهُ إِعْلاَنٌ لَهُ تَرْجَمَةٌ... إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ فَاثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَوْ عَلَى الأَكْثَرِ ثَلاَثَةً ثَلاَثَةً وَبِتَرْتِيبٍ وَلْيُتَرْجِمْ وَاحِدٌ ... أَمَّا الأَنْبِيَاءُ فَلْيَتَكَلَّمِ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ وَلْيَحْكُمِ الآخَرُونَ. وَلكِنْ إِنْ أُعْلِنَ لآخَرَ جَالِسٍ فَلْيَسْكُتِ الأَوَّل.ُ لأَنَّكُمْ تَقْدِرُونَ جَمِيعُكُمْ أَنْ تَتَنَبَّأُوا وَاحِدًا وَاحِدًا، لِيَتَعَلَّمَ الْجَمِيعُ وَيَتَعَزَّى الْجَمِيعُ. وَأَرْوَاحُ الأَنْبِيَاءِ خَاضِعَةٌ لِلأَنْبِيَاء.ِ لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ، كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ. (١ كورنثوس ١٤: ٢٦-٣٣)
إنَّ خدمات العبادة كان يسودها الفوضى والعديد من الناس يتكلمون في نفس الوقت. أكّد بولس على أنه طالما أنَّ المؤمنين لا يصغون لبعضهم البعض، ولا يحترمون بعضهم البعض، فإنهم لن يستفيدوا من توجيهات الروح القدس.
في المقام الثالث، يجب أن نذكر اللحم الذي ذُبح للأوثان. في العالم القديم، كان جزءاً كبيراً من اللحم الذي يباع في السوق، قد سبق وأن قُدِّم وكُرِّس كذبيحة للأوثان، وكان بالإمكان حتى الحصول على اللحوم مباشرة من المعابد الوثنية. الآن، أكَّد بولس أنّهَ بإمكان المسيحيين تناول هذا الطعام، طالما أنهم لا يفعلون ذلك كجزء من العبادة الوثنية. تكلم عن هذا الموضوع في ١ كورنثوس ٨: ٧:
وَلكِنْ لَيْسَ الْعِلْمُ فِي الْجَمِيعِ. بَلْ أُنَاسٌ بِالضَّمِيرِ نَحْوَ الْوَثَنِ إِلَى الآنَ يَأْكُلُونَ كَأَنَّهُ مِمَّا ذُبِحَ لِوَثَنٍ فَضَمِيرُهُمْ إِذْ هُوَ ضَعِيفٌ يَتَنَجَّسُ. (١ كورنثوس ٨: ٧)
إنَّ المسيحيين الكورنثيين الغير ناضجين، كانوا يخلطون بين عبادة المسيح وعبادة الوثن عندما كانوا يأكلون. وأكثر من هذا، المؤمنين الناضجين كان عليهم أن يكونوا حذرين.
عن هذه الخطة
البحث في خلفية رسائل بولس لأهل كورنثوس، ودراسة البناء والمحتوى للرسالتين الأولى والثانية لأهل كورنثوس، واعلان مفهومه عن الأخرويات.
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org