رسائل بولس في السجن: بولس وأهل كولوسيعينة

  اليوم 02: الأفراد في كولوسي- فليمون 1: 2

كان لبولس عدد من الأصدقاء من أهل كولوسي. وهؤلاء لم يكونوا مجرد أشخاص قد تعرَّف بهم، بل أصدقاء شخصيين، كان العديد منهم قد عملوا جنباً إلى جنب مع بولس في خدمة الإنجيل. ثلاثة من مثل هؤلاء الأصدقاء كانوا، فليمون، أبفية، أرخِبُّس. لنقرأ كلمات بولس في فليمون 1: 2، التي هي بمثابة التحية والسلام في تلك الرسالة:

إِلَى فِلِيمُونَ الْمَحْبُوبِ وَالْعَامِلِ مَعَنَا، وَإِلَى أَبْفِيَّةَ الْمَحْبُوبَةِ، وَأَرْخِبُّسَ الْمُتَجَنِّدِ مَعَنَا، وَإِلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِكَ. (فليمون 1: 2)

فليمون على الأقل، كان صديقاً مقرباً لبولس. وإنَّ ذكر بولس لأبفية قد يبدو دليلاً على أنه كان يعرفها كذلك. يعتقد العديد من دارسي اللاهوت أنها كانت أحد أفراد بيت فليمون – زوجته على الأرجح. ولما كان أرخبُّس شخصاً له مكانته في الكنيسة، فإن أسلوب الخطاب الذي وجَّهه إليه بولس يمكن أن يكون شرفياً. ولكن من المرجّح أكثر، أنه كان أيضاً من أفراد عائلة فليمون، ربما ابنه.

هناك صديقٌ آخر لبولس من كولوسي وهو أبفراس. أشار بولس لأبفراس كرفيق عمل ورفيق سجن، وذكر أنَّ أبفراس كان خادماً أميناً للمسيح. وكان موجوداً مع بولس في السجن عندما كتب بولس رسالته إلى كنيسة كولوسي. 

كان أنسيمس صديق بولس، أيضاً من كولوسي. وقد كان عبداً التحق ببولس بعد فراره من فليمون، والذي انتهى به الأمر في خدمة بولس في السجن.

يبدو أنَّ معظم أصدقاء بولس قد كانوا مرتبطين بطريقةٍ ما بفليمون. ولكن أيَّاً كان الرابط بينهم، فمن الواضح أنَّ علاقة بولس مع هؤلاء الأصدقاء كانت أوثق من علاقته بكنيسة كولوسي بوجهٍ عام. ولكن، وكما تُظهر رسالته إلى أهل كولوسي، من الواضح أنَّ علاقته بهؤلاء الأصدقاء قد زادت من محبته لجميع المؤمنين في كولوسي. 

وهكذا عموماً، كان لبولس علاقة شخصية محددة جداً مع كنيسة كولوسي. ولكنه اهتمّ كثيراً بشكل شخصي ببعض أعضائها. كان يكنُّ مشاعر قوية لكنيستهم، ليس فقط لأنه كان رسولاً، بل لارتباطها بأصدقائه.

بعد أن تفحّصنا علاقات بولس بأهل كولوسي بشكل عام، وبأفراد معينين من كولوسي، نحن على استعدادٍ الآن لتحرّي المشاكل في كولوسي التي تعني بولس. ما الصعوبات التي واجهها المؤمنون في كولوسي؟ ما الذي دفع بولس إلى الكتابة إليهم؟