رسائل بولس في السجن: بولس وأهل كولوسيعينة

رسائل بولس في السجن: بولس وأهل كولوسي

يوم 4 من إجمالي 14

  اليوم 04: مشاكل كنيسة كولوسي (الجزء 2) – الشرائع اليهودية – كولوسي 2: 11-16

 أقرَّ بولس بشريعة موسى. وكان راغباً في أن يقبل ويشارك في العديد من الممارسات اليهودية التقليدية في سبيل الإنجيل. إذن، لو أنَّ المعلمين الكذبة في كولوسي قد استخدموا الشريعة بطريقةٍ صحيحة، لما كان بولس انتقد استخدامهم لها. إنَّ انتقاده يدلّ على أنَّ المعلمين الكذبة كانوا يسيئون استخدام التعاليم والممارسات اليهودية. في كولوسي 2: 16، يشير بولس إلى عددٍ من الممارسات اليهودية التي أُساء المعلمون الزائفون استعمالها حين كتب:

فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِي أَكْل أَوْ شُرْبٍ، أَوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ أَوْ هِلاَل أَوْ سَبْتٍ. (كولوسي 2: 16)

من الواضح أنَّ المعلمين الزائفين في كولوسي شدّدوا على ممارساتٍ بعينها، مشتقّةً من شريعة العهد القديم. وهذه تضمّنت المحافظة على التقويم اليهودي، مثل الاحتفالات الدينية، والاحتفال بظهور الهلال ويوم السبت، وكذلك التقييّد في المأكل والمشرب. ولكنهم لم يعملوا بهذه الأنظمة من العهد القديم، على نحو ما وردت في شريعة موسى، ولا هم طبّقوها كما فعل الرسل. على النقيض من ذلك، أعلن بولس أنَّ ممارساتهم شوّهت شريعة العهد القديم وعرّضت للهلاك المصائر الأبدية لأولئك الذين يتبعونهم. كما كتب بولس في كولوسي 2: 17-18:

الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ. لاَ يُخَسِّرْكُمْ أَحَدٌ الْجِعَالَةَ، رَاغِبًا فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ. (كولوسي 2: 17-18)

لا تربط شريعة موسى ما بين الأيام المقدَّسة وعبادة الملائكة، بل تربط بينها وبين عبادة الله. ولا تحضُّ على حميّةٍ خاصة كسبيل للتواضع أو الزهد، بل كعلامة على كونهم مميَّزون عن غيرهم باعتبارهم شعب الله الخاص. لكن المعلمين الزائفين أفسدوا هذه الشرائع واستخدموها في عبادة الأوثان والزهد الوثني.

في كولوسي 2: 11-12، يضيف بولس الختان إلى لائحة الشرائع اليهودية التي أساء المعلمون الزائفون استخدامها:

وَبِهِ أَيْضًا خُتِنْتُمْ خِتَانًا غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، ... بِخِتَانِ الْمَسِيحِ. مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ... (كولوسي 2: 11-12)

كما يظهر، كان المعلمون الزائفون في كولوسي يحضّون على شكلٍ من الختان المسيحي. ولهذا، ربط بولس ما بين الختان والمعمودية المسيحية، لكي يعلِّم أهل كولوسي أنَّ لا حاجة لهم للختان لأنهم معمَّدون.

بالاختصار، في رسالته إلى أهل كولوسي، كتب بولس ضد إساءة استخدام شريعة موسى؛ ولم يكتب ضد الشريعة نفسها. وفي مكانٍ آخر، أكّد بولس إلى أنَّ شريعة موسى هي الأساس الصحيح للسلوك الأخلاقي المسيحي والممارسات المسيحية الصحيحة، وإنها تعلّمنا أشياء كثيرة صحيحة عن الله. ولكن هنا في رسالته إلى أهل كولوسي، ركَّز على دحض تعاليم وممارسات المعلمين الزائفين المحددة، مستنكراً الطريقة التي أفسدوا بها قوانين مسنونة معينة في الشريعة، ومصرّاً على أنَّ الكنيسة ترفض هذه التحريفات.

يوم 3يوم 5

عن هذه الخطة

رسائل بولس في السجن: بولس وأهل كولوسي

دراسة استجابة بولس للتعاليم الهرطوقية التي أدخلت تكريم كائنات روحية قليلة الشأن إلى العبادة المسيحية.

More

نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org