رسائل بولس في السجن: بولس وأهل كولوسيعينة
اليوم 08: سمو المسيح – كولوسي 1: 15-20
كان المعلمون الكذبة يحاولون إقناع كنيسة كولوسي بعبادة القوات الروحية والكونية. وكانوا يشجعون على الزهد في الحياة، معتقدين أنَّ خشونة حياةٍ كهذا، كفيلٌ بأن يرضي القوات الروحية، وأن يجني بعض الفائدة من الآلهة الزائفة. ولذا، بدأ بولس بدحض هذه الهرطقات بإظهار التباين ما بين هذه الآلهة الخادعة وبين يسوع المسيح.
عدّد بولس أوجه كثيرة لسمو المسيح في كولوسي 1: 15–20، ومعظم هذه التفاصيل يتعارض مع تعاليم كولوسي الزائفة. ومن جملة التفاصيل التي أبرزها هنا، أنه تكلَّم عن المسيح بصفته صورة الله، في كولوسي 1: 15؛ وبكر كل خليقة، أيضاً في كولوسي 1: 15؛ وفيه خُلق الكل، في كولوسي 1: 16؛ ومتقدماً في كل شيء، في كولوسي 1: 18؛ والإله المتجسِّد، في كولوسي 1: 19؛ والمُصالح الوحيد، في كولوسي 1: 20.
استهلَّ بولس كلامه بالقول إنَّ المسيح هو صورة الله غير المنظور. وضع هذا الوصف المسيح في تباين مطلق مع آلهة المعلمين الكذبة. لنتأمل إلى وصف بولس ليسوع في كولوسي 1: 15–16:
الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ ... الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. (كولوسي 1: 15–16)
مع أنَّ الأسفار المقدسة تتكلم في عدة مواضع عن الكائنات البشرية بوصفها صورة الله، فإن ما قصد بولس قوله عن يسوع كان فريداً، وهو مرتبط بقدرته وسلطانه على الخليقة. إنَّ ما يفكر فيه هو كيفية استخدام المعلميـن الكذبة لتعبير "صورة الله" كما نقلوه من الفلسفة اليونانية.
كانت بعض الفلسفات اليونانية في زمن بولس تقول إنَّ الكون نفسه على صورة الله، أيّ إنه كان الإعلان العظيم لله، وأنه بالإمكان الحصول على المعرفة والحكمة من خلال هذا الإعلان. نجد ذكراً لهذه الفكرة في مؤلفات قديمة من القرن الرابع ق. م.، مثل "ثيماوس" للفيلسوف أفلاطون (الأفلاطوني)، وكذلك في كتابات الغنوسيين حول الإله هرميز التي ترجع إلى القرن الثاني والثالث بعد الميلاد.
وهكذا، في حين نظر المعلمون الكذبة إلى الكواكب والعناصر على أنها صورة الله، أشار بولس إلى المسيح بصفته صورة الله. وقد تبنّى هذا المعنى الفلسفي اليوناني لعبارة "صورة الله" لكي يبيِّـن أنَّ المسيح، وليس الشياطين الذين يعبدهم المعلمون الكذبة، كان الإعلان النهائي عن الله. أي الشخص الذي ينبغي على المؤمنين أن ينظروا إليه طلباً للحكمة والمعرفة من الله.
الكلمة
عن هذه الخطة
دراسة استجابة بولس للتعاليم الهرطوقية التي أدخلت تكريم كائنات روحية قليلة الشأن إلى العبادة المسيحية.
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org