رسائل بولس في السجن: بولس وأهل كولوسيعينة

رسائل بولس في السجن: بولس وأهل كولوسي

يوم 11 من إجمالي 14

  اليوم 11: الحياة المسيحية – كولوسي 3: 1 – 4: 6

 يبدو أنَّ المعلمين الكذبة في كولوسي قد كانوا مهتمين بالحياة الأخلاقية. ومع كل ذلك، فإن هدف معيشتهم القاسية والخشنة، كان لتجنُّب الملذّات الجسدية. وفي بعض المجالات، فإن هذه المعايير أو الأهداف يمكن أن تكون متوافقة مع مثيلتها في الكنيسة المسيحية حول هذه الأنواع من الذنوب.

ولكن كانت ثمة مشكلة في مقاربتهم تلك. بكل بساطة، إنَّ الزهد في الحياة لم يكنْ يُجدي. إنَّ واقع المسألة هو أنَّ الكائنات البشرية تنقصها قوة الإرادة لمقاومة الخطيئة. ولهذا، مهما جاهدنا لتجنّب الخطيئة، فدائماً نخسر. وهذا يعني، أننا لكي نسلك حياة أخلاقية، ولكي نطيع المعايير الأخلاقية التي وضعها الله لنا، علينا أن نستند على أشياء أكبر وأكثر قوة من ذواتنا.

بشكلٍ ما، كانت تعاليم بولس عن الحياة المسيحية، تشبه تعاليم المعلمين الكذبة. في الواقع، ذهب بولس بعيداً إلى حدِّ القول إنه كان من الصواب التركيز على ما هو روحي وسماوي وليس على ما هو أرضي. لنقرأ كلماته في 3: 2:

اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ (كولوسي 3: 2)

بحسب بولس، علينا أن نقدِّر الأمور الروحية والسماوية أكثر ممَّا نقدّر الأمور الأرضية. وهو يتشارك أيضاً في هذا المنظور مع المعلمين الكذبة، ظاهرياً على الأقل. وكالمعلمين الهراطقة أيضاً، شدّد بولس بقوة في تعليمه على نبذ الملذات الجسدية. على سبيل المثال، في كولوسي 3: 5، كتب قائلاً:

فَأَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: الزِّنَا، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ، الطَّمَعَ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ. (كولوسي 3: 5)

اتّفق بولس مع المعلمين الكذبة على أنَّ الملذات الجسدية هي شرّ. ولكنه لم يتّفق معهم حول طريقة تجنّب أمثال هذه الخطيئة.

اختلف بولس مع المعلمين الكذبة أيضاً في عدة نواحي أخرى. مثلاً، مع أنَّ المعلمين الكذبة كانوا يؤمنون ظاهرياً بأنهم يجب أن يركّزوا على الأمور السماوية، فإن تعاليمهم التي انتقـدها بولس، كانت بالأحرى جميعها أرضية. رغم أنَّ هدفهم قد يكون روحياً، إلاَّ أنهم حاولوا الوصول إلى هذا الهدف من خلال التركيز على الأمور الأرضية. في كولوسي 2: 21، يوجز لنا بولس تعاليمهم بكونها:

لاَ تَمَسَّ! وَلاَ تَذُقْ! وَلاَ تَجُسَّ! (كولوسي 2: 21)

ومع أنَّ الذين يتبعون مذهب الزهد في الدنيا ادّعوا أنهم إنما يشيرون إلى المملكة الروحية، فإن تعاليمهم ركّزت على الأمور الدنيوية والأرضية.

يبدو أنَّ دعاة الزهد قد كانوا منشغلين جداً في ممارساتهم الصوفية بحيث أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء إبراز المثاليات التي كانت حقاً سماوية وروحية. ومع أنَّ هدفهم يمكن أنه كان روحياً، إلاَّ أنَّ كل جهودهم قد انصبَّت على الأمور الأرضية.

كانت رسالة بولس إلى أهل كولوسي موجّهة لمناقشة موضوع هرطقة عبادة الأوثان التي أدخلها المعلمون الكذبة. حضّ هؤلاء على الأساليب الوثنية باعتمادهم على القوى الروحية، وبطرق غير مجدية في اتّباع السلوك المستقيم. وكردٍّ على هذه المشاكل، كرز بولس بالمسيح. كرز بعظمة وسمو المسيح كربٍّ وكملك، وبتفوّق خدّام المسيح. وكرز بالخلاص، الذي ليس له مثيل، بالمسيح، وبالانتصار على الخطيئة من خلال الحياة المسيحية. أوضح عند كل نقطة، أنَّ ما وعد به المعلمون الكذبة، وحده المسيح قادر أن يعطيه. 

يوم 10يوم 12

عن هذه الخطة

رسائل بولس في السجن: بولس وأهل كولوسي

دراسة استجابة بولس للتعاليم الهرطوقية التي أدخلت تكريم كائنات روحية قليلة الشأن إلى العبادة المسيحية.

More

نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org