رسائل بولس في السجن: بولس وأهل كولوسيعينة
اليوم 13: التجديد الروحي – كولوسي 2: 13
الآن وقد رأينا أهمية بقائنا مخلصين للمسيح وحده، سوف ننتقل إلى نوعٍ ثانٍ من التطبيق الحديث: قيمة التركيز على المسائل الروحية كل يومٍ من أيام حياتنا. مع أنَّ الاهتمام بالأمور الأرضية له قيمته، فإن الفائدة التي نجنيها تكون أعظم حين نقارب الحياة من منظور روحي.
عندما نؤمن بالمسيح، تحدث أعجوبة: تتجدّد فينا أنفسنا. وقبل إيماننا، كنَّا أمواتاً من الداخل، غير قادرين على الاستجابة لله. وكنَّا أعداءً لله، ليس لأننا أخطأنا إليه واستحقيّنا دينونته فحسب، بل أيضاً لأننا كنَّا نكرهه ولـم نخضع له.
ولكن الله يحبنا كثيراً إلى درجةٍ أنه يرفض السماح لنا بمعاداته، ولهذا، فهو يرسل الروح القدس ليجدّد نفوسنا، بحيث يرمّم داخلنا، فنتوب عن ذنوبنا ونخضع لربنا. وفي الوقت نفسه، يحلّ فينا روح الله، موحِّداً إيانا بالمسيح، ومؤمّناً لنا البركات الآتية فيه.
إنَّ خلاصنا لا يعتمد على سعينا الأرضي، بل على الواقع الروحي لأرواحنا المرمّمة وعلى اتّحادنا بالمسيح. ولهذا السبب حثَّ بولس أهل كولوسي على زيادة التركيز على الأمور الروحية، والإقلال من التركيز على المسائل الأرضية.
يصف اللاهوتيون غالباً أولئك الذين لم يؤمنوا بأنهم غير مجدّدين. وفي المقابل، فإن تعبير مجدّدون يطلق على المؤمنين. هذه التعابير تُعرِّف وتبيّن الحالة الروحية أو النفسية لكل شخص. فكون الإنسان غير مجدّد، يعني أن يكون ميتاً روحياً، وكونه مجدّداً، يعني كونه حيّاً روحياً.
من جهة أخرى، فإن المتجدّدين هم مغفورة خطاياهم لأنهم متّحدون بالمسيح، الذي مات لأجل خطيئتهم بحسب متطلبات شريعة الله. وأبعد من ذلك، فإن أرواحهم المتجددة تمتلك القدرة الأخلاقية، ولهذا، فهم قادرون على إطاعة الله، وكذلك تمتلك الرغبة الأخلاقية، بحيث يرغبون أيضاً في إطاعة الله.
من الصعب المغالاة في تقدير قيمة التغيير الروحي الذي يطرأ علينا عندما نؤمن. التجديد يجعل منَّا أشخاصاً جُدد. فلم يُغفر لنا فحسب، بل أننا قد تغيرنا روحياً أيضاً. التجدّد هو التغيير الروحي الذي وصفه بولس في كولوسي 2: 13، حيث كتب:
وَإِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فِي الْخَطَايَا وَغَلَفِ جَسَدِكُمْ، أَحْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا (كولوسي 2: 13)
لقد كنّا أموتاً في خطايانا، أي ما معناه، أننا كنّا تحت دينونة الله. ولكن الله من ثمَّ أحيانا وغفر لنا خطايانا. وقد كنّا أيضاً أمواتاً في طبيعتنا الخاطئة، أي أنه كانت لنا طبائع شريرة دون قدرة أو إرادة أخلاقية. ولكن ثانية، أحيانا الله. ونتيجة ذلك، أصبحنا نمتلك الآن القدرة على أن نرغب في القيام بأعمال صالحة وعلى أن نقوم بذلك.
الكلمة
عن هذه الخطة
دراسة استجابة بولس للتعاليم الهرطوقية التي أدخلت تكريم كائنات روحية قليلة الشأن إلى العبادة المسيحية.
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org