رسائل بولس في السجن: بولس وأهل كولوسيعينة
اليوم 09: خدام المسيح – كولوسي 1: 21 – 2: 5
كانت حجة بولس أنه، بما أنَّ المسيح كان يفوق ويتعالى على الآلهة المزيفة، فإن خدَّام المسيح كانوا أعلى منزلة من أولئك الذين يخدمون الآلهة المزيفة. تتألف حجة بولس من خمس أفكار رئيسة: المصالحة التي تمّت بواسطة الإنجيل المسيحي، والتي ذكرها في كولوسي 1: 21–23، وفي 2: 5؛ وإيثار بولس في كولوسي 1: 24؛ ومهمة بولس الإلهية في كولوسي 1: 25؛ والإعلان الذي لا مثيل له بواسطة الإنجيل، في كولوسي 1: 25–28، وفي 2: 2–4؛ وتفويض خدّام المسيح، الذي تكلم عنه بولس في كولوسي 1: 29-2: 1. بدأ بولس بالتركيز على المصالحة التي كان أهل كولوسي قد اختبروها من خلال الإنجيل. وكما نقرأ في كولوسي 1: 21-23:
قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ ... فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ، ... رَجَاءِ الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ، ... الَّذِي صِرْتُ أَنَا بُولُسَ خَادِمًا لَهُ. (كولوسي 1: 21-23)
إنَّ خدَّام المسيح أعلى منزلة لأنهم يكرزون بالإنجيل الذي يصالح، في واقع الأمر، المؤمنين مع الله. شجع المعلمون الكذبة الناس في كولوسي على استرضاء الشياطين، وربما عرضوا إجراء المصالحة مع الله.
ولكن في حقيقة الأمر، أنه لم يكنْ ثمة إمكانية مصالحة بالنسبة لهم، لأن ما يسمى إنجيلهم لم تكنْ لديه القدرة أن يخلِّص.
بالمقابل، كان المؤمنون في كولوسي قد اختبروا المصالحة الحقيقية التي تأتي بواسطة الإنجيل الحقّ والذي يكرز به خدَّام الله. فقد كانوا مبرَّرين، يقفون أمام الله لابسين برِّ المسيح. وهذا ما ينبغي أن يكون قـد شجَّعهم على الوثوق بكلمة بولس ونبذ المعلمين الكذبة.
ثانياً، أشار بولس إلى إيثاره، متكلماً عن معاناته لأجل الكنيسة. كما كتب في كولوسي 1: 24:
وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي. (كولوسي 1: 24)
أفادت معاناة بولس الكنيسة وذلك بأن هيـأت لها شاهداً قوياً للإنجيل، يشـجّع الكنيسة، ويكمّل شدائد المسيح. بالمقابل، فإن المعلمين الكذبة في كولوسي لم يُسجنوا ولم يضطهدوا أبداً. بتسليطه الضوء على استعداده لتحمّل الآلام لأجل الكنيسة، أوضح بولس أنَّ خدَّام المسيح هم أكثر إيثاراً للآخرين، من المعلمين الكذبة.
ثالثاً، تكلَّم بولس عن المأمورية الإلهية. على النقيض من الذين نصّبوا أنفسهم كمعلمين كذبة في كولوسي، فإن مَن كان قد عيَّن بولس رسولاً هو الربّ بذاته. وصف بولس مأموريته في كولوسي 1: 25:
الَّتِي صِرْتُ أَنَا خَادِمًا لَهَا [الكنيسة]، حَسَبَ تَدْبِيرِ اللهِ الْمُعْطَى لِي لأَجْلِكُمْ، لِتَتْمِيمِ كَلِمَةِ اللهِ. (كولوسي 1: 25)
كما نرى هنا، فإن الله ذاته هو من دعى بولس كرسول.
عن هذه الخطة
دراسة استجابة بولس للتعاليم الهرطوقية التي أدخلت تكريم كائنات روحية قليلة الشأن إلى العبادة المسيحية.
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org