الإنجيل حسب لوقاعينة

الإنجيل حسب لوقا

يوم 1 من إجمالي 14

  

اليوم 01: مقدمة لوقا – 1: 1-4

تعطي مقدمة لوقا الانطباع أن ثَاوُفِيلُسَ كان داعماً للوقا، أي الشخص الذي كلفه بالكتابة ودعمه مادياً. في لوقا ۱: ۳، وجّه لوقا كتابه إلى "الْعَزِيز ثَاوُفِيلُس" أو كراتيستي ثيوفيلي. وهذا التعبير كراتيستي يشير إلى لقب شرف عظيم. في الحقيقة، استُخدم هذا التعبير ليصف شخصين آخرين في العهد الجديد، وهما الحاكمان الرومانيان فيلِكْس وفَسْتُوس. وفي حال لم يكن ثَاوُفِيلُسُ موظفاً رومانياً ذا رتبة عالية فلا شك أنه كان شخصاً له مقامه وأهميته.

لكن العلاقة بين لوقا وثَاوُفِيلُس كانت أكثر تعقيداً من مجرد الدعم. فبمعنى ما، كان ثَاوُفِيلُسُ أيضاً تلميذاً للوقا. نقرأ في لوقا ۱: ۳-٤ هذه الكلمات:

رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ،‏ لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.

كان ثَاوُفِيلُسُ يعرف عن يسوع. لكن لوقا كتب هذا السجل الأشمل والأكثر ترتيباً عن حياة يسوع ليؤكد لثَاوُفِيلُس صحة ما تعلّمه.

بعد أن رأينا كيف أن لوقا يشير إلى ثَاوُفِيلُس صراحة كقارئه الأول، من المفيد أن نضع في ذهننا أن لوقا يكتب إلى شريحة أوسع من القرّاء.

وأسبابٌ كثيرة تدفعنا إلى التفكير في أن لوقا كتب إلى شريحة أوسع من القرّاء وليس لثَاوُفِيلُس وحده، ومنها هو أن المسيحيين الأولين كانوا ميّالين إلى مشاركة الرسائل والكتابات الأخرى فيما بينهم. كمثل واحد فقط، اقرأ ما كتبه بولس في كولوسي ٤: ۱٦:

وَمَتَى قُرِئَتْ عِنْدَكُمْ هذِهِ الرِّسَالَةُ فَاجْعَلُوهَا تُقْرَأُ أَيْضاً فِي كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ، وَالَّتِي مِنْ لاَوُدِكِيَّةَ تَقْرَأُونَهَا أَنْتُمْ أَيْضاً.

بما أن المسيحيين الأولين مالوا إلى مشاركة كتاباتهم فيما بينهم، فإنّنا نفترضُ أن ثَاوُفِيلُس كان متحمساً لمشاركة كتابَي لوقا مع الآخرين.

علاوة على ذلك فإن أسلوب الكتابة الرفيع للإنجيل يجعل من شبه المؤكد أنه كان للوقا شريحة أوسع من القرّاء في ذهنه. فالأسلوب ليس تماماً مذكرة شخصية موجّهة إلى شخص واحد. فالبحث التاريخي المستفيض الذي أشار إليه لوقا في ۱: ۳ من إنجيله يدل ضمناً على قرّاء أوسع. وعلاوة على ذلك، الحجم الكبير للإنجيل وكتاب الأعمال يوحيان بأن لوقا كان يؤلف كتاباً رئيسياً لشريحة أوسع من القرّاء. لكن من هم أولئك القرّاء؟

يبدو من المرجح أن لوقا كتب بصورة رئيسية إلى المسيحيين من الأمم. على سبيل المثال، الأسلوب اليوناني المستخدم هو أسلوب يستخدمه الأمم. وتشديده على العرض الشامل لإنجيل ملكوت الله، يؤكد أن الخلاص هو لكل الأمم. بالطبع، إنجيل لوقا قيّم أيضاً بالنسبة لليهود المسيحيين، لكنه ليس موجّهاً إليهم كما هي الحال بالنسبة لإنجيل متى.

كانت رَغبةُ اللهِ دائماً أن يَقرأَ الناسُ من كلِّ الشعوبِ عَبْرَ التاريخِ الكتابَ المُقدَسَ ويفهموا مشيئتَه من خلالِه. ومن المُهِمِّ أن نُدركَ أن الروحَ القُدُسَ أوحى إلى كتّابٍ مُعيّنينَ أن يكتبوا كُتباً محدّدةً، وقد استَخدَمَ في كتابتِهم شخصياتِهم الخاصةَ واهتماماتِهم. بهذا المعنى الرئيسيِّ، صمّم لوقا إنجيلَه ليتَكلمَ إلى حدٍّ ما بصورةٍ مُباشرةٍ إلى حاجاتِ ثَاوُفِيلُسَ والقُرّاءِ المَسيحيين من الأُممِ في القَرنِ الأولِ. بينما في المقابلِ، يَسمَعُ القُرّاءُ اليومَ بصورةٍ غيرِ مُباشرةٍ ما كتبه لوقا إليهم. لكن إن أبقَيْنا في ذِهنِنا لوقا وقراءَه الأصليين ونحنُ نقرأُ الإنجيلَ، فنكونُ أكثرَ استعداداً لنفهمَ ما كتبَهُ، ولنُطبقَهُ على حياتِنا.

الكلمة

يوم 2

عن هذه الخطة

الإنجيل حسب لوقا

وصف لوقا يسوع المسيح كالمخلص. فالإنسانية ضالة ويائسة، بدون أي معونة أو رجاء، وفي حاجة إلى الخلاص. يذكّرنا الإنجيل الثالث أن المسيح مات لكي يخلّصنا.

More

نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org