الإنجيل حسب لوقاعينة
اليوم 13: القبض على يسوع ومحاكمته وموته – لوقا 22: 1 – 23: 56
يبدأ الكلام عن إلقاء القبض على يسوع ومحاكمته وموته في لوقا ۲۲: ۱-٦ بمؤامرة خيانة يسوع. ثم خلال العشاء الأخير المذكور في الأعداد ٧-۳٨ أنبأ يسوع بخيانة يهوذا، بالإضافة إلى إنباء بطرس بأنه سيُنكر يسوع. لكن وسط هذه التنبؤات الكئيبة، طمأن يسوع تلاميذه إلى مكانهم في الملكوت وإلى سيطرته على كل هذه الأحداث.
بعد العشاء الأخير، نجد صلاة يسوع على جبل الزيتون في لوقا ۲۲: ۳٩-٤٦. كان يسوع حزيناً جداً خلال الصلاة، ويظهر ذلك من خلال تحوُل عَرَقه إلى قطرات دم، ومن خلال رغبته بأن يسمح له أبوه بتفادي الصلب إن أمكن. لكن في كل هذه الظروف، لم تتزعزع ثقة يسوع القوية بأبيه السماوي أو بالتزامه خطة أبيه.
مع إلقاء القبض على يسوع في ۲۲: ٤٧-٥۳، بدأت رواية نكران بطرس في الأعداد ٥٤-٦۲، بالإضافة إلى محاكمات يسوع أمام القادة اليهود وبيلاطس وهيرودس في ۲۲: ٦۳-۲۳: ۲٥. وقد وجد كل من هيرودس وبيلاطس يسوع بريئاً من أي جرم ضد روما يستحق الموت. لكن بيلاطس استسلم لضغط القادة اليهود والجموع، وحكم على يسوع البريء بالصلب.
وما يلفت النظر، هو أن رواية لوقا عن القبض على يسوع ومحاكماته لا تركّز على موت يسوع الوشيك، بل على هوية يسوع على أنه المسيح. انظر إلى هذا الحوار بين يسوع والقادة اليهود في لوقا ۲۲: ٦٧-٧۰:
قَائِلِينَ: "إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ فَقُلْ لَنَا". فَقَالَ لَهُمْ: "إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ ... مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ". فَقَالَ الْجَمِيعُ: "أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟" فَقَالَ لَهُمْ: "أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ".
في هذا المقطع، عرّف يسوع عن نفسه بأنه المسيح، ابن الإنسان وابن الله. وكل هذه التعابير تشير إلى حقيقة أنه كان المسيا الذي أُنبئ عنه في العهد القديم.
بعد محاكمات يسوع، نجد وصفاً لصلبه في لوقا ۲۳: ۲٦-٤٩. في العددين ٤۳، و٤٦، اقتبس لوقا مرتين كلمات نطق بها يسوع على الصليب، كلمات لم يذكرها لنا أي من كتّاب الأناجيل الآخرين. وهذه الكلمات تشدّد على نقطتين أشار إليهما لوقا تكراراً في إنجيله: الأولى، أن يسوع كان ممتلئاً بالحنان على البائسين. والثانية، أن يسوع كان واثقا بأبيه الذي كان مسيطراً على كل تلك الأحداث. في لوقا ۲۳: ٤۳، أجاب يسوع اللص الذي على الصليب بحنان، معزياً إياه بهذه الكلمات:
الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ.
وفي لوقا العدد ٤٦ صرخ يسوع بثقة إلى أبيه، قال:
يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي.
لقد أوضح لوقا أن لحظات ربنا الأخيرة قبل موته كانت مليئة بالحنان نحو الآخرين، وبالثقة بأبيه. ثم في لوقا ۲۳: ٥۰-٥٦، يسجل لنا لوقا كيف دفن يسوع في قبر منحوت في صخر، دون أن يتم تكفين جسده لأن السبت كان قريباً.
ليس من الصعب أن نرى كيف أن قرّاء لوقا المضطهدين تشبّهوا بآلام يسوع. فأياً كان الاضطهاد الذي كانوا يواجهونه، فقد واجه يسوع اضطهاداً أسوأ. وما هو أكثر من ذلك، فقد فعل ذلك من أجلهم. فإن كان ربهم مستعداً أن يتألم بل أن يموت من أجلهم، فلا شك في أنهم سيكونون مستعدين أن يتألموا ويموتوا من أجله. لكن ذلك لم يكن مجرد دَين. فكما أن يسوع كوفئ بسبب طاعته وألمه، فإن أتباعه المطيعين سيُكافأون أيضاً بسبب ألمهم.
الكلمة
عن هذه الخطة
وصف لوقا يسوع المسيح كالمخلص. فالإنسانية ضالة ويائسة، بدون أي معونة أو رجاء، وفي حاجة إلى الخلاص. يذكّرنا الإنجيل الثالث أن المسيح مات لكي يخلّصنا.
More
نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org