أعطانا الله أنبياء - فعاليات العهد المستمرةعينة
اليوم 06: إجراءات الدينونة – لاويين 26: 14-39
لقد تعلم الأنبياء هذه العملية الإجرائية من سفر اللاويين 26: 14–39. ففي هذه الفقرة، يصف موسى الدينونة كأمر يحدث لفترة طويلة من الزمن وهي تتبع نموذجاً خاصاً.
يوضح لاويين 26: 14–39 أن الله يدرك بوضوح أن شعبه سوف يتمرد، وأنهم سيكونون معاندين، يرفضون أن يتوبوا. ومع ذلك، سيكون الله صبوراً جداً مع شعبه. وينقسم لاويين 26 إلى خمسة أجزاء رئيسية: الآيات 14–17؛ 18–20؛ 21–22؛ 23–26؛ 27–39. وتبدأ كل من هذه الأجزاء هكذا، "إن لم تسمعوا لي" ثم يمضي ليقول ماذا سيفعل بهم في الدينونة. هذا التكرار "إن لم تسمعوا لي" يوضح أن الله يقصد أن يكون صبوراً بمنح شعبه فرصاً كثيرة للتوبة.
ولقد تكلم النبي يوئيل عن صبر الله في يوئيل الإصحاح 2 عندما دعا الشعب إلى التوبة. ففي يوئيل 2: 13، يقول هذه الكلمات لإسرائيل:
"... وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ لأَنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ". (يوئيل 2: 13)
آمن الأنبياء بقوة عظيمة بدينونة العهد، لكنهم آمنوا أيضاً أن يهوه كان صبوراً جداً مع شعبه.
وتماما كما تفيدنا تقسيمات لاويين 26 أن الله صبور، هي تفيدنا أيضا أن الله سوف يزيد القسوة بتأديبات دينوناته. ففي الآيات 18، 21، 24، و28، ينذر الله شعبه بهذه الطريقة: إذا استمروا في التمرد عليه عندئذ سيزيد التأديبات سبعة أضعاف. هذا البعد في لاويين 26 يخبرنا أن دينونة العهد تأتي في درجات.
مثلاً، نحن نقرأ عن دينونة أصغر في سفر إشعياء 38: 1:
"... أَوْصِ بَيْتَكَ لأَنَّكَ تَمُوتُ وَلاَ تَعِيشُ". (إشعياء 38: 1)
والآن أنا متيقن أن حزقيا نفسه فكر أن هذه كانت دينونة عهد شديدة ضده، لكنها كانت مجرد معاناة فردية من تأديب الله. لكن من الناحية الأخرى، بعدما رفض حزقيا أن يخضع نفسه ليهوه، وبرغم الإنقاذ المعجزي من معركة الآشوريين، تكلم إشعياء بدينونة أشد قسوة. فقد أعلن أنه يوماً ما سوف يهزم البابليون كل أمة يهوذا. ففي إشعياء 39: 6، نقرأ هذه الكلمات:
هُوَذَا تَأْتِي أَيَّامٌ يُحْمَلُ فِيهَا كُلُّ مَا فِي بَيْتِكَ، وَمَا خَزَنَهُ آبَاؤُكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، إِلَى بَابِلَ. لاَ يُتْرَكُ شَيْءٌ، يَقُولُ الرَّبُّ. (إشعياء 39: 6)
كان هذا التصريح أشد قسوة بكثير من التهديد ضد حزقيا، فيما يتعلق بحالته الصحية الشخصية. لأن هذا التصريح هو تهديد ضد الأمة بأسرها. هذا وقد تكلم أنبياء كثيرون عن مضاعفة التأديبات.
ينذر الجزء الأخير من لاويين 26: 27–39، بأسوأ دينونة تقع على شعب الله، والتي ستكون أقصى خراب للأرض، بالإضافة إلى السبي نفسه من أرض الموعد. فلنقرأ كيف عبر موسى عن ذلك في لاويين 26: 33:
"وَأُذَرِّيكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ، وَأُجَرِّدُ وَرَاءَكُمُ السَّيْفَ فَتَصِيرُ أَرْضُكُمْ مُوحَشَةً، وَمُدُنُكُمْ تَصِيرُ خَرِبَةً". (لاويين 26: 33)
كان من الصعب على أذهان مؤمني العهد القديم أن يتخيلوا أي شيء أردأ من ذلك. فكان الله قد أتى بإسرائيل إلى أرض الموعد – أرض تفيض لبناً وعسلاً. لكن الأنبياء كثيرا ما أعلنوا أنه سيكون هناك سبي من هذه الأرض. فمع حلول نهاية زمن معظم الأنبياء، كان الله قد أنذر فعلاً، مرة بعد الأخرى، أنه كان سيخرج شعبه من الأرض.
الكلمة
عن هذه الخطة
إن النبوة مثيرة ومحبطة على حد سواء. معظم المسيحيين مفتونون بالنبوات الكتابية، ولكنهم في حيرة عندما يتعلق الأمر بفهمهم لها. وغالبا ما نتجاهل هذا الجزء من الكتاب المقدس لسبب شعورنا بالربكة بسبب تاريخه وقالبه الأدبي المعقد. لكن لم يعطنا الله النبوة لكي نتجاهلها. فالنبوة في غاية الأهمية لنا حين نفسرها بشكل صحيح. حين نفهم دوافع وأساليب الأنبياء نكون على استعداد أفضل كي نكتشف أهمية كلامهم لنا.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org