عندما يخدعك الغضبعينة

عندما يخدعك الغضب

يوم 3 من إجمالي 10

الخلفيّة

سنلاحظِ سريعًا الأحداثَ التالية التي جرت في حياة شاولَ، والتي أدّت إلى ازدياد غضبه ومرارته.

6. أدخل شاولُ داودَ في جيشه، وتمتّع داودُ بنجاح باهر.

7. كلّما تقدّم داودُ أكثر، شعر شاولُ بالتهديد أكثر فأكثر. فقام بمحاولاتٍ لاغتيال داود؛ أوّلاً من خلال تعريض داود بشكلٍ غير مباشر للهزيمة على يد الفلسطينيين، ثمّ حاول شخصيًّا أن يقتله بحربة، ثمّ من طريق قتلة مأجورينَ أرسلهم في مهمّة خاصّة، وأخيرًا عبر السعي إلى مطاردة داودَ بمساعدة جيش الأمّة القديمة.

الخدعة

رأى شاولُ في إنجازات داودَ تهديدًا شخصيًّا. أثار نجاحُ داودَ الخوفَ في ذهن شاول. ومع نموّ خبرة داودَ العسكريّة، تضخّم شعور شاولَ بعدم الأمان. لقد رأى في كلِّ تقدّمٍ أحرزه داودُ ضدّ الفلسطينيّين تهديدًا "بالاستيلاء" على العرش. صحيحٌ أنّ الله قد عيّن داودَ ليكون الملكَ القادم، لكنّ داود لم يكن ينظّم مؤامرة للسيطرة على المملكة. لقد بذل قصارى جهده لتكريم شاول. مع مرور الوقت، هرب داودُ لتجنُّبِ المواجهة والاستيلاءِ بالقوّة على السلطة. لكن في ذهن شاول، أصبح داودُ عدوًّا يجب القضاء عليه. هذا هو التفكيرُ الناتج عن الغضب الغيور.

في غضب شاولَ ومرارته، نمت "أخطاء" داودَ أكثر فأكثر. كلّما ازداد نجاح داود، ازدادت أخطاؤه في ذهن شاول. يزدهر هذا النوع من الخداع في مناخٍ من الغضب الغيور. عندما ينظر أحدهم إلى شخصٍ آخر بغضبٍ معتبرًا إيّاه منافسًا، سوف يُفسِّر تصرُّفاتِ خصمه وأقواله على أنَّها أخطاء، وسوف تتراكم أضعافًا. أي إنّ خطأً واحدًا يُضاف إلى خطأ آخر يُساويان أربعة أخطاء، ويتمُّ تربيع هذه الأخطاء الأربعة بطريقة ما في رياضيّات الغيرة لتساوي ستة عشر خطأ. ما من نهاية لتنامي الكراهية.

الحقيقة

الحقيقةُ هي أنّ انتصاراتِ داودَ كانت نعمةً لشاولَ ولكلّ الأمّة القديمة. لقد كان جيشُ شاولَ بأمسِّ الحاجة إلى رجلٍ مثل داود. كما أنّ الناس يخطئون إلينا في بعض الأحيان. لكن إذا شعرنا بالمرارة، وبخاصّة إذا شعرنا بالغيرة، فسنجد أخطاءً حيث لا وجود لها. عندما تُصبح الأخطاءُ المتخيَّلة جزءًا من تفكيرنا، نصبح عشّاق الكذب، وعلى استعداد لجعل النور ظلامًا والظلام نورًا.

يوم 2يوم 4

عن هذه الخطة

عندما يخدعك الغضب

في سلسلة التأملات هذه سنتكلم عن خداع الغضب وسنتطرّق لبعض الخدع التي أثّرت في تفكير الملك شاول وشوّهت رؤيته وأدّت إلى سقوطه ودماره. من يتمسّكْ بغضبه يدخلْ في الظلام، وهناك يحكم على الناس ويفسّر الأحداث بالمنطق الملتوي والدوافع الجسديّة. لكلّ خدعة علاقة بما كان يجري في داخل شاول وهذا ما سنتأمل به في هذه السلسلة المقتبسة من كتاب "إخماد الغضب" لجون كوبلنتز.

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/