عندما يخدعك الغضبعينة

عندما يخدعك الغضب

يوم 7 من إجمالي 10

الخدعة

ظنّ شاولُ أنّه كان ضحيّة. عندما اتّهم رجالَه بالتآمر مع داود، صرخ قائلاً: "لَيْسَ مِنْكُمْ مَنْ يَحْزَنُ عَلَيَّ" (1صموئيل 22: 8). تنمو ذهنيّةُ الضحيّة بشكل طبيعيّ من ذهنيّة اللوم. إنّها تُحمّلُ الآخرين مسؤوليّةَ أشياءَ لم يقترفوها، وتحجب بصرنا عن مسؤوليّتنا عن أفعالنا. ذهنيّةُ الضحيّة مشبَعةٌ من الرثاء للذات. إنّها تصنع طرقًا خفيّة لجعل الآخرين يشعرون بالذنب. وتوحي بالعجز في الظاهر، ولكنّها في الباطن وسيلةٌ للسيطرة على الآخرين. بواسطة تلك الواجهة الحزينة، يتلاعب الشخص "الضحيّة" بالآخرين لينصاعوا لإرادته. في الوقت نفسه، يقيم حواجزَ أمام أيّ شخص يدعوه إلى تحمُّلِ مسؤوليّته، ومن خلال ذرف الدموع، يحمي نفسه من قيام الآخرين بأيّ عمل قد يزيد من إزعاجه.

كما ظنّ شاولُ أنَّ كونه ضحيّةً يجبر الآخرين على مساعدته في الحصول على مبتغاه. تتمحور عقليّةُ الضحيّة حول الذات. كان عالمُ شاولَ يدور حول نفسه، وكلّما ازداد ذلك تفاقمت مشاكله أكثرَ فأكثر. إنَّ عدمَ تعاونِ الناس يغذّي تفكيرَ الضحيّة بشأن تعرّض الشخص للظلم، ممّا يجعله يؤمن بشدّة أنَّ الآخرين ملزمون بمساعدته. عندما يكون الشخصُ المرّ النفس في السلطة، تصبح هذه الحلقةُ المفرغة سيِّئةً للغاية. كان رجال شاولَ على استعداد لملاحقة داود، وتقبّلوا توبيخ شاولَ برزانة، لكن عندما أُمِروا بقتل الكهنة، علقوا. من ناحية، كان أمامهم أمرٌ مشوّش من الملك، ومن ناحية أخرى، علموا أنَّ هؤلاءَ رجالٌ قدّيسون لا يستحقّون الموت.

الحقيقة

الحقيقة هي أنّ شاولَ لم يكن ضحيّةً بل كان الآخرون ضحيّته. ولم يكن بحاجة إلى الشفقة، بل إلى التوبة عن عصيانه وغيرته وغضبه. ولم يكن عاجزًا أمام مشاكله؛ فقد كان بوسعه اللجوء إلى الربّ فيجد الرحمة والنِّعمة. من ناحية أخرى، يقع بعضُ الأشخاص ضحايا لأفعال شريرة يقترفها آخرون. ومع ذلك، عندما تسيطر عقليّةُ الضحيّة، تؤدّي إلى تطوير نمط من البكاء الصارخ "أنا ضحيّة! ليس الذنب ذنبي!" في حين أنّنا في الحقيقة مسؤولون. إضافة إلى ذلك، سنكتشف لاحقًا كم هو صحيحٌ أنّنا في المسيح قد نكون أعظم من منتصرين، حتى عندما نكون ضحايا لأسوأ الفظائع. كما أنّه لا يوجد قدرٌ من الإيذاء يبرّر الردودَ غيرَ الصالحة أو يلزم الآخرين بالتعاون مع الردود غير الصالحة. من الصواب الوقوفُ مع الضحايا الحقيقيّين وفهمهم وتقديم الدعم المُحبّ لهم. لكنّ شاولَ لم يكن ضحيّة. لا أحدَ ملزمٌ بالتعاون مع مخططات تدفعها الغيرةُ أو الكراهيةُ أو سوءُ النيّة.

يوم 6يوم 8

عن هذه الخطة

عندما يخدعك الغضب

في سلسلة التأملات هذه سنتكلم عن خداع الغضب وسنتطرّق لبعض الخدع التي أثّرت في تفكير الملك شاول وشوّهت رؤيته وأدّت إلى سقوطه ودماره. من يتمسّكْ بغضبه يدخلْ في الظلام، وهناك يحكم على الناس ويفسّر الأحداث بالمنطق الملتوي والدوافع الجسديّة. لكلّ خدعة علاقة بما كان يجري في داخل شاول وهذا ما سنتأمل به في هذه السلسلة المقتبسة من كتاب "إخماد الغضب" لجون كوبلنتز.

More

نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/